فايز السعيد: الأغنية تراجعت في 2012
يرى «سفير الألحان» الفنان الإماراتي فايز السعيد، أن عام 2012 يعد واحداً من أكثر الأعوام الفقيرة على صعيد الأغنية العربية عموماً، معتبراً أن «أحداث (الربيع العربي) أفرزت واقعاً لا يمكن أن تشكل فيه الأغنية بكل تصنيفاتها أولوية، لذلك فإن المتابع لأسواق الألبومات الفنية يستطيع بسهولة أن يرصد تراجعاً، سواء على صعيد الإنتاج، أو التوزيع، وهو أمر يبدو في الوقت نفسه طبيعياً».
وحول الجيل الجديد من الفنانين، ومدى توافر فرص حقيقية لهم، قال السعيد لـ«الإمارات اليوم»، إن «المطربين الصاعدين الآن أوفر حظاً من الأجيال التي أصبح بعضها نجوماً حالياً، إذ لم يولد الفنانون الإماراتيون النجوم الموجودون بقوة على الساحة الآن وفي أفواههم ملاعق ذهبية، بل إنهم جميعاً شقوا طريقهم انطلاقاً من نقطة الصفر، أو حتى قبلها، وهو ما جعلهم أكثر تمكناً من أدواتهم، وأكثر استقراراً في مواقعهم، من دون ان يكون تألقهم طفرة سريعة الزوال».
ويعد السعيد أكثر الفنانين الإماراتيين نشاطاً في السنوات الأخيرة، خصوصاً على صعيد صناعة المشروعات الفنية من أوبريتات وأغان وطنية شكلت في حد ذاتها ظاهرة لافتة، واكبت كثيرا من المناسبات المختلفة، خصوصاً الوطنية منها.
مشوار فني
بلقيس أكد الفنان فايز السعيد، أنه بطبيعته يولي أولوية قصوى لإنتاج الأغاني والأعمال الوطنية، وقال «عندما يرتبط العمل باسم الإمارات تجد الكثير من المصاعب تطوى، لدرجة أنه بالفعل تم إنجاز أعمال متعددة تحتاج إلى شهور لإنجازها، في غضون أسابيع قليلة، وهو الأمر الذي اعتبره متابعون لإنجازها بمثابة معجزة فنية»، مطالباً في الوقت نفسه الجهات الرسمية والخاصة بألا تدفعهم تلك التجارب للتأخير في الإعداد الفني للمناسبات الكبرى. وأكد السعيد الذي يتولى الإشراف على القصائد الغنائية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن الفنان الإماراتي محظوظ عبر الإيمان الراسخ لدى القيادة الرشيدة بالدور المهم للفن في شتى مناحي الحياة، مشيراً إلى التواجد الملحوظ للأعمال الفنية في المناسبات المختلفة سواء كانت وطنية أو اجتماعية أو رياضية، وغيرها. وكشف السعيد أنه قام بتجربة كتابة الأغاني للمرة الأولى في ألبومه الجديد، وهي «صاروخ» أغنية الألبوم، و«مقامات»، و«سمعني صوتك»، مشيراً إلى أنه اختار أن يصور أغنيتين بطريقة «الفيديو كليب»، هما «ديج هوا»، و«بنت الذين». ورفض السعيد فكرة أن الفنانة اليمنية الشابة بلقيس مدينة له بتوفير فرصة أكبر لانتشارها، ودعمه لها في بداياتها، مضيفاً «لا يوجد فنان صاحب فضل على فنان آخر، وعلى قدر الموهبة والعطاء يستطيع الفنان الشاب إثبات وجوده، وهو ما تحقق لبلقيس التي قدمت المتميز وامتلكت أدواتها، فصنعت مكانة مميزة لدى الجمهور». |
أضاف سفير الألحان «بالنسبة إلي اللحظة الراهنة هي تابعة لمشوار فني عمره 20 عاماً، اضطررت في بداياته لبيع سيارتي الخاصة، أو اقتراض مبالغ صغيرة من أجل توفير أموال لأول إنتاج فني، وهو أمر سبقه عمل (كورال)، قبل أن تصبح لدي خبرة في إدارة الاستوديوهات الفنية، هذا على الصعيد المادي، أما على صعيد الفن والطرب، فإن ثقة الجمهور وارتباطه بفايز السعيد لم تأت أيضاً إلا بعد جهد وسعي إلى تقديم الأفضل دائماً، وهي الثقة التي أعتبرها الآن بمثابة محفز دائم على التجويد».
رغم ذلك يرى السعيد ان الساحة الفنية في الإمارات حبلى بالكثير من المواهب والخامات الصوتية الجيدة، سواء من شباب إماراتيين أو غيرهم ممن رأوا أن يستثمروا الانتعاشة الفنية التي تعيشها دبي خصوصاً، مضيفاً «تسعى الاستوديوهات الخاصة بي إلى جذب الأصوات الشابة الواعدة، واحتضانها، وتقديمها بشكل قوي للجمهور، وهو ما ينطبق على الفنانة اليمنية بلقيس، ابنة الموسيقار المعروف أحمد فتحي، التي قدمت في الفترة الماضية كثيراً من الأعمال التي وجدت صدى طيباً لدى الجمهور، ومازال لديها الكثير مما تستطيع أن تقدمه». وكشف السعيد أن بلقيس مرتبطة مع الاستوديو بشراكة لا تحمل قيود العقود الفنية المعروفة وإشكالاتها، إذ عقب على سؤال حول مدة العقد، قائلاً «يفسخ العقد عندما تريد الفنانة نفسها ذلك، فمن وجهة نظري أن إبداع الفنان والاحتكار الجبري معادلتان لا تستقيمان سوياً».
موهبة
أشار فايز السعيد إلى خامة صوتية يمنية أخرى ارتبطت بتعاقد إنتاجي معه، هو الفنان الشاب فؤاد عبدالواحد الذي سبق أن فاز بلقب برنامج استكشاف المواهب الغنائية «نجم الخليج»، الذي كان يبث على شاشة تلفزيون دبي، مؤكداً أن عبدالواحد وإن لم يحظ بفرص الانتشار ذاتها التي حصلت عليها بلقيس، إلا أنه من الأصوات المجددة للأغنية الخليجية عموماً. وحول جديده الفني قال السعيد، إنه راض جداً عن طرح ألبومه الجديد «صاروخ فايز السعيد 2013» في هذا التوقيت، مضيفاً أن «الألبوم يضم 17 أغنية من ألوان مختلفة، فهو يجمع إلى جانب اللون الإماراتي، المصري، والعراقي، والخليجي، وغيرها، كما أنه يحتوي على تعاون عدد كبير من الشعراء والملحنين في إبداع أغانيه، منهم على صعيد كتابة الأغاني تركي الشريف، وعبدالسلام السوار، وسلطان مجلي، وعبير الشوق، ومشعل الداير، ونصر الدين ناجي، وفراس الشذر، وعبدالله الملحم، فيما يشارك في وضع الألحان كل من وليد الشامي، وعمار العاني، وبندر سعد، وعصام كمال».