التجارب الفائزة ستعرض في «أيام التصميم - دبي» مارس الجاري
مواهب خليجية في طور «التحول»
جسدت الأعمال الفنية المشاركة في مبادرة «التحول» الثلاثية، مفهومها القائم على الرؤى المبتكرة، التي تقدم الفكرة الأساسية ضمن باقة منوعة من الأفكار، لتصب في النهاية في خانة الأعمال الفنية المبتكرة المتعددة المعاني والاستخدامات. وقدمت أعمال مبادرة «التحول» أخيراً في معرض يحمل اسمه، وعرضت في مركز «تشكيل» الذي أطلق المبادرة أخيراً، بالتعاون مع دار «فان كليف آند آربلز» ومعرض «أيام التصميم - دبي»، بهدف إتاحة الفرصة للمواهب الفنية المغمورة في دول مجلس التعاون الخليجي من المواطنين والمقيمين على حد سواء، لإطلاق خيالها وتوظيف إبداعها في أعمال فنية منوعة تصهر مفهومي الابتكار والإبداع تحت عنوان «الابتكار الإبداعي». وجاءت فكرة المبادرة (التحول) من فلسفة التصميم لدى كل من دار «فان كليف آند آربلز»، و«تشكيل»، التي تتيح فرصة التميز والتفرد وتحقق الاستفادة الأكبر.
مجموعات ونجوم تملك الدار المشهورة «فان كليف آند آربلز» تاريخاً عريقاً وحرفية بالغة في صياغة المجوهرات، الأمر الذي تجسده عادةً مجموعاتها المختلفة التي تمثل الفسلفة الجمالية الخاصة بتصاميمها، التي اقترن اسمها بألمع النجمات والمشاهير حول العالم، مثل الأميرة غرايس كيلي أميرة موناكو، التي ارتدت جواهر رائعة من الدار بمناسبة زفاف ابنتها الأميرة كارولين عام 1978، والأميرة ثريا وهي تتزين بقرطين من الألماس، والأميرة فرح ديب زوجة شاه إيران سابقاً، إضافة إلى وجاكلين كنيدي وماريا كلاس. ومن المشاهير والنجمات المعاصرات الممثلة جوليا روبرتس، وصوفيا كوبولا، وديان كروغر، وإيفا مينديس. مجموعات متحولة يتضمن أرشيف دار «فان كليف آند آربلز» العريقة للمجوهرات، التي افتتح أول متاجرها في عام 1906 في «بلاس فاندوم» في العاصمة الفرنسية باريس، عدداً من القطع الأيقونية التي تعكس موضوع التحول، بما في ذلك سلسلة من النحاس المطلي، التي تستخدم قلادة أو أسوارة أو طوقاً، فضلاً عن مجوهرات «كادناس» التي تستخدم أسوارة أو ساعة مخفية، وقلادة «السحاب» التي تستخدم كسحاب لكي تتحول إلى أسوارة، هذا إلى جانب خاتم لإصبعٍ واحد يتحول لإصبعين وعقد نفيس تتحول قطعه إلى أقراط مميزة أو «بروش» يزين فساتين السهرة بحركات يدوية بسيطة وغيرها. |
جمع معرض «التحول» نتاج المبادرة، وهو الأعمال الفنية الموهوبة التي لم تقتصر على نوع محدد من الفنون، بل تعدته لتشمل باقة منوعة منها، كالرسم والتصوير ووسائط مختلفة، وبلغ إجمالي الأعمال المشاركة في المعرض 20 من أصل 60 مشاركة رشحت لاختيار واحدة فقط للموهبة الفائزة التي سيعرض عملها في معرض الدار الذي سيستضيفه «أيام التصميم - دبي» تحت العنوان نفسه، في الفترة المقبلة من 18 إلى 21 مارس الجاري، وسط مدينة دبي.
مشاركات إماراتية
ضمت الأعمال الفائزة في «التحول» خمس مشاركات إماراتية، حملت موضوعات منوعة شكل التحول عنواناً رئيساً لها. وقدمت الفنانة الإماراتية علياء لوتاه عملاً فنياً مكوناً من أربع لوحات، استخدمت في إنجاز فكرة التحول، التي مثلت الروح البشرية الأساس فيها، واستغرق العمل على تنفيذها شهراً.
