من فيلم «رباعيات» للمخرج بودهادب داسغوبتا. من المصدر

«دبي السينمائي» يحــتفي بطاغـور و«بوليوود»

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن أفلام برنامجه للاحتفال بالسينما الهندية، ليتزامن هذا الإعلان مع احتفالات الجالية الهندية في الإمارات بأعياد «الديوالاي».

يأتي برنامج هذا العام بالتناغم مع ذكرى مرور ‬100 سنة على السينما الهندية وإبداعات بوليوود، ما يجعل الأفلام المعروضة مناسبة خاصة للتعرف إلى آخر ما توصلت إليه هذه السينما العريقة، وأحدث انتاجاتها، وأبرز الأسماء الجديدة والمميزة في صناعة السينما الهندية. كما يحتفي المهرجان الذي تقام دورته التاسعة في الفترة من ‬9 إلى ‬16 من ديسمبر المقبل، بالشاعر الهندي الراحل رابندرانات طاغور.

صناعة

قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مسعود أمرالله إن «الأفلام الهندية المعروضة هذا العام تمنح المشاهد فرصة استثنائية للتعرف إلى جديد صناعة السينما الهندية، ولعلها وسيلته لمعرفة أين وصلت هذه السينما بعد مرور ‬100 سنة على أول فيلم انتجته»، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي لعبه الكاتب والمخرج ياش شبرا الذي توفي هذا العام، معتبراً أن أعماله «تبقى حاضرة وملهمة للأجيال المقبلة في السينما الهندية».

من فيلم «شهيد» للمخرج هانسال ميهتا.     من المصدر

وأكد مدير برامح آسيا وإفريقيا، ناشين مودلي، استثنائية هذه الدورة، واحتفالها الخاص بالسينما الهندية، مؤكداً أن اختيارات الأفلام انحازت إلى «أفلام خاصة جداً تعكس جوهر السينما الهندية وغناها، بما يتناغم ومرور ‬100 سنة على انتاجات سينمائية لا مجال لحصرها أو تأطيرها، ففي الهند ينتج سنوياً أكثر من ‬1000 فيلم».

«رباعيات»

إذا كانت ‬100 سنة قد مرت على السينما الهندية، فإن ‬150 سنة مرت على ميلاد شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور، الحائز جائزة نوبل للآداب، وليأتي فيلم «رباعيات» ليس كتحية إبداعية خاصة يقدمها المخرج والشاعر بودهادب داسغوبتا فقط إلى طاغور، بل مساحة جمالية خاصة تقدم معالجة بصرية لعوالم تلك القصائد التي تصور عالماً حلمياً، وليكون الفيلم أيضاً مؤلفاً من أربعة أفلام قصيرة، كل فيلم بعنوان واحدة من القصائد المجسدة، والمأخوذة من كتاب يضم ‬13 قصيدة من أشهر قصائد طاغور.

بعيداً عن سكينة وروحانية قصائد طاغور، يأتي من بين الأفلام التي سيعرضها برنامج «احتفال بآسيا وإفريقيا» فيلم هانسال ميهتا «شهيد» الذي تدور أحداثه أثناء العنف الأهلي المندلع في بومباي عام ‬1993، ورحلة شهيد عزمي التي يتنقل فيها بين الإرهاب، والسجن ظلماً بموجب قانون مكافحة الإرهاب الجائر، وصولاً إلى أن يصبح محامياً، وهنا يتحول شهيد إلى المخلّص في مجال حقوق الإنسان، خصوصاً أن العنف الأهلي في تصاعد. إنه فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لشاب مسلم فقير يناضل ضد الظلم وعدم المساواة، متخطياً ظروفه، لنكون حيال شهادة فذة عن الروح الإنسانية والأسئلة التي تثيرها بما يمزج الروائي بالتوثيقي.

الخليج وكيرالا

أما فيلم «الدكان» فإن التجربة الشخصية لمخرجه جوي ماثيو تلقي بظلالها على أحداثه، فهذا المخرج جاء دبي منذ سنوات عدة للعمل، وليس في جيبه إلا بضع روبيات. لكنه على عكس بطل فيلمه، قرر العودة إلى كيرالا بشكل نهائي، ليكرس حياته كاملةً للتمثيل والكتابة والإخراج المسرحي، بالإضافة لكونه ناشطاً سياسياً. جند المخرج كل خبراته الواسعة ليقدم لنا فيلماً لاذعاً بسخريته، يضيء على تأثيرات تجربة العمل في الخليج العربي في مجتمع كيرالا المعاصر.

وبما أن الأضواء مسلطة على مرور ‬100 سنة على السينما الهندية فإن فيلم «صوت» للمخرج كوشيك غانغولي، ليس إلا إعلان حب للعاملين في السينما، ومساعيهم لصونها وحمايتها رغم المتغيرات التي تعصف بما حولهم. إذ يروي الفيلم قصة فنان بنغالي، يقلِّد الأصوات التي تتحول إلى مؤثرات صوتية في الأفلام، لدرجة يصبح فيها أسير تلك المهنة، ورابطه الوحيد بالحياة.

الأفلام السابقة لن تنسي أفلاماً هندية أخرى تحملها مسابقة «المهر الآسيوي الإفريقي»، مثل «الآنسة الفاتنة» لأشيم أهلواليا، وفيلم أناند غاندي «سفينة ثيزيوس»، إضافة للفيلمين الوثائقيين «غلابي غانغ» للمخرجة الهندية نيشتا جين، وفيلم سوراف سارانغي «تشار.. جزيرة بلا بشر»، إضافة لفيلم «غاتو» لرجان خوسا الذي يعرض في برنامج «سينما الأطفال».

الأكثر مشاركة