أسبوع من البهجة بروح الموسيقى والضوء
«أضواء الشارقة» لوحات تضيء عتمــــة الجدران
في احتفاء بالضوء والموسيقى، وبلوحات استعراضية ضخمة انعكست على جدران الواجهة الخارجية للقصباء في الشارقة، أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن بدء فعاليات مهرجان أضواء الشارقة، الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي للعام الثالث على التوالي، وتستمر فعالياته حتى 15 من فبراير الجاري.
وعلى الرغم من تأخر بدء مراسم الافتتاح أكثر من ساعة، إلا أن العروض التي قدمت كانت تستحق تحمل عناء ذلك الانتظار، إذ تميّز العرض الأول لمهرجان أضواء الشارقة بموضوع البيئة البحرية، الأمر الذي عكس ما تمتاز به إمارة الشارقة من تراث بحري عريق، لينقل عبر لوحاته وتصاميمه ذكريات الأجداد وحكايات البحر وأسرار الماضي ورحلات الغوص والصيد.
كائنات بحرية
على امتداد القصباء التي أعتمت بالكامل بما تضم من مبنى ضخم ومناطق الألعاب الترفيهية والمسجد الملاصق للمبنى، لتنعكس أضواء مهرجان الشارقة وتجسد لوحات فنية تراثية من خلال تمازج الضوء والموسيقى والحركة، سبق تلك العروض، مع إعلان سموه انطلاق المهرجان، دخول مميز لكائنات بحرية (حوت ضخم، وإخطبوط، وقنديل البحر)، ذات أحجام ضخمة صممت على شكل بالونات طائرة لتجسد الطبيعة البحرية التي هي عنوان المهرجان، وتمكن فريق فني عالمي متخصص بتقديم مثل تلك العروض، من نقل البيئة البحرية إلى اليابسة وتحديداً في القصباء.
وظهرت المنطقة بحلة جديدة أدهشت روادها بهذا التغيير الذي طرأ عليها بين ليلة وضحاها، فالساحة الخارجية المخصصة للمواقف في الأيام العادية، تحولت إلى منصة عرض ضخمة، تزاحم عليها الكبار والصغار والإعلاميون والسياح، ليتمكنوا من ايجاد مقاعد مميزة ومتابعة عرض الافتتاح الرسمي، الذي وصفه الكثير بالعرض المذهل، الذي استهل بأصوات الغناء البحري وصيحات «هو يا مال» التي أعادت الذاكرة إلى زمن ماضٍ تعب فيه الأجداد، للحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة والموروث الشعبي القديم.
وتراقصت الأضواء على موسيقى عصرية وتداخلت مع الألوان، لترسم أشكالاً هندسية، وتصمم شكلا ثلاثي الأبعاد لمبنى القصباء، وباستمرار ذلك التناغم والتجانس الحركي والسمعي والبصري، يتحول المشهد التكويني على المبنى إلى لعبة الأحجية، أو ما تعرف بـpuzzle الملونة، ليكتمل المشهد وحل الأحجية بالحصول على حبة اللؤلؤ الكبيرة (الدانة)، التي هي الشارقة، لأن الشارقة رمز العطاء والخير تتناثر اللآلئ في كل مكان على سطح ذلك المبنى في صورة مستوحاة من البيئة البحرية.
قاع البحر
تتابع اللوحات الفنية، لتنقلنا الأضواء والموسيقى إلى قاع البحر، نغوص لجمع اللؤلؤ والسباحة بين أنواع الأسماك المختلفة، والتعرف إلى جماليات القاع ومكنوناته وخيراته، إلا أننا نصطدم بالغواصة العملاقة التي كانت تجمعت عليها كائنات بحرية مثل الإخطبوط والشعب المرجانية التي أبرزت الإضاءة ألوانها الباهية. بعد ذلك توصلنا الأضواء إلى ميناء خالد وتظهر تلك المعدات البحرية الضخمة التي طوال تلك السنوات أسهمت بشكل في تحقيق تطور الشارقة، من خلال تصوير نقل الحاويات التجارية بواسطة الرافعات الضخمة وفي كل حاوية عرض مشهد فيديو لأفلام توثق الحياة البحرية في الامارة الباسمة منها رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ وصيد الاسماك وصناعة السفن والتجارة بين الدول.
