خبير التجميل المسرحي ياسر سيف يبدع في تحويل المـــلامح.. ويؤكد:
الماكياج يخدم الفنـان.. ولا يصنع موهبة
يرى خبير التجميل و«الماكيير» المسرحي البحريني، ياسر سيف، أن الماكياج قد يخفي كثيراً من عيوب الوجه، ويصحح تفاصيل دقيقة في ملامح الفنان، إلا أنه لا يصنع شخصية أو موهبة، مشيراً إلى أن «الماكيير» المسرحي يواجه مشكلات عدة في التعامل مع الوجوه «تحديداً ذوي البشرة الدهنية، التي لا تحتفظ بمساحيق التجميل لفترة طويلة، كما أن بعض البشرات غير نقية ويصعب التعامل معها لإخفاء تلك العيوب، وهنا تكمن خبرة الماكيير في وضع الماكياج الذي يظهر نقاء البشرة مع الاحتفاظ بتفاصيل وملامح الوجه الطبيعية، من دون المبالغة في استخدام مساحيق التجميل».
وأضاف سيف الذي يشارك في «ورشة الماكياج المسرحي»، التي تنظمها إدارة المسرح في الشارقة حالياً لـ«الإمارات اليوم» «لا توجد وجوه محدده أرتاح في التعامل معها في الدراما أو المسرح، إنما هناك وجوه قابلة للتشكيل وتتحمل أكثر من شكل، ويمكن الإبداع فيها وإظهار التنوع، منها وجه الفنان عبدالناصر درويش، الذي يعد من الوجوه التي يعد التعامل معها ممتعاً، كما أن هناك وجوهاً يصعب التعامل معها من ناحية تغييرها بالمكياج العادي، إذ هي بحاجة إلى إضافة قطع اصطناعية لإحداث ذلك التغيير بما يتناسب مع الشخصية ورؤية المخرج».
ويبدع الفنان ياسر سيف في تحويل ملامح الفنان، سواء من ذكر إلى أنثى، أو العكس، إضافة إلى تلاعبه بالأعمار، فبحكم الخبرة في المجال بات يمكنه بسهولة إعادة رسم تفاصيل وملامح الوجوه، ومن أبرز الشخصيات التي نجح في تحويلها شخصية «زهرة» التي جسدها الفنان الإماراتي جمال السميطي في مسرحية «زهرة مهرة»، إذ لم يكتشف الجمهور ولا حتى النقاد أثناء عرض المسرحية أن تلك الشخصية رجل في الأساس، وهنا يكمن نجاح الماكياج الذي يسهم بالتالي في رفع مستوى العمل المسرحي الذي يكون جيداً في الأساس.
شخصيات مهمة
مطاط وتركيبات أكد «الماكيير» المسرحي، ياسر سيف أن أبرز مشكلات إضفاء كبر السن على وجه الممثل الشاب «تكمن في طريقة التغلب على النعومة الطبيعية للبشرة، إذ يمكن طلاؤها بالمطاط السائل لتسهيل صنع بشرة ثلاثية الأبعاد، أما قطع المطاط الاصطناعية فتعد افضل الطرق وأحسنها من الناحية الفنية لتكوين الوجه، وهي استعمال قطع المطاط لتكوين أي جزء من الوجه أو الرقبة أو اليدين، التي تمتاز بصلابة الوسط بدرجة تكفي لاحتفاظها بأشكالها، ورفيعة الأطراف بما يكفي لالتصاقها واندماجها في طلاء التبطين، الأمر الذي يستحيل اكتشافه»، مضيفاً «لمكياج المطاط ميزات كثيرة، منها إضافة أجزاء ثلاثية الأبعاد إلى الوجه لا يمكن الحصول عليها بمعجون الأنف، أو بشمع البشرة، او بأي تركيبات اخرى، كما تشبه قطع المطاط البشرة الطبيعية في مظهرها أكثر من المعجون أو الشمع، ولا تحتاج طبعاً إلى تشكيل فوق الوجه، إضافة إلى أنها قطع خفيفة الوزن ولا تتعب الممثل، ولا تشكل خطراً في استعمالها إذا ما ألصقت بعناية، والأمر المهم أنه يمكن استعمالها مرات عدة». ياسر سيف: عشقي للمسرح مرتبط بدراستي. تصوير: تشاندرا بالان |
يعمل سيف أيضاً في مجال الماكياج التجميلي للعرائس، ولعدد من طبقات المجتمع بما فيها الشخصيات المهمة، وعلى الرغم من العائد المالي الذي يجنيه خبير التجميل إلا انه يرى في الماكياج المسرحي قمة الإبداع، ويحرص على الوجود في الأعمال المسرحية التي تبرز احترافيته مع كل شخصية يصنعها، إضافة إلى أن عشقه للمسرح مرتبط بدراسته الجامعية وتخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وأكد سيف ان «الماكياج المسرحي بوسعه أن يصبح واحداً من أهم الوسائل صلةً بالممثل وشخصيته، وبإمكانه أن يضلل المتفرجين بصفته جزءاً متكاملاً من الشخصية، وعلى الرغم من أن الماكياج لا يصنع الشخصية، إلا أنه يساعد على إبرازها، ولن يصل أي ماكياج إلى حد الإتقان من دون وجود ممثل كفء»، لافتاً الى أن الماكياج الثقيل، أو الشبيه بالقناع، يعيق حركات ملامح الوجه.
