الساهر وشيرين يكسبان رهان الجمهور

شهد مساء أول من أمس، تزامن عدد من الحفلات الغنائية في دبي نظمتها جهات مختلفة استثمرت رغبة الجماهير في البحث عن الترفيه في نهاية الأسبوع، كان ابرزها تنظيم «دو» حفلة غنائية ضمن مهرجانها الموسيقي الغنائي السنوي، في مدرج مدينة دبي للإعلام، أحياها كل من الفنان العراقي كاظم الساهر، والمطربة المصرية شيرين عبدالوهاب، اللذين أثرا في حجم حضور الجمهور لحفل آخر في التوقيت ذاته للفنانين اللبناني راغب علامة والمصرية ساندي في نادي دبي للرياضات البحرية، في مشهد رغم انه يؤشر لتنوع الأجندة الفنية لفعاليات دبي، إلا أنه يؤكد ايضاً حتمية التنسيق المسبق بين رعاة تلك الفعاليات.

ورغم انه ليست ثمة مقارنة بين جمهوري كل من الساهر وشيرين من جهة، وراغب والمطربة الشابة ساندي من جهة اخرى، إلا أن ترحيل موعد احدهما، كان سيمنح كليهما فرصة حضور جماهيري أكبر، لا سيما حفل راغب وساندي الذي تأثر كثيراً بهذا الجانب.

بيع تذاكر الحفل استمر حتى اللحظات الأخيرة قبيل صعود شيرين للمسرح، في التاسعة و‬40 دقيقة مساء، لتغني بصحبة فرقة موسيقية يقودها المايسترو سعيد كمال، على مدار نحو ساعة كاملة، قبل أن تسلم الميكرفون لكاظم الساهر، الذي هتف الجمهور بلقبه «القيصر» طويلاً.

وفاجأت شيرين الجمهور بالكشف عن أحدث أعمالها، لكنها خالفت طلبه في اختياراته لأغانيها فيما انطلقت بأغنية «والله بحبك انت والحب كله انت». ثم اغنية «مش عايزة غيرك انت» وتتفاعل معها بشكل ملحوظ ثم اغنية «لو مش عاجبك كلامي»، لتصل إلى التي كانت بمثابة حد فاصل لها وصلها بالنجومية «ايه يعني غرامك ودعني»، ثم «جرح»، التي عقبت على نفسها بأنها لم تؤدها بشكل جميل، على سبيل ممازحة الجمهور، قبل ان تكسر نمطية توالي الأغاني من على منصة المسرح، لتجلس على المدرج وتغني «حبيتو بينو وبين نفسي»، ثم «على بالي».

الحوار الذي اعتمدت عليه شيرين مع الجمهور دفعته لأن يطالبها بأغنية «بص بقى»، التي قامت بأغنيتها بتفاعل كبير معه، لتدفعها هذه الأغنية خصوصاً لمزيد من الانسجام والتفاعل لدرجة انها مزجت بعدها بين الغناء والرقص بطريقتها الخاصة.

وكعادة كاظم الساهر فقد ركز المطرب العراقي على أداء أغنياته والانسجام مع الفرقة الموسيقية، ولم يشأ أن يكون ثمة حوار بينه وبين الجمهور يخرج عن تقليدية العلاقة بين المبدع والمتلقي، حيث بدأ بأغنية «ها حبيبي»، ثم «يا ليل لاتنتهي توني بديت الغزل»، ليعقبها «صغير وملعب وعلى قلبي يلعب» التي شهدت انسجاماً وتفاعلاً واضحين من الجمهور.

«قولي احبك» كانت عنوان أغنية الساهر الرابعة، وهي الأغنية التي شهدت وقوفاً جماعياً من الجمهور، ومشاركة غنائية له مع الفنان الذي أداها بصوت اوبرالي الهب مشاعر الحضور، ثم غنى «ياهلا بهالطول يامية هلا»، التي لم تلق ردة الفعل التفاعلية نفسها.

ومن ميراثه الغنائي القديم في مسيرته الفنية استعاد الساهر موال «عبرت الشط ع مودك» وأغنية «دلع النساء»، تلاها بـ«يا مستبدة»، «اش حلو طولك لمن تمشي وانا وراك»، «انسى العالم كله وانت بين احضاني».

وبعد مطالبات جماهيرية متعددة غنى الساهر رائعة نزار قباني «زيديني عشقاً»، ثم «الليلة احساسي غريب»، ثم «لاقعد لك عالدرب قعود»، التي كانت مناسبة للكثير من الشباب لرقصة «التشوبي» العراقية، لتكون خاتمة الحفل «أحبيني بلا عقد».