يتمنى إنشاء سجن ليعتقل 60٪ من الوسط الفني
وليد توفيق: أنحاز للشعوب فقط
قال الفنان وليد توفيق، إنه «يتمنى أن ينشئ شرطة عسكرية فنية، وسجناً ليعتقل فيه 60٪ من الفنانين الموجودين على الساحة حالياً»، مشيراً إلى أن كلمة فنان كلمة كبيرة، ولا تقتصر فقط على امتلاك صوت جميل، ولكن يجب أن يتمتع الفنان بـ«الكاريزما» والذكاء والحس الفني الذي يمكنه من اختيار الأعمال المناسبة له.
وأكد أنه لا يميل إلى الحديث في أمور السياسة، ولكنه ينحاز فقط للشعوب مهما كانت قراراتها.
ووصف الفنان اللبناني الوسط الفني حالياً بأنه أشبه بالعصابات، مقارنة بزمن «الصدق الفني» الذي عاشه في بداياته، وتعرف خلاله إلى كبار الفنانين أمثال محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، ووديع الصافي، وغيرهم كثير، معتبراً أن الفن حالياً أصبح نوعاً من التجارة بالنسبة لكثيرين، وبات الإعلام يفرض الفنانين وأغنياتهم على الجمهور فرضاً، من خلال تكرار الأغنية نفسها عشرات المرات في اليوم الواحد حتى تتسلل إلى اذن المتلقي ويرددها، لتتسلل إلى المستمع مع التكرار، بصرف النظر عن مستواها الفني.
وعن غيابه عن الساحة، قال توفيق: «إنه ليس غائباً أو ممتنعاً عن الظهور، ولكن ليس لديه المال الكافي ليدفع في مقابل الظهور بكثافة عبر وسائل الإعلام وعلى الساحة، كما يفعل البعض»، مضيفاً خلال اللقاء الذي جمعه بالإعلاميين، مساء أول من أمس، على هامش استضافته في برنامج live @5 الذي يذاع عبر إذاعة «ستار إف أم» في أبوظبي، ويقدمه الإعلامي فاروق درزي، ومن إشراف وإخراج إيلي دابلة، بحضور نائب مدير شبكة أبوظبي الإذاعية عبدالله أحمد الزعابي: «أشعر بأنني في أفضل حال، ولدي إحساس بالرضا، فقد قدمت في العامين الماضيين مجموعة من الأعمال الجيدة التي لاقت صدى طيباً لدى الجمهور رغم الإمكانات المالية البسيطة، كما أشعر بالسعادة لوجود جمهوري الطيب المحب الذي مازال يساندني منذ 35 عاماً».
وذكر أنه يعمل حالياً على ألبوم «أغان أحببتها» الذي يهديه إلى روح الفنان بليغ حمدي، ويتضمن الألبوم مجموعة من الأغنيات التي لحنها بليغ، وتغنى بها كوكبة من نجوم الفن العربي، وسيتم تقديمها بتوزيعها القديم نفسه، من دون تغيير.
موضة «مهضومة»
نشاط أوضح نائب مدير شبكة أبوظبي الإذاعية عبدالله الزعابي، ان الفترة المقبلة ستشهد حالة من النشاط الفني في الإذاعة، إذ تم وضع خطة لاستقطاب واستضافة عدد كبير من فناني الصف الأول بداية من شهر مارس المقبل، مؤكدا ان الإذاعة كانت دائما سباقة في الحضور والتواصل مع الجمهور في كل مكان. اشتياق للسينما أرجع وليد توفيق غيابه عن السينما التي سبق وقدم فيها تجربتين في مصر، إلى غياب المنتج الفنان، مضيفاً: «أحب السينما والتمثيل، واعتبر أنهما فرصة كبيرة اتيحت لي، فالسينما هي المجد، والأغنيات التي تقدم في فيلم سينمائي تظل خالدة على عكس الأغنيات العادية. ولكن في المقابل يجب أن يضيف الفيلم الذي أقدمه إلى مسيرتي الفنية، وهو أمر صعب في الفترة الحالية بعد أن اتجه الإنتاج السينمائي إلى نوعية أفلام لا تناسبني، ولا تضيف لي، أما إذا وجدت العمل المناسب فسأقبل به فوراً لأنني اشتقت للسينما»، لافتاً إلى أن فيلمه «من يطفئ النار» الذي حقق نجاحاً كبيراً حين عرض تكلف في ذاك الوقت 200 ألف دولار، أما الآن فقد ينفق هذا المبلغ على فيديو كليب لفتاة لا تجيد الغناء، ولكنها تجد من يموّل أعمالها ويساندها. |
وصف وليد توفيق برامج المواهب بأنها «موضة جديدة مهضومة»، إذ تتم الاستعانة فيها بالنجوم لجذب الجمهور، ولكنه اعتبر مشاركة الفنانين في هذه البرامج سلاحاً ذا حدين، لأنها تتطلب أن يكون لدى الفنان حضور «وكاريزما»، وإلا سيفقد كثيراً من رصيده لدى جمهوره، لافتاً إلى أن كثيراً من الفنانين يفتقرون إلى القبول عند مواجهة الجمهور مباشرة، وهناك فنانون كبار كانوا يمتنعون عن الإدلاء بأي تصريحات أو مقابلات مباشرة أمام الجمهور، لأنهم لا يجيدون الحديث ويفتقرون إلى القبول، أما في هذه الأيام فهناك فنانون لديهم ثقل دم كاف لأن يقيموا نادي «أصحاب الدم الثقيل».