يتغنى عمل لوتاه بالروح البشرية، التي مهما كبر الجسد الذي يحملها وتغيرت ملامحه تبقى حية بطابعها الذي تعكسه الشخصية بسلوكها المختلف، وعليه فهي تظل حية.
قالت لوتاه «ألهمني اتساق الروح البشرية في الجسد، الذي يستسلم بشكلٍ مستمر لعلامات العمر، فكرة عملي الذي يحمل عنوان «أمس»، والذي يتمثل في أربع صور لوجوه من العائلة نفسها تنتمي كل واحدة منها إلى جيل مختلف، تظهر عليها عمليات التحول المتمثلة في تقدم العمر، الذي ينعكس بشكلٍ جلي على ملامحها»، وأوضحت «على خلافها تأتي الروح البشرية، التي تظل محافظة على طابعها المستقل الذي يمنحها التميز والاستقلال، ولذلك قمت بتجسيدها على شكل طوق من زهور الربيع المشرقة التي تتغنى بالأمل والحياة».
العمر
جاءت فكرة عمل الفنانة مدية بن حزيم شبيهة لفكرة لوتاه، إذ حملت موضوع تقدم العمر تجسيداً للتحول، وذلك عن طريق رسم وجه سيدة، بقلم الألوان المائية على ورق، تظهر فيه صغيرة وجميلة، وعلى الطرف الآخر أخرى عجوز يربطهما طرفا شعرهما الذي يعكس لوناه ذلك التقدم. أما الطالبة عليا شرف فقد حرصت على أن تعكس مفهوم التحول في عملٍ يوضح تداعيات «العولمة» على مظاهر الهوية الوطنية، التي لا تنحصر في الجنسية المحمولة فقط، وجاء عملها بعنوان «الهوية». مثلت عليا تداعيات العولمة على الهوية الوطنية في ظاهرة منتشرة بين صفوف شباب الجيل الحالي، التي تنحصر في استبدال شرب القهوة العربية بالغربية منها التي تعود إلى أحد أكبر المقاهي التي تكتسح دول العالم. يتمثل عمل شرف لهذه الظاهرة في لوحة للفن الرقمي، تتحول فيه «دلة» القهوة العربية شيئاً فشيئاً إلى كوب القهوة المشهور، الذي يتهافت الشباب على شربه واقتناء المنتجات التي تطلقها شركته.
مذكرات
الفنان ناصر نصرالله قدم عمله في التحول تحت عنوان «مذكرات شخص يحب جمع الأشياء»، فضم العمل كتابة مذكرات خاصة حول جولات في أماكن مختلفة من منطقة الشارقة، جمع من خلالها مجموعة من الأشياء، قام بشراء بعضها، ثم قام بكتابة قصص خاصة حول هذه الأشياء التي غدت بتحويله إياها من عنصر مهمل إلى آخر مهم وأساسي، بطلةً لها. وقد أخذ رسم نصر الله في عمله الشكل العفوي الذي جسده بالحبر الأسود غالباً، رافقته كتابات بخط اليد في دفتر مذكرات يدوي الصنع.
التزام سالم المنصوري بفكرة التحول ظهر في عمله «التنكر البيئي»، الذي شمل سلسلة من المنحوتات المطبوعة عليها أشكال ثلاثية الأبعاد، مستقاة أفكارها من دورة حياة الفراشة، التي تعد أنموذجاً مثالياً للتحول. استخدم المنصوري لإنجاز عمله تقنية الطباعة بالأبعاد الثلاثية، وذلك باستخدام مواد مختلفة، كالصلب الذي لا يصدأ والسيراميك والراتنج. حرصت مبادرة «التحول» التي أطلقها أخيراً مركز «تشكيل»، و«فان كليف آند آربلز» ومعرض «أيام التصميم-دبي»، للمواهب المغمورة في دول مجلس التعاون الخليجي، على إطلاق العنان لخيال وإبداع هؤلاء الفنانين، وتوظيف إبداعهم في أعمال فنية منوعة، تصهر مفهومي الابتكار والإبداع، على أن تخصص جائزة تخدم هدفها، الأمر الذي تمثل في تخصيص رحلة خاصة إلى الموهبة الفائزة إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك للتعرف عن كثب إلى مدرسة الدار التي تحمل اسمها «مدرسة فان كليف أند آربلز»، والتي تتميز بأسلوب متفرد في الاكتشاف والتعلم وسبر أغوار المعرفة في مجال صناعة المجوهرات وتاريخها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news