الجسمي وعمرو ديــاب.. غنيا حتى الفجر تحـــت الأمطار
ليلة تحتاج إلى خيالات كاتبي السيناريو من أجل أن تتكرر، تلك التي قضاها جمهور الحفل الذي جمع حسين الجسمي وعمرو دياب وشمة حمدان، مساء أول من أمس، على مسرح مدرج مدينة دبي للإعلام، الذي تميز بأنه مسرح مفتوح، يستمتع فيه رواده بميزات إقامة الفعاليات بعيداً عن اجواء الصالات المغلقة، لكن المصادفة قادت لأن تكون تلك الليلة تحديداً واحدة من اكثر الليالي التي تشهد فيها دبي طقساً استثنائياً، حمل الأمطار الرعدية، والرياح القوية، والكثير من الغبار إلى المنطقة.
الحفل الذي أقيم ضمن المهرجان الموسيقي السنوي الذي تنظمه شركة «دو»، للسنة الثالثة على التوالي، رغم ذلك لم يلغَ، اكتسب بالمقابل مذاقاً مختلفاً في تجربة وجد الفنانون أنفسهم فيها مضطرين لخوض مغامرة «الغناء تحت الأمطار»، التي وجدها البعض أكثر شاعرية، وخروجاً عن المألوف، رغم المعاناة الشديدة التي أحاطت بها، سواء بالنسبة للفنانين أنفسهم وفرقهم الموسيقية والمنظمين، أو بالنسبة للجمهور، الذي لم يتوقع أن تتحول ليلة من ليالي شهر أبريل في دبي، إلى ليلة مطيرة.
وطني فاجأ الفنان حسين الجسمي الجمهور بأغنية جديدة بعنوان «وطني»، أصر على غنائها منفرداً، نظراً لعدم جاهزية الفرقة الموسيقية للحنها، رغم ذلك أداها الجسمي بإحساس فني عال، وأصر على إتمامها، مستعيناً بقراءتها من جهاز «الآي باد» الخاص به، وحينما تعرض «الآي باد» لعطل بفعل الأمطار، استعان بقراءتها من على جهاز «آي فون». دياب الذي تأقلم سريعاً مع الأجواء المطيرة فاجأ جمهوره ايضاً بأغنية من ألبومه الجديد، لكنه كان هذه المرة أكثر حرصاً على عدم نسج حوار مع الجمهور، متأثراً بمشكلة «الطوبة» التي أُلقيت عليه في حفل سابق في دبي، واضطرته حينها لإصدار بيان صحافي للرد على ما أثير حولها. وواجه الإعلاميون في بداية الحفل مشكلة تتعلق بالدخول، لاسيما أن هناك اكثر من جهة تشارك في تنظيم الحفل، لكن الجهات المسؤولة عن التواصل مع الاعلاميين ذللت تلك الصعوبات بشكل حرفي أشاد به الإعلاميون أنفسهم.
|
رغم ذلك، فإن الإماراتية الشابة شمة حمدان، التي عرفها الجمهور عبر برنامج «محبوب العرب»، المعروف بـ«اراب ايدول»، في موسمه السابق، كانت الأكثر حظوة في ذلك اليوم، الذي يعد نقلة ودفعة نوعية لها في طريق النجومية، من خلال مشاركتها النجمين الجسمي ودياب، في مرحلة مبكرة جداً من مشوارها الفني، حيث أحسنت الإمساك بالفرصة، وقدمت عدداً من الأغاني في ظل جمهور طالبها دائماً بالمزيد، ولم يكن أداؤها مجرد فقرة فنية استهلالية للاستعداد لفقرتي النجمين، رغم أن إطلالة شمة سبقتها فقرة طويلة من بث أغان وموسيقى متنوعة عبر الـ«دي جي».
شائعات إلغاء الحفل أيضاً في ظل اشتداد زخات الأمطار لم تؤثر في حماسة جمهور انتظر إطلالة النجمين، رغم ان أعداداً غير قليلة قررت الانصراف بالفعل، في ظل الأمطار التي جاءت على غير المتوقع، وعدم وجود أي سواتر من الممكن ان يحتموا بها في معظم الأماكن.
وفي تمام العاشرة مساء أطل الفنان حسين الجسمي، مع اشتداد هطول الأمطار، ليقرر الجسمي الخروج عن المظلة التي يحتمي في ظلها هو وسائر أعضاء الفرقة الموسيقية إلى المساحة المكشوفة على خشبة المسرح، مصرحا «أنا معكم.. متضامن معكم تحت الأمطار».
وفي الوقت الذي كانت تأخذ فيه أغنيات الجسمي الجمهور إلى أجوائها الخاصة، كانت الرياح والأمطار، والطقس المتبدل تلح على الكثير أيضاً بضرورة الانصراف، وما بين إغواء الصوت الحسن الدافئ، وتلك الظروف الطبيعية التي وجد الجمهور نفسه متفاجئاً بها، قررت أعداد مغادرة الحفل، لكن رغم ذلك، ونظراً للكثافة الكبيرة للحضور بالأساس، بدا المكان كأن أحداً لم يغادر المسرح بالأساس.
الأجواء الشبابية، والحضور الأنثوي خصوصاً كان هو الأبرز، ورغم اختلاف ميول كل فنان من الفنانين الثلاثة المشاركين، خصوصاً الجسمي ودياب، وأن قطاعاً كبيراً من الجمهور أتى خصيصاً للاستمتاع بأغاني نجمه المفضل، إلا أن معظم حضور الحفل تابعوا بإنصات وانسجام وتفاعل مع أغاني الجسمي ودياب.
ونصح الفنان حسين جسمي في حديث ودي الشباب الحضور ممن يملكون موهبة الغناء، وملكة الصوت الحسن ان يقدموا في برنامج «اكس فاكتور»، الذي يعد أحد كوادره الرئيسين هذا العام، ويقدم على قناة سي بي سي المصرية، قبل ان يترك الجمهور في انتظار المطرب عمرو دياب.
دياب، الذي ربما يعد واحداً من اكثر الفنانين المصريين تفضيلاً للغناء في الأجواء المفتوحة في دبي، واجه هذه المرة تجربة جديدة تماماً في الغناء تحت الأمطار، حيث سبق لدياب أن قدم حفلات مختلفة في حديقة زعبيل، حديقة برج خليفة، فيستفال سيتي، وغيرها، لكنها جميعاً كانت في أجواء عادية. رغم ذلك لم يغير دياب عاداته في الحركة الزائدة، وقدرته على إثارة حماسة الجمهور، وتفاعله معه، بل إن الكثيرين اعتبروا تلك الأجواء بمثابة دعوة لمزيد من البهجة، والاستمتاع بصوت مطربهم المفضل في أجواء غير تقليدية، وأكثر رومانسية.
ويبدو أن عدداً غير قليل من الجمهور أيضاً فضل أن تكون بداية قدومه للحفل مع فقرة مطربه المفضل، وهو ما لوحظ سواء بالنسبة لبعض من جمهور دياب، الذي صعد إلى المسرح عند الـ12 من منتصف الليل، أو حتى بالنسبة للجسمي، رغم ان معظم الحضور قرر الاستمتاع بأغاني النجمين، ليمتد الحفل حتى الواحدة والنصف صباحاً تقريباً.