ووصف سيف الماكياج غير الملائم، واللافت للأنظار بـ«المأساة، إذ إن الماكياج يمتلك قدرة بالغة على إحداث الضرر، أو تحقيق النفع، لذلك يفترض ألا يهمش دوره في العمل المسرحي، وبغض النظر عن دوره الأساسي جزءاً متكاملاً من تصوير الشخصية وتوضيحها، فهو ضروري أيضاً بالدرجة نفسها لموازنة الآثار الضارة للإضاءة والبعد المسرحيين اللذين قد يحولان الممثل الخالي من الماكياج إلى مجرد لا شيء».
تحليل
وأشار إلى أن تطور أجهزة الإضاءة المستخدمة في المسارح أسهم في تطور وسائل وأدوات فن التنكر «فالعلاقة بين الإضاءة وهذا الفن جذرية، لأنهما يعتمدان على اللون، ففن التنكر يعتمد على استخدام ألوان الصبغات على وجه الممثل لإيهام المشاهد بالدور المؤدى، أما الإضاءة فهي استخدام الألوان الضوئية في ايهام المشاهد بالمكان والوقت والحالة النفسية للنص المؤدَّى»، لافتاً إلى أن اختلاف تكوين عظام الوجه هو الذي يعطي التمييز الفردي من شخص لآخر، إذ إن الوجه المثالي على المسرح هو الوجه البيضاوي، لذلك يحاول «الماكيير» دائماً الاقتراب منه قدر الإمكان، وذلك بتقسيمه إلى ثلاثة أجزاء متساوية طولاً وعرضاً، ويقاس طول الوجه بثلاث مراحل، أولاً من خط الشعر إلى خط الحواجب، وثانياً من خط الحواجب إلى نهاية الأنف، وثالثاً من نهاية الأنف إلى نهاية الذقن، كما يقسم عرض الوجه بخطين عموديين على خطوط التقسيم الثلاثة السابقة، ويمر كل منهما بمركز العين، ويكون القسم الأوسط أعرض قليلاً من القسمين الخارجيين.
أبعاد
يقدم ماكياج الأبعاد الثلاثة فرصة للمخيلة النشيطة والأصابع الماهرة، فأقل تغيير في شكل الأنف يحدث تغييراً كبيراً في منظر الشخصية، وفق سيف، الذي أوضح أن «الممثل العادي يفترض أن أنفه يليق لدور كل شخصية يمثلها، وبذلك يستغني عن وسيلة من أقيم وسائل الماكياج في تصوير الشخصية، والمادتان الشائعتان في هذا الغرض هما معجون الأنف وشمع البشرة. ويعد معجون الأنف، من أفضل المواد المستعملة عموماً في التكوين المباشر للأبعاد الثلاثة، ويستعمل مبدئياً لتغيير شكل الأنف، لكن بعد كثير من التمرين يمكن استعماله بنجاح في تشكيل عظام الخد والذقن والجبهة والأذن، وقلما يستعمل في أجزاء الوجه لكثرة حركة العضلات إذ تظهر الفقاقيع على سطح المعجون وتفسد المنظر، أما شمع البشرة، فهو أطرى من معجون الأنف، ولا يلصق بسهولة مثله، وإنما يمكن تشكيله وادماجه بسهولة أكثر من معجون الأنف، وهو أقل منه ثباتاً أثناء التمثيل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news