أبطاله يتوجهون اليوم إلى «مهرجان المسرح العربي»
«صهيل الطين» عيـــنه على جوائز الدوحة
وكأنه أصبح الممثل الرسمي للمسرح الإماراتي، تتوجه فرقة مسرح الشارقة الوطني إلى الدوحة اليوم، لتمثيل الدولة في مهرجان المسرح العربي، الذي ينطلق غداً، بمشاركة تسع دول مختلفة تتنافس على جائزتي «سلطان بن محمد القاسمي» وجائزة «أفضل عمل مسرحي» في المهرجان، ليستأنف المسرح سلسلة مشاركاته الخارجية التي مثل فيها الإمارات، والتي كان آخرها المشاركة بالمسرحية ذاتها في مهرجان المسرح الخليجي في دورته الماضية بسلطنة عُمان.
وبعرض هو الأخير للمسرحية قبل 48 ساعة فقط من السفر، استضافت مؤسسة العويس الثقافية مساء أول من أمس، في مقرها بدبي، المسرحية التي شهدت حضوراً متوسطاً، نظراً لأن الإعلان عن توقيت عرضها تماماً لم يتم تأكيده سوى قبل أيام قليلة من العرض، الذي يتوجه بعد مشاركته في مهرجان المسرح العربي بالدوحة للسفر مباشرة إلى الكويت للمشاركة في مهرجان القرين الثقافي، في تأكيد أن «صهيل الطين» خصوصاً، ونتاج مسرح الشارقة الوطني عموماً، بالفعل أضحى سفيراً دائماً للخشبة الإماراتية في المشاركات الخارجية.
ومثل عرض العمل الذي يعود نصه لرئيس جمعية المسرحيين بالإمارات، الفنان إسماعيل عبدالله، ويؤدي الدورين الرئيسين فيه كل من الفنان أحمد الجسمي، والفنانة الكويتية حنان المهدي، فرصة جيدة لمخرج العمل محمد العامري، للاطمئنان على محافظة الممثلين على عنصر الانسجام التام، واللياقة الفنية التي ميزت عرضهم الأخير، خصوصاً في سلطنة عُمان قبل نحو شهرين وأسفر عن حصول المسرحية على عدة جوائز مختلفة، بعد أن حصدت معظم جوائز مهرجان أيام الشارقـة المسرحية في دورتها الماضية، بما فيها جائزة «أفضل عمل متكامل»، لا سيما أن العمل مرتبط بعدد كبير من المجاميع البشرية التي تحتاج ضبطاً دائماً لإيقاع حركتها.
متابعة
البحث عن «التوفيق» وصف الفنان أحمد الجسمي مهمة السفر إلى الدوحة لتمثيل الدولة في مهرجان المسرح العربي، بأنها رحلة البحث عن «التوفيق» للمسرح الإماراتي، مفسراً : «العرض ناضج من الناحية الفنية، ولا أعتقد أنه في صورته الحالية يشوبه أي نقص، وفي هذه الحالة، فإن كل ما تحتاج إليه، سواء مخرج أو ممثل أو أطقم فنية، هو وجود التوفيق للوصول إلى صيغة العرض المثالي خلال المهرجان». وأضاف الجسمي: «جميع المرتبطين بالعرض الذي ينتجه مسرح الشارقة الوطني مصممون على تقديم أفضل إمكاناتهم، من أجل حسن تمثيل الدولة، ونتمنى أن تتاح لنا بالفعل فرصة المنافسة على جائزتي «الدكتور سلطان بن محمد القاسمي»، وجائزة «أفضل عرض»، لا سيما أن المسرح الإماتي يمر بالفعل بمرحلة متقدمة فنياً، مقارنة بسائر المسارح العربية». وكشف الجسمي عن وجود تعديلات بسيطة في العرض تم إدخالها بعد التشاور بين المخرج وفريق العمل، وبانفتاح أيضاً على الآراء المخلصة التي تقدم بها البعض عقب العرض الأول للمسرحية، مضيفاً: «في المسرح لا يمكن أن تكون الآراء حكراً على أحد، ولكن علينا أيضاً أن نفرق بين الآراء «المخلصة» وما عداها». |
من مقاعد الجمهور تابع أعضاء من مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني العرض بشغف شديد، فيما قام عضو مجلس الإدارة الدكتور محمد يوسف، بتكريم الفنان أحمد الجسمي، على مجمل عطائه الفني لخشبة «الشارقة الوطني»، فيما تم تقديم درعاً رمزية لمؤسسة العويس الثقافية، التي أكد يوسف في كلمته أنها تعبير عن الإسهام الفاعل للمؤسسة ودعمها للنشاط المسرحي بالدولة.
