التشكيلي محمد كانو يحمل رسالة سلام فنية إلى العالم
أنجز الفنان التشكيلي محمد عبداللطيف كانو مجموعة من الأعمال الفنية، التي يتفاعل عبرها مع ما يحدث في العالم العربي والعالم من تحوّلات ترافق العديد منها مع الموت المجاني للبشر والدمار للممتلكات والحجر.
وتشي الأعمال الفنية الثلاثة «السيجار الرشاش»، «الهامر الشجرة»، و«الدبابة الشجرة»، بكثير من الألم الذي يعتصر الفنان لما تعيشه الشعوب العربية من آلام ومشاهد موت مجاني للمئات، دون وازع من ضمير أو وجدان، فالسيجار هو الرشاش الذي كان من قبل أداةً للقتل، وهو يتحول عند الفنان كانو أداةً للترفيه والصفاء الذهني الذي يخلقه جو الاستمتاع بالسيجار، بينما تصبح آلية الهامر العسكرية والدبابة المستخدمة في الحروب حصراً، بين يدي الفنان محمد كانو، مساحةً مفتوحة للاخضرار والإنبات بشجرة النخيل التي تعلوها، تصديقاً لمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا، لم أبت ليلة واحدة مسرورا، وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه».
ويقول كانو «أستلهم موضوعاتي الفنية من قيم التسامح التي أعلتها دولة الإمارات التي مثّلت حاضنةً للمبدعين من العالم أجمع، وحملت رسالة السلام والمحبة إلى الإنسانية جمعاء، وقدّمت يد العون إلى شعوب العالم كافةً في المحن والكوارث التي عانتها طوال العقود الأربعة الماضية».
ويتابع الفنان «شكّل التسامح العنصر الأبرز في صلب عقيدتنا الإسلامية وموروثنا الثقافي طوال قرون عدة، في عصر النهضة الذي ازدهرت فيه العلوم والفنون، وإنني آمل أن نتيقن جميعاً من أن مأزق الإنسانية المعاصرة هو مشكلة مشتركة لجميع بني البشر، وأن ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا بالتأكيد».
ويضيف «في اعتقادي أن الجمهور يفضلون أن يتذكروا التجارب المفرحة لا المحزنة، ومع ذلك فأنا أدعوهم لئلا يتوقفوا عند المعنى الواضح المباشر، بل أن يغوصوا معي في المفاهيم التي أستمد منها إلهامي في الأعمال الفنية التي أنجزها».
ويأتي العمل الفني «السيجار الرشاش» ليجمع بمرح بين عالمي السيجار والأسلحة، إذ استخدم السلاح أم 2 براوننينغ ضمن ترسانة القوات المسلحة الأميركية منذ عام 1933، ولم يتغير تصميم السلاح جوهرياً في نسخه المعدلة اللاحقة، رغم شيوع استخدامه في قوات البر والبحر وسلاح الجو الأميركي، ويتمثل القاسم المشترك بين هذا السلاح والسيجار المنتفخ والقصير الطول، الذي استهدف توفير تجربة مريحة للمدخنين، وفي هذا العمل الفني، يتم استبدال ذخيرة الرشاش من عيار 0.50 بالسيجار مستعيراً منها ماركتها الترويجية وكذلك شاملاً متعلقاتها من الذخيرة.
أما العملان «الهامر الشجرة»، و«الدبابة الشجرة»، فقد استلهم الفنان فكرتيهما من الواقع العربي المعاصر، إذ شاهد الكم الهائل من الآليات العسكرية المدمرة، التي من الممكن أن يعاد استعمالها كمجسمات فنية، وعبر هذين العملين حاول أن يشير إلى الإمكانية الفنية التي نستطيع من خلالها إعادة استعمال هذا الركام وإحالته إلى أدوات بناء وفعل إيجابي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news