آثار مصرية شبه الأصل في الجناح المصري في القرية العالمية بدبي. تصوير: تشاندرا بالان

تـوت عـنـخ آمـون.. فــي القرية العالمية

على يمين مجسم ميدان التحرير، تماماً كما يقع المتحف المصري في القاهرة، أقيم متحف في الجناح المصري في القرية العالمية، ليكون نسخة تحاكي آثار المتحف المصري في القاهرة. ويضم المتحف مجموعة من الآثار التي صممت بنسخة تكاد تكون مطابقة عن الآثار الحقيقية بدقة ألوانها وأحجامها الحقيقية، لتأخذك عبر الإضاءة الخافتة وفي جولة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة الى عالم الفرعون توت عنخ آمون، فتبرز تفاصيل حياته وممتلكاته التي اكتشفت بعد مماته، الى جانب المعابد والسفن والمقصورات الجنائزية التي تعود الى الفرعون نفسه، بينما ختاماً تنتهي الجولة مع المومياء.

جولة

الكتابة الهيروغليفية

بعد الخروج من المتحف، يوجد عند مدخل القرية وامام ميدان التحرير، طاولة تتيح لزوار الجناح المصري التعرف الى الكتابة الهيروغليفية، اذ يمكنهم كتابة اسمائهم او اي كلمة يريدون باللغة الهيروغليفية التي كانت تستخدم الرموز وليس الاحرف. وتتم بعد ترجمة الاحرف الى الكتابة الهيروغليفية، اعطاء الرسومات التفسيرات حسب الاشكال التي كانت تقطع وتقسم بحسب الصوت وخروجه، فتكون إما أحادية او ثنائية او ثلاثية الصوت.

تستهل الجولة في المتحف مع تمثال نفرتيتي الذي نفذ طبق الأصل، بالعين المكسورة، وجميع الألوان التي تطابق القطعة الأصلية في القاهرة، لننتقل بعدها الى والدة ووالد الفرعون توت عنخ آمون، حيث عرضا وهما يقدمان القرابين لآلهة الشمس. وتبدأ بعد ذلك حكاية توت عنخ آمون أبرز فرعون عرف في مصر، ليس بسبب انجازاته التاريخية او انتصاراته في الحروب، وإنما بسبب اكتشاف مقبرته وممتلكاته دون اي تلف، وكذلك اللغز الذي أحاط وفاته والتي رجح البعض ان تكون اقدم عملية اغتيال في التاريخ، لاسيما بعد اكتشاف بعض الكسور في جمجمته وبين الفخذين، وكذلك زواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً من بعده.

يشكل المتحف الموجود في القرية العالمية اختصاراً للمتحف الحقيقي، فقد تم تقديم أبرز القطع الموجودة التي كانت تبرز حضارة هذا الشعب ومعتقداته والآلهة التي كانوا يعبدونها. وقد عرض ما يقارب ‬10 تماثيل يمثلون الخدم لتوت عنخ آمون الذين كانوا يزيدون على ‬400، حيث كان لديه لكل يوم خادم، فيما هناك ‬12 على عدد شهور السنة، الى جانب ‬36 مشرفاً على مجموعة الخدم.

أما القسم الثاني في المتحف فيضم المعابد الشهيرة، ومنها معبد أبوسمبل الذي بناه رمسيس الثاني، حيث كانت تتعامد الشمس على رأس المعبد مرتين في السنة، ولكن السد العالي أدى الى انهيار المعبد، وحين جمع من جديد بعد أن استخرج من الماء، أصبحت الشمس تتعامد على رأسه مرة في السنة فقط. أما المعبد الثاني فهو معبد الكرنك في مدينة الاقصر، ويحتوي على بحيرة مقدسة، مياهها لا تزيد ولا تقل مع المطر. بينما المعبد الثالث هو معبد ادفو الذي شيد للإله حورس بي، والذي يعد من المعابد التي احتفظت بحالتها، فيما معبد الدير البحري او الذي يطلق عليه اسم معبد حتشبسوت، والذي بنته الملكة حتشبسوت يعد آخر المعابد التي جسدت بأحجام صغيرة في المتحف.

سفن

إلى جانب المعابد والتماثيل، يضم المتحف مجموعة من السفن الخشبية، ومنها مركب الشمس الذي يعد اول المراكب التي بنيت في العهد الفرعوني، والذي كان طوله ‬43 متراً وعرضه خمسة أمتار، وكان مجمعاً من الحبال ومن دون أي مسمار. الى جانب هذا المركب هناك مجموعة من المراكب التي كانت تصنع من خشبة واحدة، وبعضها ينصب في وسطها كرسي الحاكم. كما عرضت نسخة من مركب حتشبسوت الذي كان يستخدم لنقل التماثيل، وكان يزن ‬374 طناً، الى جانب مراكب الملك، والمراكب التي اكتشفت في مقبرة توت عنخ آمون، والتي نفذت بأحجام صغيرة لتدخل الى مقبرته بعد وفاته. وتضم المجموعة الثالثة الصناديق التي كانت تستخدم في الصيد، والتي كانت تستخدم من قبل الفراعنة من أجل وضع الأغراض الثمينة والمجوهرات، وبعضها كان يستخدم من اجل اشعال النار كي يعطي اضاءة في الأماكن المظلمة. أما القسم الأخير فيضم المقصورات الجنائزية التي تضم ممتلكات الفراعنة والممتلكات التي توضع في المقابر، الى جانب العصي التي كان يمتلكها توت عنخ آمون، والتي على رأسها توضع تماثيل أعداء الفرعون. أما الغرفة الاخيرة في المتحف فهي مخصصة للمومياء، والتي إحداها تعود لرمسيس الثاني.

وقال مدير الجناح المصري، محمد الهواري، إن «أهمية المتحف تكمن في الترويج للسياحة في مصر بالدرجة الأولى، وقد استغرق التحضير له ما يقارب الستة أشهر لتحضير القطع بنسخة أصلية، وصممت في مصر وشحنت الى دبي في وقت يعد وجيزاً». ونوه بأن القطع التي اختيرت للمتحف كانت الأهم، والتي تعد معروفة من قبل الناس جميعاً، معتبراً ان المتحف يروج للسياحة في مصر، لاسيما ان الاقبال على زيارته هو من قبل الاجانب، خصوصاً الذين لم يزوروا مصر والمتحف المصري في القاهرة. وشدد على ان الاهمية الثقافية للمتحف لا تقل عن الترويج السياحي، لأن زيارة المتحف تتيح رؤية القطع والتعرف الى التاريخ الخاص بها، من خلال المعلومات التي توضح تفاصيل التماثيل، والتي هي مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية، الى جانب وجود شخصين يقدمان الشرح الكافي للناس في اثناء الجولة. ولفت الهواري الى ان هذا المتحف في القرية يقام للسنة الثانية على التوالي، وان الاقبال عليه في ازدياد هذا العام، خصوصاً أنهم حصلوا على جائزة العام الماضي كأفضل إنجاز جديد في الجناح.

الأكثر مشاركة