ونفى الفنان أحمد الجسمي أن يكون العرض بمثابة تمرين أو «بروفة» مسرحية قبل السفر إلى الدوحة، مضيفاً: «مادام هناك جمهور، وخشبة وطاقم تمثيلي وفني، فهناك عرض يجب أن يكون ناضجاً، أما التمارين المسرحية فلا يمكن أن تكون من وقت الجمهور، أو على حساب السوية الفنية للعمل، لهذا فإن الجميع تعامل مع عرض«العويس» بمنتهى الجدية والصرامة والالتزام الفني».
وأوضح الجسمي: «بدأنا التدريبات المسرحية منذ فترة زمنية كافية، هي نفسها التي اعتاد مسرح الشارقة الوطني أن تسبق عروضه التي سبق عرضها، وهي 20 يوماً، خصوصاً وأن (صهيل الطين) مشارك في محفل عربي هذه المرة، وليس محلياً أو مقتصراً على المنافسة الخليجية فقط كما كان الشأن في المشاركة الأخيرة».
تفاؤل
أعرب المخرج محمد العامري، عن تفاؤله بالمشاركة الثانية له على التوالي في المهرجان، مؤكداً على إصرار الجميع على عكس صورة إيجابية عن واقع الخشبة الإماراتية، لافتاً إلى أن الصدى الإيجابي والجوائز التي حققتها مسرحية «السلوقي» في النسخة الماضية من المهرجان هي بمثابة دافع وحافز للذهاب بعيداً في سجل تحقيق الإنجازات للمسرح الإماراتي في هذا المحفل العربي.
الفنانة الكويتية حنان الغانم، أكدت سعادتها بالمشاركة في هذه التجربة المسرحية الإماراتية، وقالت: «لا تشعر بفارق فني بين المسرحين الكويتي والإماراتي»، مضيفة: «المسرح في كلا البلدين يتمتع بدرجة عالية من النضج، فيما العلاقات الاجتماعية بين أفراده تحفز باتجاه مزيد من الإبداع، لأن الفرقة المسرحية تعمل غالباً بمفهوم الأسرة الواحدة التي تبحث دائماً عن إنجاز جماعي يحسب للجميع، فيما يمثل المسرحيون الأكثر خبرة، مثل الفنان أحمد الجسمي دائمأً مرجعاً ومنبعاً مهماً للفنانين الآخرين بعيداً عن هالات النجم الواحد التي تسود في بعض المسارح الأخرى».
انصهار
الفنان البحريني ياسر سيف، الذي يتولى المسؤول عن جماليات الماكياج، أكد في السياق ذاته فكرة العمل الجماعي لأسرة «صهيل الطين»، مضيفاً: «علاقتي بالمسرح الإماراتي لا تقل بحال من الأحوال عن تلك التي تربطني بالمسرح البحريني، ووجود (صهيل الطين) مشاركاً باسم الإمارات في مهرجان المسرح العربي بالنسبة لي مناسبة للانصهار في تلك الروح، التي لمستها مع مختلف أفراد فريق العمل الباحثة عن إنجاز يحسب للدولة أولاً، ولمجمل المبدعين في العمل الذي يترجم فلسفة حقيقية في العمل المسرحي القائم على فنون متعددة لا يمكن أن يكود ثمارها مبدعاً إلا من خلال هذا الانسجام وروح الفريق الواحد، وهي نفسها التي نعايشها في (صهيل الطين)».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news