وعن إمكانية مشاركته في برامج المواهب، قال: «إلى الآن لم أقع في المحظور، ولكن إذا كان البرنامج يتميز بمستوى فني عال مثل برنامج (ذا فويس) فليس لدي مانع. فكل البرامج والأعمال الفنية لابد أن تجمع بين الفن والتجارة، ولكن المشكلة عندما تطغى التجارة على الفن، ويصبح العمل مجرد وسيلة لتحقيق مكسب مال مني دون اهتمام بالمضمون والمستوى الفني».
واشار توفيق إلى أنه يستمع إلى مطربين من مختلف الأجيال، وهناك أصوات جميلة بين الشباب، لكن المشكلة في غياب المنتج الفنان، خصوصاً أن شركات الإنتاج أصبحت تتعصب بصورة كبيرة للفنانين التابعين لها، وتبذل كل ما تقدر عليه لفرضهم على الساحة، حتى باتت هذه الشركات أقرب إلى متعهدي الحفلات من كونها شركات إنتاج فني.
مع الشعوب
رغم تصريحه بعدم رغبته في الحديث في السياسة، أكد وليد توفيق انحيازه للشعوب كيفما كانت قراراتها، وأينما ذهبت لأن كل شيء يُفنى وتبقى الشعوب، وقال إن «السياسيين كذابون، وغالباً ما يقضون وقتهم على الشاطئ متجاهلين الناخبين والشعب يعاني، وبالنسبة لي اتمنى أن يكون لدينا في لبنان حكام مثل حكام الإمارات يهتمون بشعوبهم ويتواصلون معهم بشكل مباشر، كما اتمنى أن يعود اللبنانيون المغتربون إلى بلدهم، ويتولون الأمور».
كما عبّر عن أمله في ألا تمر مصر وسورية بما مر به لبنان وفلسطين من مرارة وحروب وتشرد، لأن الثمن دائماً يكون غالياً، وقال: «أحيانا لا أصدق ما يجري، فقد كان (ربيعاً عربياً) سعد به الناس، ولكنه انقلب إلى (ربيع دموي)، ولكن كل باطل لابد أن يمر». ورأى توفيق أن إقبال الجمهور على حضور الحفلات الغنائية، رغم ما تشهده الدول العربية من أحداث وصراعات، أمر طبيعي، «فالحياة لابد أن تستمر، وقد ضرب لبنان في وقت الحرب نموذجاً فريداً في المقاومة، حيث كانت تقام الأفراح والحفلات في ظل القصف والدمار، وهي سياسة ناجحة للتحرر والتعمير».
واعتبر أن «عيد الحب» من أهم المناسبات التي تمر على العالم، «لأننا بحاجة شديد إلى الحب، وأن ينتشر بين الجميع»، مضيفاً أنه «تأخر في التواصل مع جمهوره عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ولكنه سعيد به لأنه يتيح له التواصل مباشرة مع الجمهور ومعرفة ردود الفعل المختلفة من دون وسيط، وبعيداً عن أولئك الذين يحاولون تقييم الفنانين وفقاً لمزاجهم الخاص، وكأنهم هم من يمتلكون صناعة الفنان وتقييمه، لكن مواقع التواصل الاجتماعي يمكنها أن تكشف بسهولة مكانة كل فنان لدى جمهوره».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news