فيلم ألماني يعرّي أسطورة أشهر جنرال في الجيش النازي
«ثعلب الصحراء» كان ضعيفاً
يصور فيلم جديد أروين روميل الفيلد مارشال الألماني الشهير في الحرب العالمية الثانية -الذي عرف باسم «ثعلب الصحراء» لبراعته العسكرية- رجلاً ضعيفاً مقسماً بين ولائه للزعيم النازي هتلر وإدراكه بعد فوات الأوان أنه يخدم «شيطاناً». وأغضب الفيلم الذي عرضه التلفزيون الألماني «أيه.آر.دي» أول من أمس، ابن روميل وحفيدته اللذين يعتقدان أن الفيلم يضعف من دور روميل في مقاومة هتلر. واضطر روميل إلى الانتحار عام ،1944 بعد أن شك هتلر في وجود صلة بين جنراله المقرب وخطة يوليو 1944 لاغتياله، وإن اختلف المؤرخون حول مدى قرب روميل من خطة الاغتيال الفاشلة للزعيم النازي.
وصور الإعلام النازي روميل على أنه قائد عسكري عبقري، بعد هجومه الناجح والجريء ضد الحلفاء في شمال إفريقيا من عام 1941 حتى أواخر عام ،1942 حين تعرض فيلقه الإفريقي للهزيمة في العلمين، وهي المعركة التي احتفل قدامى المحاربين البريطانيون، ودول الكومنولث بذكراها في لندن الأسبوع الماضي.
حتى رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت ونستون تشرشل امتدح روميل، ووصفه بأنه «جنرال عظيم».
وارتفعت مكانة روميل أيضاً بين أعدائه لمعاملته الإنسانية للأسرى. وتفادى الفيلق الإفريقي الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الألماني في مناطق حرب أخرى، خصوصاً الجبهة الشرقية. وفي عام 1944 في نورماندي، أثناء محاولته الدفاع عن الساحل من عملية إنزال منتظرة من جانب قوات الحلفاء، أدرك روميل أن ألمانيا خسرت الحرب، وفقد إيمانه بالمعركة. وعلى الرغم من صلته ببعض المخططين، إلا أنه لم يشارك قط في المؤامرة الفاشلة يوم 20 يوليو 1944 لاغتيال هتلر.
وقال منتج الفيلم نيكو هوفمان «الفكرة هي إزالة كل زيف من حول روميل، هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة تحيط بأسطورة روميل. فهو بالنسبة للبعض جندي شجاع ذو كبرياء هو ثعلب الصحراء. البعض لا يعرف أنه انتحر تحت ضغط من هتلر، ويتصور أنه هلك في الحرب، وهناك أسئلة كثيرة عن مدى قربه من المقاومة».
ووصف مخرج الفيلم نيكي شتاين روميل، بأنه «رجل ضعيف»، اختار أن يشيح ببصره بعيداً ويغض الطرف. ويرى كثير من المؤرخين أنه في الأساس كان يخدم هتلر حتى يحقق تقدماً في حياته العملية. وشجبت أسرة روميل الفيلم الذي تكلف ستة ملايين يورو، والذي يركز على تصاعد صراعه النفسي خلال الأشهر السبعة الأخيرة قبل وفاته. وفي العام الماضي كتب مانفريد ابن روميل الذي كان في 15 من عمره حين مات والده، ويبلغ الآن 83 عاماً، وحفيدته لمنتج فيلم روميل، أنه يقدم «أكاذيب». وقال هوفمان إن والده لعب دوراً أكبر في المقاومة مما يتصوره المنتجون. ورفضت الأسرة التحدث مع وسائل الإعلام عن الفيلم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news