حديقـة برج خليفة تســـــتضيف «أرض الغجر»

يعود الرحابنة مجدداً إلى واجهة العروض الفنية التي تستضيفها دبي، مرة أخرى في مستهل العام المقبل، عبر العرض العالمي الأول للمسرحية اللبنانية «ع أرض الغجر» التي تقرر عرضها ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق خلال ثلاثة عروض متتالية تمتد من ‬10 إلى ‬12 يناير المقبل، في مسرح سيجهز خصيصاً في حديقة برج خليفة، ليستكمل الحدث سلسلة استضافة دبي مسرحيات ابدعها الرحابنة منها «المتنبي» و«زنوبيا» و«عودة الفينيق».

فيروز والرحابنة

برّر المخرج مروان الرحباني غياب نجوم معروفين في «أرض الغجر»، على النحو الذي تكرر مع لطيفة وكارول سماحة، بإشارته إلى أن «العمل نفسه واحتياجاته هما ما يفرضان الشخصيات»، وقال «بعد أن كنا نسعى إلى الاعتماد على الرحابنة بشكل أساسي، تدخلت عوامل أخرى موضوعية في الاختيار، فعلى سبيل المثال لا يناسبني الآن أن أقوم بدور روميو، ويستدعي الأمر الاستعانة بشاب سواء كان من الرحابنة أو نجماً أو غير ذلك».

ورد الرحباني وجود الفنانة فيروز لفترة طويلة في مسرح الرحابنة، إلى كونها رحبانية بزواجها من عاصي الرحباني، مضيفاً أن «فيروز نجمة كبرى ووجودها قيمة مهمة، لكنها كانت موجودة بالأساس باعتبارها ضمن اسرة الرحابنة».

وصنف الرحباني مسرحية «ع أرض الغجر» في إطار الكوميديا السوداء، مضيفاً «جميع اعمال الرحابنة تدور في فلك ثلاثة أقانيم هي (الله والوطن والإنسان) وهو ما لا يخرج عنه العمل ولكن برؤية معاصرة، وإخراج متطور، وأداء تمثيلي عالٍ، تدعمه موسيقى ومؤثرات واكسسوارات تم إعدادها بعناية وفق ما يتطلبه تفاصيل المسرحية».

وقال الرحباني لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك اقتصاداً شديداً في كم الأعمال التي يتم انجازها عبر الشراكة الفنية للرحابنة حالياً بسبب حاجة تلك الأعمال إلى دعم لوجستي كبير يتطلب تبني دول وليس فقط مؤسسات لإنتاجها» على حد تصريحه.

وفيما طالب الرحباني بمباشرة شديدة الحضور الصحافي بدعم تشجيع الجمهور للإقبال على شراء تذاكر الحفل، طالب الجمهور نفسه بمراعاة الحضور الدقيق لموعد استقبالهم عند الثامنة مساء، مضيفاً «فتح الستارة سيكون في الثامنة والنصف تماماً، وفي حال فاتت الدقيقة الأولى على المشاهد، فإن الكثير من معطيات العمل ستكون عصية على الاستيعاب والربط».

المسرحية التي تأتي من تأليف وتلحين غدي الرحباني ويخرجها مروان الرحباني الذي يدير شركة خاصة في دبي منذ عام ‬1984، يأتي عرضها في سياق المسؤولية الاجتماعية لمهرجان دبي للتسوق خصوصاً، ومؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري عموماً، حسب تصريح المنسق العام للمهرجانات، إبراهيم صالح، الذي أكد أن «المؤسسة لم تتحمل الكلفة المادية الهائلة لاستضافة الحدث لأسباب ربحية»، مضيفاً أن «العرض هدية من حكومة دبي إلى كل من يعيش على ارضها وزائريها خلال مهرجان دبي للتسوق في دورته المقبلة».

وتابع «ما يهمنا من (ع أرض الغجر) أن نكون لبينا عبر عرضه تطلع شرائح متنوعة من جمهور (دبي للتسوق) للاستمتاع بهذا النمط الإبداعي من الفنون، في سياق شمولية فعاليات المهرجان وتنوعها».

جاء الكشف عن ذلك خلال جلسة إعلامية استضافها نادي البادية للغولف في دبي فيستفال سيتي، وتحدث فيها بشكل رئيس إلى جانب إبراهيم صالح، المخرج مروان الرحباني الذي لم يتخلَّ عن عادته باعتمار قبعته المتميزة.

وصرح صالح لـ«الإمارات اليوم» بأن «هناك فرصة لتمديد العروض في حال لوحظ أن هناك إقبالاً على حجز التذاكر بحيث تتجاوز المسرحية حاجز العروض الثلاثة».