كما قدمت وصلة ذات ايقاع سريع تنقلنا إلى التحول الذي حصل والتطور البحري الذي باتت عليه الشارقة، إذ وظفت الاضواء المتراقصة بحسب الموسيقى الايقاعية لترصد ذلك التحول في أشكال هندسية ولوحات أرابسكية وزخارف معمارية، لتظهر في النهاية الباخرة الصامدة التي هي الشارقة وتخوض غمار البحر وعلم الامارات يرفرف عاليا فوق ساريتها.
بعد انتهاء العرض قدمت هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة ممثلة برئيسها محمد علي النومان، هدية تذكارية لصاحب السمو حاكم الشارقة، تثمينًا وتقديرًا لدعم سموه الدائم، وفي كلمة ألقاها النومان خلال حفل الافتتاح أكد خلالها أن «الشارقةُ هي عاصمةُ الثقافةِ العربية، وعاصمةُ الثقافةِ الإسلامية، وعاصمةُ السياحةِ العربية، إن القصةُ مُستمرةٌ وِفْقَ رؤيةِ حاكمُ الشارقةِ، لتنيرَ أضواءَ مهرجانِها ما رَسَمتهُ خطوطُ عِمرانِها من جمالياتٍ نَسجتْها إبداعاتُها بما تَمْتَلكهُ من مخزونٍ ثقافيٍ وعلميٍ وحضاري.
وتابع في كلمته «تكتمل لوحات مهرجان أضواء الشارقة هذا العام، وهو يتنقل بتناغم بين صروح الشارقة التراثية، وعمارتها التي رسمتها خطوط الفنون الإسلامية، لتنير عروضه الضوئية 14 معلماً، تشمل مدينتي خورفكان وكلباء على الساحل الشرقي، وتتناغم من خلالها الألوان والأضواء والألحان لتستعرض حضارة الإمارة الحافلة والمزدهرة بتاريخها العريق، إن المهرجان، يروي حكاية حضارة الأجداد وتراث بحري عريق، ويُعرض على واجهات معالمنا لتغمرها أمواج محمّلة باللآلئ وجوهرة لامعة اسمها (الشارقة)، لتحملنا بلوحات وألوان مذهلة إلى عالم خيالي لا مثيل له».
وأضاف «بينما نؤكدُ دورَ إمارةِ الشارقةِ الثقافي، فإنَّنا في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة نُكمّلُ بأهدافِنا وبرامِجنا السياحية نهج إمارتِنا ونسعى إلى تقديمِ كل ما يتناسب مع رؤْيَتها وتوجُّهَاتها، ورسَمْنا الخطَط المناسبة من أجل الترويجِ لإمارتنا محلياً ودولياً، كما عمِلنا على تنظيم الفعاليات والمهرجانات العالمية والتي أسهمتْ في نيل الشارقةِ لقَب عاصمة السياحة العربية للعام 2015».
ويشتمل المهرجان هذا العام على 14 موقعاً من أبرز معالم الإمارة هي القصباء «الواجهات الداخلية والواجهة الخارجية»، وحصن الشارقة. ومسجد النور. وميدان قصر الثقافة. وواجهة المجاز المائية. ومسجد المجاز. وبحيرة خالد. ودار القضاء. والسوق المركزي. والمركز الاستشاري. وميدان الكويت، إضافة إلى مطار الشارقة الدولي ومسجد عمر بن الخطاب في مدينة خورفكان. وجامعة الشارقة في مدينة كلباء، ويسهم المهرجان في تعزيز مكانة الشارقة على خارطة سياحة المهرجانات، إذ يُعد واحداً من أبرز المهرجانات التي تُنظم في الإمارة على مدار العام، وقد استقطب مهرجان العام الماضي أكثر من 200 ألف زائر من المنطقة والعالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news