عمرو دياب أصدر بيانين صحافيين في مدة زمنية وجيزة وطالب جمهوره بعدم تجريح خصومه. أرشيفية

حرب «بيانات» فنيـــة في العيد

كما هي الحال خلال فترة العيد التي تعد أحد أهم مواسم المطربين رواجاً، تشهد الفترة الحالية نشاطاً ملحوظاً في البيانات الصحافية التي يصدرها فنانون وفق خلفيات مختلفة، بعضها دفاعاً عما رأوه تعدياً عليهم، أو تفسيراً لموقف معين، لكن في كل الأحوال فإن تلك البيانات تظل تصريحات تعبر عن وجهة نظر طرف واحد، وتحقق دعاية وحضوراً لفنانين في وسائل الإعلام على نطاق واسع.

صناعة الدعاية الفنية التي تغيب عن معظم الفنانين الخليجيين والإماراتيين تبدو حاضرة في عواصم عربية غير خليجية، خصوصاً في القاهرة وبيروت، لدرجة أن بعض الفنانات والفنانين يظلون غير معروفين إلى أن يقوموا بإصدار بيان صحافي غالباً ما يتعلق بالزج بشحصية أخرى أكثر شهرة، في حين اعتاد بعض الفنانين التهويل من حوادث بسيطة والسعي لتحويلها إلى قضية رأي عام على صفحات الحوادث، عوضاً عن صفحات الفن.

وفي حين أسهم الاهتمام الإعلامي في انتشار عدد كبير من الفنانين والفنانات في مستهل مشوارهم، تجيء البيانات الصحافية لتأخذ منحى آخر بالنسبة لنجوم يسعون إلى الحفاظ على ما يعتبروه حقاً أصيلاً لهم مسنودين بجماهيريتهم، فيما يسعى آخرون للبقاء في دائرة الضوء عبر تصريحات تؤمن لأصحابها وجوداً في مساحات إعلامية واسعة.

بيانات

مسؤولية أخلاقية

 

«خادمة تسرق خاتماً ثميناً من مخدومتها الفنانة».. عنوان مكرر لعشرات الأخبار التي تبدو عادية لولا وجود لقب فنانة قبل الخبر، لكن تعليقات القراء بعدها ربما توضح جانباً مهماً من الظاهرة التي يتم فيها استثمار آلة الدعاية والإعلام للفت الأنظار تجاه اسم بعينه، فالتساؤل عن من هي هذه الفنانة يرد في كثير من التعليقات التي يرسلها القراء تفاعلاً مع الخبر.

صناعة الأخبار الفنية، حسب مديري فنانين يفضلون عدم الإشارة إلى أسمائهم بالضرورة تبدو أمراً اعتيادياً وروتينياً، حتى عندما تمر فترة طويلة دون أن يقوم أولئك الفنانون بنشاط يذكر.

في المقابل، يؤكد مديرو أعمال فنانين مسؤولين عن التواصل الإعلامي ضرورة توخي المصداقية، والاقتصاد في إصدار البيانات الصحافية، وهو ما يشير إليه الإعلامي مراد النتشة، الذي يمتلك خبرة واسعة في إدارة العلاقات الإعلامية لعدد من الفنانين العرب والخليجيين، مضيفاً: «لا يمكن أن يكون معيار نجاح المسؤول الإعلامي للفنان مرتبطاً بكم الأخبار إلا في المرحلة المبكرة من مشوار أي فنان، شرط ألا يخل هذا بمعيار المصداقية».

واستطرد النتشة: «القضايا الأخلاقية رغم أنها تبدو مغرية للنشر، وتستحوذ على مساحات واسعة في بعض المجلات، والمواقع الإلكترونية خصوصاً، فإنها قد تمثل ضربة قاصمة لعلاقة الفنان بجمهوره، لذلك فإنها في الغالب تبدو سلاحاً ذا حد واحد مصوب فقط باتجاه الفنان في معظم الأحيان، حتى إن لم يكن مداناً في حقيقة الأمر».

بعد أن طويت تماماً صفحة خلافاته مع مواطنه تامر حسني، شهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة متعاقبة من البيانات الصحافية بين الفنان عمرو دياب والشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر والملحن عمرو مصطفى، وتم الزج باسم شركة «روتانا» في تلك البيانات، ما دفع الأخيرة إلى إصدار بيان شديد اللهجة في الساعة الثانية بعد منتصف ليل أول من أمس، تحذر فيه من مغبة استهدافها لأغراض شخصية، وتوعدت من يقومون بذلك بالملاحقة القضائية، وأكد ذلك لـ«الإمارات اليوم» المدير التنفيذي لشركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات سالم الهندي، واعداً بكشف مزيد من التفاصيل بصدده.

