«هرم الوجود» باكورة «حديقة مرايا» في الشارقة
افتتحت سموّ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، يوم أمس، في واجهة المجاز المائية، حديقة مرايا للفنون التي ستضم مجموعة من الأعمال والفعاليات الفنية بأسلوب جديد مختلف عن المراكز الفنية التقليدية. وتعد حديقة مرايا للفنون مشروع فني يمثل منصة عرض خارجية للمشروعات الفنية الإقليمية والدولية، وستتوسع مستقبلاً لتشمل عدداً من الأماكن الواقعة في نقاط رئيسة وحيوية في الشارقة. وتحتضن واجهة المجاز المائية قسمين من أقسام المشروع، الأول حديقة المنحوتات التي تم إطلاقها أمس، وستعرض مشروعات الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين المحليين والدوليين، والثاني حديقة الفنون للأطفال، التي ستعرف الأطفال إلى عالم الفن من خلال فنون النحت، والألعاب التفاعلية، والأنشطة التعليمية.
وتم كشف النقاب عن العمل الفني الضخم والمنحوتة التفاعلية بعنوان «هرم الوجود»، للفنان العراقي الأصل الأميركي الجنسية، وفاء بلال.
ويستكشف «هرم الوجود» الذي يُقام بإشراف القيّمة الفنية سارة رضا، الثقافة البصرية، من خلال عدسات العلماء الإسلاميين الرواد، ويتفحص كيف تركت هذه الأفكار تأثيراً عميقاً على التفكير الراهن، والعمل الفني هذا عبارة عن منحوتة متنقلة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار، وتضم قبة يبلغ قطرها 10.5 مترات، كما يوجد بداخلها داخله 17 نافذة، 15 منها توجد بداخلها عدسات تصوير ميكانيكية واثنتان لإدخال الضوء.
ويُعد هذا العمل الجديد أول المعارض الفردية والأعمال التركيبية الفنية العامة للفنان وفاء بلال في الإمارات .
والعمل نتاج اهتمام الفنان منذ فترة طويلة بعمل اثنين من العلماء العراقيين البارزين خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، هما ابن الهيثم والجزري، حيث شكلت إنجازاتهما مصدر إلهام لبلال في دراسته للبصريات والهندسة، إذ قام بإعادة صياغة هذه الأفكار ضمن تطبيقاته الفنية الخاصة، في مجالات تقنيات التصوير الفوتوغرافي، والتصوير وإعادة التصوير، والإعلام الجديد. وقام بلال بابتكار منحوتة تعتمد على اكتشاف الهيثم لأول كاميرا، والطرق الدورانية لإنتاج الحركة الميكانيكية التي اخترعها الجزري. والنتيجة تجربة غامرة لا تنسى تُعيد إنتاج وظيفة الكاميرا ذات الثقب.
وقال الفنان وفاء بلال: «يُعد (هرم الوجود) احتفاءً بإنجازات اثنين من العلماء المسلمين العرب، ابن الهيثم والجزري، اللذين يعتبران من أبرز العلماء الناشطين خلال ذروة العصر الذهبي للحضارة الإسلامية والعربية،.
ويلخص هذا المشروع تقدمهما العلمي في مجالات البصريات والحركة الميكانيكية، من خلال دمج ممارستي الفوتوغرافية والتكنولوجية مع عملهما». ويأتي العمل الفني ثمرة لجهود فريق من المهنيين المتخصصين، من ضمنهم مدير مركز مرايا للفنون يوسف موسكاتيلو، والمهندسان المعماريان آلكسندر تيرنر، وجيمس كراوفور، إضافة إلى القيّمة الفنية لأعمال بلال، سارة رضا، القيّمة في مركز مرايا للفنون التي تتخذ من لندن مقراً لها.
وأشارت سارة رضا إلى أن منحوتة «هرم الوجود» هي عمل يعيد تأطير الفن والهندسة المعمارية، وكيفية توافقها مع المكان والزمان العام، وقالت: «يسرني العمل مع الفنان وفاء بلال، الفنان الذي يسعى إلى استكشاف حدود جديدة للرؤية والحركة ضمن فهمنا الثقافي البصري».