ارتحل في مياه العالم.. والاحتلال الإسرائيلي حرمه من دخول ميناء حيفا
ذكريات بحّار فلسطيني تتحول إلى رواية
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.552445.1462440616!/image/image.jpg)
مريم ملا: روايتي الجديدة ترصد المشاعر والوقائع. من المصدر
تحولت مذكرات بحّار فلسطيني إلى عمل روائي، شارك في كتابته عبر رسائل بينه وبين الروائية السورية مريم ملا، التي التقطت الخطوط الدرامية في المذكرات التي بدأها البحار منذ التهجير القسري نتيجة للاحتلال الإسرائيلي، وانطلق بالكتابة من مصير عائلته التي تم تهجيرها من فلسطين في عام 1967 بعد زواج أبويه مباشرة. إذ بدأت معاناة أفراد العائلة، قبل أن يولد هو وإخوته في بلد عربي استقر والداه فيه.
يركز العمل الروائي على شتات عائلة فلسطينية، لكنه في الوقت نفسه يعطي صورة شاملة عن معاناة شعب كامل من خلال قصة عائلة واحدة.
البحار الفلسطيني الذي ارتحل كثيراً في أسفار متعددة، نتيجة لطبيعة عمله، لكن الاحتلال الإسرائيلي حال دون سفره إلى ميناء بلده، لذلك لم يتمكن من دخول ميناء حيفا، في حين كانت سفينته تعبر الجغرافيا المائية في العالم.
الرواية التي تستند إلى مذكرات لبحّار فلسطيني تتضمن بعداً توثيقياً عن عائلة تُهجّر من وطنها، لتدخل بوابات الشتات. وكما هي حياة الفلسطينيين في مدن العالم، بدأ بناء الرواية الأدبية يكبر عبر جغرافيا شاسعة، حيث يبعث ذلك البحّار رسائله من مدن وموانئ عديدة حول العالم، وهو بذلك يعبر عن صور الشتات الفلسطيني.
لقاء بين الكاتبة والبحّار، حدث مصادفة، على شاطئ البحر في أبوظبي، إذ كان البحار يقف مرتدياً بزته البيضاء التي تميز رجال البحر.
وقالت مريم ملا لـ«الإمارات اليوم» إن «الفكرة جاءتني مصادفة، لم أكن أحلم بها، حيث كنت أقضي وقتاً على البحر، فالتقيت رجلاً كان يرتدي بزة البحارة البيضاء المعروفة، وتبادلنا حديثاً خاطفاً».
لكن تلك اللحظات قادت الروائية إلى ذكرى مريرة قبل 20 سنة، لكنها اختتمت بحياة جديدة للكاتبة التي تاهت في مياه البحر المتوسط في مدينة اللاذقية، لكن بحّاراً انقذ حياتها.
وروت الكاتبة عن تلك الحادثة: «أنقذني بحار، وعاد بي الى الشاطئ آمنة».
وأضافت: «بينما كنت أتحدث مع البحار الفلسطيني الذي التقيته على شاطئ البحر، شعرت بأن هناك تشابهاً بينه وبين ذلك البحار الذي أنقذني قبل نحو 20 سنة، وكان الشبه في الوجه والحاجبين بشكل كبيراً». وفي تلك اللحظة، اقترحت مريم ملا أن تكتب مذكرات البحار الفلسطيني، فوافق على ذلك، وفي ما بعد، بدأت الرسائل المتبادلة بينهما».
وتابعت: «دخلت في حيرة شديدة، حين بدأ بمراسلتي بشكل مكثف ومستمر. وأثناء قراءتي لما يرسل لمعت في ذهني فكرة الرسائل المتبادلة بيننا، لأنها الطريقة الوحيدة التي تجمعنا، وكنت شغوفة بما يكتب». وحول الجانب التوثيقي في العمل الروائي، قالت الكاتبة: «في البداية تستطيع أن تعتبره عملاً واقعياً توثيقياً، لما جرى لعائلة واحدة من بين آلاف العائلات التي شردت وتهجرت في بقاع الأرض»، مشيرة إلى أن هناك روايات لكتاب وكاتبات، رصدت النكبة، وهي واحدة من هؤلاء الأدباء، إذ نشرت في عام 2003 روايتها «شجرة التين» التي رصدت فيها مرحلة ما قبل الاحتلال، أي منذ عام 1947 وما بعدها، إلى مرحلة عام 1967.
وأضافت: «وجدت أن في عملي الجديد (مذكرات بحار فلسطيني) اتابع ولادة هذا البحار ونشأته ودراسته وعمله في البحـر منذ 15 عاماً حتى الآن، وما رافقها من معاناة من جوانب عديدة، أهمها كيف شكل له القدر حياته التي كانت ستكون مغايرة تماما لو أنه ولد وعاش وكبر في وطنه فلسطين». وأفادت مريم ملا بآن «في عملي الروائي الجديد، أرصد حياة البحار الفلسطيني المليئة بالمعاناة، وبلحظات الفرح القليلة وسنوات الألم الطويلة، من خلال رواية مليئة بالمفاجآت وبالمشاعر النبيلة والعواطف، علاوة على رصد الوقائع في جانبها الوثائقي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news