وأصدر قمر بياناً يهاجم فيه مواطنه الفنان عمرو دياب وشركة «روتانا»، جاء فيه: « عندما يقبل فنان مصري كبير أن يبيع أغنياته وتاريخه إلى روبرت مردوخ ، فهذه حرية شخصية له بالطبع، لكن بالنسبة لأغنياتي فسأتركها لبلدي ولأولادي، لأنني لا أبيع تاريخي»، مشيراً إلى أنه قرر مع عدد من الملحنين عدم التعاون مع عمرو دياب في ألبومه الجديد، متوجها بالنصح إلى الشعراء والملحنين الشباب بعدم التوقيع على أمر النشر الخاص بشركة «روتانا».

وأردف قمر في بيانه الصحافي: «أمر النشر يعني تنازلك عن كل حقوقك وحقوق أولادك وأحفادك، أي أن (روتانا) تستحوذ على حق الأداء العلني بأثر رجعي، ولذلك سنعقد اجتماعاً عاجلاً ندعو من خلاله كل المهتمين بهذا الموضوع إلى شرح تفاصيل أكثر» .

تنازل

استشهد قمر بموقف فنانين كبار في ما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، وعدم الخلط بين المقتضيات القانونية للنشر عبر تصريح أو تنازل، مضيفاً: «طلبنا أكثر من مرة تغيير اسم التنازل الذي نحرره للمطرب أو لشركة الإنتاج ليكون اسمه (تصريحاً)، وهو ما يسمح للجهة الموجه إليها التصريح استخدام المصنف الأصلي فقط، لأن هذا يفرض على أي مطرب أو شركة إنتاج محلية أو عالمية أن تراجع مؤلف الشطر الأدبي أو المؤلف الموسيقي، وهو ما حدث مثلاً عندما قام كل من محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ونجاة بغناء أغنية (لا تكذبي)».

الملحن عمرو مصطفى من جانبه أصدر بياناً وصفه بالتوضيحي، جاء فيه «أصدر الفنان عمرو دياب لأول مرة في حياته بيانين ليرد بهما علي وعلى صديقي المؤلف أيمن بهجت قمر، يدافع بهما عن نفسه، بعد أن شن أيمن عليه هجوماً بسبب اختلافات بالنسبة لعمرو دياب مادية، وبالنسبة لي ولأيمن معنوية ومادية ووطنية». وأضاف: «على مدار تعاملنا مع الفنان عمرو دياب الذي أثمر عن نجاحات كثيرة وعلامات في حياة كل منا لا يستطيع ولا يجرؤ أن ينكرها أحد، كنا نتعامل بالتنازلات أو التصاريح، بمعنى أنني كنت أكتب تصريحا أو تنازلا لعمرو دياب أو الشركة المنتجة له بأن يغنيها ويصورها ويضعها في ألبوماته، ويبيع (الرينج تون) لمصلحته، على أن نتقاضى نحن المؤلف والملحن مقابلا ماديا رمزيا».

واستطرد: «بعد عملنا في الألبوم بجد واهتمام، فوجئنا بدياب يصر على أن نوقع على (تنازل وعقد نشر)، وهذا العقد يحرمنا حتى حق تقاضي الأداء العلني للأغنية المكفول للمؤلف والملحن بالقانون، ويمنعنا تماماً من نشرها وجني ثمارها، فيجني هو حقه في الحفلات والأفراح، ويجني هو أيضاً حقنا المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم».

شركة روتانا للصوتيات، أصدرت بيانا ذكرت فيه بمشوارها الفني الطويل عبر أكثر من ربع قرن، مضيفة «لا يمكن لأحد المزايدة على عطاءات «روتانا» في هذا المجال وغيرتها على المصلحة الفنية العربية التي لطالما كانت رسالة الشركة منذ تأسيسها».

تطاول

استهجن البيان ما ورد على لسان قمر وعمرو مصطفى، فقد ورد فيه «ما ورد بحق الفنان العربي والروتاني عمرو دياب نعتبره تطاولاً مجحفاً واتهامات باطلة وسفيهة بحق كل من الفنان والشركة، ويهمنا أن نصوب لهم وللرأي العام انتقاداتهم التي ربما نبعت من جهلهم بحقيقة عمل (روتانا)، أو نبعت من كيد خاص متعلق باستبعادهم عن الألبوم الجديد للفنان عمرو دياب كما أوضح هو في بيانه الخاص». واستطردت الشركة في بياناها «قاموا للأسف بذلك وعن قلة دراية بالتطاول على فنان كبير لطالما كان سفيراً للأغنية العربية الحديثة، وشركة متجذرة في العمل الفني والإرث العربي».

وفيما يتعلق بالزج باسم مردوخ أوضحت الشركة: يهمنا أن نؤكد أن المحتوى الفني لـ«روتانا» تملكه الشركة فقط وليس أياً من المساهمين أو الشركاء. وبالتالي فإن الشركة التي تعد نفسها مؤتمنة على الإرث الفني العربي، حريصة كل الحرص على حفظ الأمانة، وهي بتاريخها المشهود عليه وبتصرفاتها السابقة لناحية حقوق الملكية التي لم يشبها يوماً شائبة، برهنت على أنها خير حافظ لفن يعجز وسيعجز كل متطاول عن المساس به.

الأكثر مشاركة