«هيئة البيئة» تستخدم معلومات التكوين الجيني لحماية الصقور
أحرزت المبادرة التي أطلقتها هيئة البيئة ـ أبوظبي، تقدماً علمياً مهماً من شأنه أن يساعد في الجهود الرامية للحافظ على الصقور في المنطقة العربية وفي مختلف أنحاء العالم. وكانت مجموعة من العلماء من جامعة «كارديف» في المملكة المتحدة و«بي.جي. آي». الصينية قد شرعت في مطلع عام 2011 بتنفيذ مشروع لبناء خريطة كاملة للجينوم «المعلومات الوراثية» عند صقور الحر والشاهين. وقام العلماء بالكشف عن توصلهم إلى «التسلسل الجيني الكامل»، حيث تم نشر النتائج في مجلة علمية مرموقة تهتم «بعلم الجينات الطبيعية».
وتم الحفاظ على هذين النوعين عبر رسم وتسجيل خريطة الحمض النووي الخاص بهما بالكامل للأجيال المقبلة، من خلال دراسة تم اجراؤها على الصقور في مستشفى أبوظبي للصقور، وقد قامت هيئة البيئة أبوظبي بتأسيسه في عام 1999، ويعد اليوم أكبر مستشفى للصقور في العالم. وقامت مجموعة من الأطباء البيطريين بجمع عينات من الدم تم نقلها إلى مختبر في المملكة المتحدة، حيث تم استخلاص الحمض النووي وترتيب تسلسله في معهد بحوث علم الوراثة في بكين.
ويعد هذان النوعان من أول الطيور الجارحة، التي تم نشر معلومات حول تسلسلها الجيني. وقد أتى ترتيبها كسابع وثامن نوع يتم نشر هذه المعلومات عنها بعد قائمة شملت «الدجاج والديك الرومي، طائر الزيبرا فينش، ونوعين من فصيلة طائر خطاف الذباب الأبقع والحمامة الجبلية».
وعبر تحليل الجينات، تمكن العلماء من التوصل الى أن هذين النوعين من الصقور ينحدران من الفصيلة نفسها التي عاشت منذ أكثر من مليوني عام، ولدى كل منهما نحو 16.200 من الجينات. وبالمقارنة بغيرها من أنواع الطيور التي تم تحديد تسلسلها الجيني، أظهرت جينات الصقور دليلا على تغير سريع التطور، ما يشير إلى ضغوط قوية للتحول إلى الافتراس، حيث كان عليها التكيف بسرعة لتصبح من الطيور الجارحة القادرة على التأقلم مع بيئتها.
وكمثال على هذا التكيف الوراثي المتخصص، قام العلماء باختبار الجينات التي تتحكم بحجم وشكل منقار الصقر. وقد تمكن العلماء من التوصل الى أن الجينات التي تقوم بتنظيم شكل وحجم منقار الصقر قد تطورت بسرعة في ظل الضغوط الطبيعية القوية. وقد أتاحت الجينات المتسلسلة للعلماء تحديد الأساس الجيني الذي يجعل هذه الصقور فريدة من نوعها.
وقال العضو المنتدب في الهيئة، محمد البواردي: «تتمثل أهمية هذه المبادرة في زيادة وعينا لأهمية هذه الأنواع المميزة من الصقور، كما تساعدنا في رعايتها وحمايتها، وتفتخر هيئة البيئة ـ أبوظبي بدعمها تطوير هذا الحقل العلمي الجديد المعروف بـ(علم الجينات الوراثي للمحافظة على الانواع)، كما ستقوم بتوسيع برنامج البحث مع جامعة كارديف وبي.جي.آي. شنيزهين، لتطبيق المعارف الجديدة التي تم اكتسابها من بحث التسلسل الجيني في جهودها العملية للمحافظة على الصقور».
واضاف «من خلال دمج المعلومات الجينية وبيانات التتبع عبر الأقمار الاصطناعية لهجرة صقر الشاهين، يمكننا الحصول على معلومات حيوية تسهم في دعم برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور من خلال تحديد مكان نشأة كل صقر ليتم إطلاقه في المكان الصحيح وفي الوقت المناسب لمنحها فرصة أكبر للبقاء».
ومن خلال هذه المعلومات الجينية، سيتمكن حماة البيئة من تحديد مستوى «التنوع الجيني» المتبقي في المجموعات المختلفة وتحديد والمجموعات التي قد تتطلب رعاية خاصة. وتساعد هذه المعلومات في توظيف جهود المحافظة على الانواع وإعادة توطينها بشكل مناسب وأكثر فعالية.