الدراما التركية تحتوي على الكثير من الحشو
طوني عيسى: «الغالبون» و«أرض الغـجر» المحطتان الأبرز في حياتي
لم تخف الأدوار البسيطة، التي بدأ بها الممثل اللبناني طوني عيسى رحلته في التمثيل، القدرات التمثيلية التي مكنته من تحقيق نجاحات مهمة في عالم الدراما اللبنانية، التي نقلته بدورها الى مسرح الرحابنة، وعلى الرغم من محاولة والده إبعاده عن التمثيل نظرا لصعوبات ومتاعب هذا المجال، إلا ان موهبته قادته الى احتراف المهنة وتحقيق اسم مهم في عالم الدراما اللبنانية. «الإمارات اليوم» التقته في دبي، بُعيد عرض مسرحية «ع أرض الغجر»، وحدثنا عن جديده وأوضاع الدراما في لبنان، ومواقفه من الأعمال العربية المشتركة.
بدأ عيسى الحديث عن دخوله مجال التمثيل، وقال «كنت أريد دراسة الاخراج، لكن عمل والدي في التمثيل والانتاج، ومعرفته بوضع الدراما اللبنانية، التي كانت وقتها أضعف بكثير مما هي عليه اليوم، جعلاه يصر على إبعادي عن دراسة الإخراج على أن يكون التمثيل على هامش مهنتي الأساسية، لذا درست ادارة الفنادق وإدارة الأعمال، لكن أتتني الفرصة لاحقا للقيام ببعض الأدوار في (غنوجة بيا) و(ابنة المعلم)». ولفت الى ان مرافقته والده في مسلسلاته ومسرحياته جعلته يعشق التمثيل، ويفضله على الكثير من الأمور، ما جعله يبدأ بالأدوار البسيطة. أما الشهرة الواسعة التي حققها عيسى، فكانت من خلال دور المقاوم في مسلسل «الغالبون»، الذي يروي قصة المقاومة في تحرير جنوب لبنان.
وقد اعتبر عيسيأنه يحق له كممثل أن يختار أي دور يراه مهما ومضيفا لمسيرته المهنية، موضحا «أنا ممثل ولست محسوبا على أي تيار سياسي في لبنان، ولا يعنيني أي طرف حزبي، فما يهمني هو هويتي ووطنيتي». وأضاف «المسلسل كان محطة مهمة في حياتي، وأعتبره الفرصة الكبرى، وهو الذي نقلني من مكان إلى مكان آخر في عالم الدراما، لأنه مسلسل لن يتكرر من ناحية الإنتاج والإخراج وكذلك الحبكة الدرامية، وأتمنى أن نشهد إنتاجات جديدة على هذا النحو». أما وجود قضية في المسلسل، والتي قد تضعه في خانة معينة، اعتبره عيسى أمرا يتوقف على الممثل الذي يجب أن يبين عدم انتمائه لأي تيار، مبينا أن إيمانه بالوطن وحبه للبنان، هما اللذان دفعاه للمشاركة في المسلسل، الذي أبرز عمل المقاومة في لبنان، والذي توج بتحرير الجنوب.
اهتمام الدولة
الفنان اللبناني أبدى أسفه لعدم اهتمام الدولة اللبنانية بالدراما، الأمر الذي يؤثر فيها بشكل كبير، ويجعلها في حالة صعود وهبوط مستمرين، «لأن الدولة اللبنانية تهتم بالانتخابات والسياسة، رغم أنه عندما تتوقف السياسة في الوطن، سيتحسن الكثير من الأمور، ومنها الدراما». ولفت إلى ان المشكلات التي تعانيها الدراما اللبنانية تكمن في الإنتاج بشكل أساسي وليس الكتابة أو التمثيل، مشيرا الى أن المسلسلات التركية التي لاقت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة، لا تملك الكثير من القصص المبدعة، فبعضها يعاني «اللت» أي الحشو في المشاهد، لكن هناك أموال هائلة تنفق على الإنتاج الى جانب الاخراج الجميل، واستطاعوا تحقيق جماهيرية. وأشار الى أن القنوات التي تعرض المسلسلات تؤثر أيضا في جماهيرية المسلسل، فبعض القنوات لديها نسبة مشاهدة عالية، ما يجعل المسلسل مشاهدا بنسبة عالية في العالم العربي، أما ابتعاد الدراما اللبنانية عن هموم الناس. فرده عيسى إلى وجود نوعين من الدراما هما الواقعي والخيالي، لافتا الى أن «مالح يا بحر» و«من أجل عينيها» وغيرهما من الأعمال جسدت الحياة الواقعية والفقر بشكل جيد، مشيرا الى أن بعض المسلسلات الخيالية أو التي تلجأ إلى الفلل والقصور لها أيضاً جمهورها، كما اشار إلى انه ممثل واقعي، يحب التمثيل في الحياة الواقعية، حيث الحجر والبيوت و«الجل» و«المنكوش».
إنتاج مشترك
يتوجه الكثير من إنتاج الدراما السورية إلى لبنان، لذا وجه عيسى كلمة الى المنتجين والممثلين اللبنانيين والسوريين، قائلا ان «لم نحب بعضنا بعضاً، فلن نتمكن من النجاح معا». ولفت الى ان الدراما اللبنانية لم تكن تقدر من قبل الكثيرين من الدول العربية، مشيرا إلى أن «لبنان كان يشاهد كل أنواع الدراما التي تقدم في سورية ومصر، لكنهم لم يروا أعمالنا، واليوم فقط فكروا في الأعمال المشتركة». ولفت الى أنه في ظل الوضع العربي المتردي، راجت الأعمال الدرامية المشتركة، مبديا عدم إعجابه بالوضع الحاصل، وليس بالخطوة في حد ذاتها، وإنما بالأسباب التي دفعت اليها، موضحا «لم نلتفت الى بعضنا بعضا إلا اليوم، لم يعترفوا بنا في لبنان الا بعد الأوضاع المتردية في بلدانهم، كنا غائبين عن السمع، ولم يكن هناك اعتراف بوجودنا، لكن سنصل الى اليوم الذي يشهد الاعتراف بوجود الدراما اللبنانية، لأن ثمة من يعمل من قلبه في لبنان».
أما تجربة عيسى مع عائلة الرحباني في مسرحية «ع أرض الغجر»، فكان لها تأثير مهم في حياته المهنية، يوازي تأثير مسلسل «الغالبون»، فقال عيسى «التجربة مع عائلة الرحباني محطة مهمة في حياتي، تشبه محطة مسلسل (الغالبون)، لأن الصعود على خشبة المسرح والتفاعل مع الناس أمر جعلني أرغب في ان اكون على المسرح أكثر من الدراما أو السينما»، وشدد على أن التعامل مع عائلة الرحباني ليس الأول، إذ كان في المرة الأولى مع أسامة الرحباني من خلال مسرحية «دون كيشوت»، وكان دورا بسيطا، لكنه فتح لي الباب الى المسرحية التي قدمناها حاليا.
واعتبر أن «هذه العائلة لديها إرث مهم في المسرح الغنائي، ولاتزال الأجيال الجديدة تواصل عمل الجيل القديم وبالروح نفسها».
أما جديد طوني عيسى فهو مجموعة من المسلسلات اللبنانية وكذلك المشتركة، منها الجزء الثاني من مسلسل «العائدة»، ومسلسل «عندما يبكي التراب»، إلى جانب الفيلم السينمائي الذي يأخذ منحى دينيا، وكذلك المشاركة في مسلسل سوري، عنوانه «طوق البنات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news