طرائف وغرائب تسعد رواده وتزيده ألقاً

مهرجان دبي للتسوق..كل يغني على ليلاه في 32 ليلة

ليالي دبي للتسوق..دفاتر ذكريات سعيدة ومقتنيات صفقات رابحة

لا يعود رواد مهرجان دبي للتسوق بحقائب ممتلئة بالمقتنيات وثمار صفقات التسوق الرابحة فقط   بعد 32 ليلة كل منها تحوي حكايا وقصصاً كما ألف ليلة لا ينسخها التكرار، كما قد يوحي عنوانه، بل يعودون ايضاً بذاكرة ممتلئة بذكريات أوقات لا تنسى  تقود إلى الكثير من المواقف والأوقات والمشاهد التي تستمد ألقها من أن كلاً منا قد يتحول هنا فقط إلى صدارة المشهد بطلاً له، ولاعباً رئيسياً في صياغته، وعلى تنوع فرص وخيارات الترفيه والتسوق لا يعدم أحد فرصة الحصول على ما يناسبه، لأنه في  قلب  عالم من التسوق والترفيه يستطيع كل من ينتمي إليه أن يغني ويبحث فيه عن "ليلاه" التي يعشقها ويرنو إليها، فيجدها بسهولة ويسر.

الموقع الإلكتروني لـ "الإمارات اليوم" رصد نبضات المهرجان في فعالياته المتعددة وكواليسه، وعايش تجربة رواده، فبمجرد أن تمشي في طرقات المدينة التي تحولت بأسرها إلى ساحة كرنفال عالمي تعيش وتسمع وتشاهد قصصاً من هنا وهناك، تماماً مثل
الزائر السعودي فيصل مبارك العجمي الذي لم يكن قد عرف بعد أن ثمة دولة أفريقية استقلت حديثاً تحمل اسم "الرأس الأخضر"، لكنه تعرف على أسرة كاملة من تلك الجزيرة الصغيرة بعد ان تحولت مشاركة أطفالهما اللهو في ساحة الألعاب بشارع الرقة إلى مناسبة لبناء علاقة صداقة جديدة عرف خلالها فيصل معلومات جديدة عن تلك الجزيرة وتلقى دعوة لزيارتها.

هنا نلتقي..
يقول فيصل : "لطالما كنا نسمع أن هناك أكثر من 100 جنسية تقصد مهرجان دبي للتسوق ،لكنني في المقابل لم أكن أعلم أي معلومات عن هذه الدولة، وهذه ميزة اجتماعية وثقافية تحسب لمهرجان تسوق أن يوفرها لرواده، بسبب كسره إطار الإقليمية وتحوله مهرجاناً عالمياً بامتياز".


ألا تكون مهتماً بفن من الفنون مثل فن المسرح الغنائي الذي يعتبره البعض نخبوياً، فهذا جائز، أما أن يُعرض يومياً في بلدك على مدار شهور أربعة دون أن تتمكن من متابعته سوى خارجها، وضمن عرض محدود لم يدم إلا 3 ليال فقط، فتلك هي المفارقة التي وقعت مع نجيب حايك من لبنان الذي لم يتمكن من متابعة المسرحية اللبنانية الرحبانية "ع ارض الغجر" بسبب عدم تمكنه من الحصول على حجز مسبق سوى عبر استضافة المهرجان لها في حديقة برج خليفة، حيث حصل حايك على 5 تذاكر له ولأسرته أثناء تسوقه في فيرجن ميجا ستور بسهولة ويسر .

غيرت حياتي
"أنا محظوظ" عبارة استبدلها الباكستاني جوهر الزمان ستارا خان بقناعة رسخت لديه وهي أنه سيء الحظ، بعد أن ظل يشارك على مدار نحو 20 عاماً، في مسابقات مختلفة، دون ان يحقق الفوز مطلقاً، وبعد أن قرر عدم اللجوء إلى خوض اي مغامرة تعتمد على الحظ قادته مصادفة البحث عن عملة معدنية لشراء تذكرة فائزة بسيارة انفينتي رباعية الدفع، ليخرج جوهر الزمان من المهرجان ليس بقيمة جائزته فقط، بل بروح تفاؤل جديدة جعلته يغير قناعة سلبية راسخة.