وأعاد صالح إلى الأذهان نجاح مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري في استقطاب هذه النوعية من العروض عبر جهات عربية وعالمية متعددة، منها مسرح الرحابنة نفسه، مضيفاً «كان للمؤسسة تجارب ناجحة متعددة في هذا الإطار منها مسرحية (عودة الفينيق)، ومسرحية (المتنبي) الشهيرة أيضاً التي حققت إقبالاً منقطع النظير لدى عرضها في دبي، ويأتي استقطاب المهرجان لهذا العمل الفني تحقيقاً لشعار الحملة التسويقية للحدث لهذا العام (دبي أروع في مهرجانها)».

مشهدية غنائية

أكد مروان الرحباني أنه يسعى إلى تقديم عمل يليق بالمشاهد العربي في مطلع عام ‬2013، عبر مشهدية غنائية عن الحب والوطن وصراع المطامع البشرية، مضيفاً «المفارقة أنه بجوار أعلى برج في العالم شيده الإنسان سيكون للغجر موقع يعبّرون فيه عن همومهم في ثلاثة أيام عبر مشهدية لا تخلو من الرمزية، والإحالة التي تتضمنها طبيعة الأعمال الفنية الواعية».

وقال الرحباني «يسرنا التعاون مجدداً مع مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري من خلال عرض مسرحية (ع أرض الغجر) ضمن مهرجان دبي للتسوق ‬2013، هذا الحدث الذي أصبح مهرجاناً عالمياً بكل المقاييس، يستقطب الجماهير من كل الجنسيات على أرض دبي السلام والوئام، ومدينة الاحتفالات والمهرجانات على مدار العام، وهو ما كان عاملاً أساسياً في اختيارنا لمدينة دبي دون غيرها لتستضيف العرض الإقليمي الأول لهذه المسرحية الغنائية المتميزة».

وحول موضوع العمل، لفت الرحباني إلى أنه يرسم ملامح أكبر وأقدم صراع يمكن أن يحدث بين البشر، وهو الصراع على الأرض. بينما من جهة أخرى تحاول المسرحية تقديم جانب جديد من جوانب الصراع، وهو صراع الأولويات بين الإنسان والأرض، كما تقدم نموذجاً للمهاجر الذي يصاب بالصدمة نتيجة استيلاء الغجر على أرضه بينما يجد نفسه مضطراً لخوض صراعات مع جماعات تختلف معه في الثقافة والتعاطي والطرح، بل وحتى في طريقة تبادل العواطف.

وكشف الرحباني عن أن المكان المتخيل للعمل لأحداث «أرض الغجر» ينطلق من أرضية لبنانية لأول مرة في أعمال الرحابنة.

حكاية

تدور أحداث العرض حول مغترب برازيلي من جذور لبنانية، لكنه لا يحصل على الجنسية ويمتلك مصانع ومعامل وتجارة كبيرة في البرازيل، عندما رغب في العودة إلى بلده لبنان للإقامة الدائمة بها، اكتشف أن أرض أجداده يسكنها جماعات الغجر الرحّل، الذين يسكنون مناطق متعددة من العالم، ويدخل بطل المسرحية في صراع مجبراً على البقاء مطالباً الغجر بحقه في أرضه.

وذكر الرحباني أن العمل الذي سبق عرضه فقط في بيروت على مدار اربعة أشهر متواصلة من بطولة غسان صليبا مع ألين لحود وبول سليمان بالاشتراك مع بيار شمعون وفرقة من ‬70 شخصاً مع نخبة من ألمع الممثلين والراقصين في المسرح الرحباني.

واستدعى الرحابنة مسيرة عروض كانت ناجحة باستضافة دبي لها، بعضها تم عرضه فيها لأول مرة، وبعضها كان بمثابة استعادة عروض سابقة، مضيفاً ان «البداية لعروض الرحابنة في دبي كانت عبر مسرحية (هالو بيروت) عام ‬1984، ثم (الانقلاب)، و(الوصية)، لكن العمل الذي ارتبط بشكل أقوى بالإمارة هو (المتنبي) الذي تبنت إنتاجه بالكامل حكومة دبي عبر مهرجان دبي للتسوق، فتم عرضه لأول مرة في دبي، وليس في بيروت، ثم تم عرض مسرحية (سقراط) بعد ذلك، ليأتي عرض (زنوبيا) بمثابة محطة أخرى مهمة في هذا السياق، تلاها عرض (عودة الفينيق) الذي مهد نجاحه لتجربة (ارض الغجر)».

الأكثر مشاركة