في سورية.. الحب رغم الحرب
على الرغم من الحرب المستمرة في سورية منذ نحو عامين، التي سرقت الكثير من بهجة الناس وهنائهم، يؤكد الشاب السوري (نوار) أنه سيحتفل بعيد الحب الذي يصادف اليوم، ويقول «الحب من شأنه أن يلهينا للحظات عن الماسأة».
ويقول (نوار) وهو موظف في 35 من العمر: «لا حل للأزمة من دون حب».
وتشغل الورود الحمراء وأزهار الخزامى والدُّمى رفوف متجر «زهرة الروضة» في أحد أحياء العاصمة الراقية، لكن لا مزاج لأحد بها. ويقول صاحب المتجر «لا حركة بيع، فر زبائني القدامى، الذين كانوا يشترون الورود بآلاف الليرات، من البلاد هرباً من الأحداث».
وفي متجر آخر في حي الشعلان التجاري في وسط دمشق، تحتل هديتان زاوية يقول صاحب المتجر (أبوأحمد) عنهما متحسراً «قام شخص بطلبها منذ شهر، لكن عادة في مثل هذا الوقت من العام نرى جبلاً من الهدايا».
ويؤكد سمير (23 عاماً) الذي يعمل بائعاً وكان يجلس مع حبيبته (بانا ـ 18 عاماً) على مقعد تحت شجرة في حديقة السبكي في دمشق «بالتأكيد الوقت ليس مناسباً للحب، إننا نعاني جميعاً العنف»، بينما كانت تُسمع من بعيد أصوات القصف.
لكن (سمير) ينوي على الرغم من ذلك الاحتفال مع حبيبته بعيد العشاق «لينسينا الأحزان» في نادي بردى في حي المزرعة الدمشقي، مشيراً إلى أنه سيغادر البلاد الى المملكة العربية السعودية خلال ستة أشهر.
وترى ليلى (18 عاماً) التي كانت برفقة حبيبها (وسيم) أنه «يجب إعطاء وقت للاحتفال بالحب، الذي يبتعد عنا يوماً بعد يوم»، لكن بعض الذين عانوا التهجير والموت لا يرغبون في الاحتفال بأي عيد.
ويقول سائق سيارة الأجرة (أبوراشد) الذي نزح منذ شهرين من مدينة المعضمية التي تبعد نحو 10 كلم عن العاصمة بسبب أعمال العنف إلى حي ركن الدين في دمشق، إن الوقت «ليس للحب ولا للزهور، ليس لي مزاج للاحتفال بالأعياد في بلدي الذي تحول كل شيء فيه إلى دمار وموت».