"نستمتع بأي عرض استعراضي بشرط ألا يشارك فيه مهرجون أو ذوو الوجوه المقنعة" قاعدة كانت تلتزم بها القطرية موزة بخيت الكواري أيضاً بعد أن عانت من مشاعر فزع كانت تصيب صغيرها الذي لم يتجاوز السادسة عند متابعته لعروض مهرجين، لذلك كانت تحرص أن تبتعد عن أماكن فعاليات تعتمد على هذا النوع من العروض، لكن في أحد عروض المهرجين في مركز الغرير تصادف أن أقيمت العروض بشكل فجائي بالقرب من صغيرها الذي فوجئت باستجابته ومرحه بمجرد أن بدأ المهرج يتجاوب معه شخصيا، بل إن الصغير كاد أن يوقع أحد المهرجين بعد أن أمسك مداعباً قدميه الخشبيتين.

.. صدفة صينية
رجل الأعمال الصيني تشي ماكينغ ريان تبدو طرفته مختلفة، فالرجل جاء إلى دبي لأول مرة بعد ان نصحه بزيارتها أثناء المهرجان أصدقاء له مستقرون في دبي، وقام خصيصاً بالحجز في فندق برج العرب للاستمتاع بخصومات الفنادق فترة المهرجان، لكنه صادف صديقاً صينياً من بلدته الصغيرة التي لم يزرها منذ 8 سنوات، مضيفا لـ"الموقع الألكتروني للإمارات اليوم" : "جئت ولا شيء في ذهني سوى إرضاء زوجتي وأطفالي الذين يأخذني منهم العمل منذ سنوات طويلة، لدرجة أنني لم أزر بلدتي بسبب انتقالي للعمل في بكين طوال تلك السنوات، ولم أكن أتوقع أن اقابل هذا الصديق هنا"..قبل أن يتساءل بخفة ظل تحيل إلى تعداد الصين العظيم : "كم يبلغ تعداد سكان دبي" ؟

حظ المشاهير
المشاهير ايضاً محظوظون في دبي ويختارون زيارتها في توقيت مهرجانها لأنها تغدو بالفعل "أروع" كما يشير شعار المهرجان، وهو ما يعبر عنه الفنان المصري الكوميدي أحمد بدير : "إذا كان هذا تساؤلاً فإن الإجابة قطعاً نعم..نعم..نعم، أما إذا كان فقط شعار، وهو أن دبي أروع في مهرجانها، فإنه شعار صادق لأنني أزور دبي على مدار العام في أوقات مختلفة، لكنني اراها فترة المهرجان عروسة متأنقة وجاذبة".
 

بدير أكد أنه يعيش اياماً شديدة السعادة هنا ويجد فرصة لأن يوفق بين ما تبحث عنه زوجته من تسوق، وما تنشده ابنته من تتبع أحدث صيحات الموضة عبر عروض مثل عروض في الهواء الطلق وغيرها، كما انه يستمتع بالعروض الفنية
المصاحبة للمهرجان، ويعرف أحفاده على ملامح من خصوصية المكان بزيارات إلى قرية التراث وقرية الغوص، بعد ان يكونوا قد تشبعوا من الاستمتاع بالألعاب المتواجدة في عدة اماكن وخصوصاً شارع الرقة، لكنه اشار إلى أنه كثيراً ما يفضل التنزه في شارع السيف على وجه الخصوص والاستمتاع بتناول العشاء على ظهر إحدى السفن التي تنطلق بكثير من المرح في خور دبي.


المفارقات والطرائف لم تفارق بدير صاحب دور عبدالعال في مسرحية "ريا وسكينة"، مضيفاً : "أحدهم ظل يناديني بـ"عبدالعال" كي يلتقط بجواري صورة تذكارية دون أن ألتفت، حتى نبهتني زوجتي بأن الرجل يقصد مسمى دوري في المسرحية، وحين سألته عن اسم ابنتيه الصغيرتين أجاب مداعبا : "هذه ريا، وتلك سكينة" .


واستطرد بدير : "لأول مرة أعرف قصة اللؤلؤ وكيفية استخراجه من المحار، وعلمت أن عقداً من اللؤلؤ حصلت عليه زوجتي من سنغافورة، لا قيمة له، بعد أن أخبرني رجل إماراتي في قرية الغوص أن اللؤلؤ أنواعاً كثيرة، اقلها قيمة هذه الأنواع المقلدة الموجودة في الكثير من الدول الآسيوية"، ليوجه سؤاله لي مباشرة بخفة ظل أيضاً : ما دمنا في مهرجان للتسوق، بكم تشتري هذا العقد الذي لا تزال تحتفظ به زوجتي ككنز ثمين"؟

تويتر