السينما القصيرة العالمية تتنافس في «الخليج السينمائي»

متعة بصرية خاطفة

صورة

أعلن مهرجان الخليج السينمائي، أمس، عن قائمة الأفلام الدولية القصيرة المشاركة في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة التي يقدمها المهرجان خلال فعالياته التي ستقام في «دبي فيستيفال سيتي» في الفترة من ‬11 إلى ‬17 أبريل الجاري، برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة).

وستتنافس الأفلام المشاركة والتي ستعرض جميعها مجاناً للجمهور على جوائز تصل قيمتها إلى ‬95 ألف درهم، حيث سيحصل أفضل فيلم دولي قصير على جائزة قدرها ‬30 ألف درهم، بينما تصل الجائزة الثانية إلى ‬25 ألف درهم، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم، وقدرها ‬25 ألف درهم، وجائزة أفضل مخرج وقيمتها ‬15 ألف درهم.

عرض للصحافيين

ينظم مهرجان الخليج السينمائي عرضا سينمائيا خاصا للصحافيين ووسائل الإعلام للأفلام المتنافسة في «المسابقة الرسمية الخليجية»، والتي تنقسم إلى فئتين، الأفلام الطويلة «الروائية والوثائقية» والأفلام القصيرة «الروائية والوثائقية». ومن الأفلام التي ستعرض «أصيل»، إخراج خالد الزدجالي (‬78 دقيقة)،

«برلين تلغرام»، إخراج ليلى البياتي (‬82 دقيقة)، «الصرخة»، إخراج خديجة السلامي (‬84 دقيقة)، «فتاة عرضة للخطأ»، إخراج كونراد كلارك ـ العرض الأول في الشرق الأوسط (‬104 دقائق).


رعاة برونزيون

أعلن «مهرجان الخليج السينمائي» قائمة الرعاة البرونزيين الذين سيقدّمون الدعم للمهرجان، في دورته السادسة، وهي المجموعة الأكبر حتى الآن. وتضمّ قائمة الرعاة البرونزيين المرموقين لهذا العام: مصنع الكريستال اليدوي «كريستال غاليري»، وشركة الإنتاج في دبي «فليكر شو للإنتاج»، ووكالة الإعلان العالمية الشهيرة «ليو بورنيت»، والجامعة متعددة التخصصات جامعة «مانيبال دبي»، وشركة الطباعة والنشر عالية الجودة والرائدة في دبي «مسار للطباعة والنشر»، حيث شارك العديد منها في رعاية المهرجان في السنوات الماضية.

قالت المدير التنفيذي للتسويق والفعاليات في المهرجان مهسا معتمدي، «يعد مهرجان الخليج السينمائي حدثاً إقليمياً مهماً، إذ يسعى باستمرار من خلال كلّ دورة إلى تقديم الأفضل، عبر برامج متميزة لزوار المهرجان، سواء العاملين في مجال صناعة السينما، أو عشاق السينما، على حدّ سواء، معتمدين في ذلك على علاقتنا مع شركائنا المميزين. يضطلع كلّ رعاتنا البرونزيين بدور استراتيجي مهم في مسيرة المهرجان، إذ قدّموا لنا الدعم من خلال خبراتهم في مجالات عدّة، وعبر سنوات مضت، وذك التزاماً بمسؤوليتهم الاجتماعية، وبقيمة المهرجان نحو تعزيز القطاع الثقافي في مدينة دبي خصوصا، والمنطقة عموما».

يُذكر أن كل الرعاة البرونزيين يقدّمون دعماً قيماً للمهرجان، إذ يقدّم «كريستال غاليري»؛ الرائد في تصنيع وتسويق وتجارة منتجات الكريستال اليدوية الرائعة في الإمارات، الجوائزَ التي ستُمنح خلال المهرجان، في حين ستوثّق الشركة المتخصصة بالإنتاج الصوتي والمرئي والتصوير «فليكر شو للإنتاج»، جميع أنشطة المهرجان، بدءاً من حفل الافتتاح، والمرور على السجادة الحمراء، إلى ورش العمل، وجلسات لجان التحكيم، وحفل الختام، بوصفها شريك التغطية الرسمي.

وتقوم شركة «ليو بورنيت»؛ الوكالة الإبداعية في مجال الإعلان، بإطلاق الحملة الإعلانية المتميزة لهذا العام، إذ تُعدّ الحملة الإعلانية للمهرجان من أهمّ الخطوات الأساسية لإبراز أسماء المشاركيين. وخلال فترة انعقاد المهرجان، ستسهم «مانيبال» أيضاً في الإعلان عن الحدث، حيث تدرّب فريقاً من الطلاب على المعايير المهنية في الصحافة، لتغطية نشاطات المهرجان. ولم يغفل المهرجان أهمية التواصل مع الجمهور طوال مدة انعقاده، ومن أجل ذلك، ستقوم «مسار للطباعة والنشر»؛ الشركة التي حرصت على مواصلة رعايتها كشريك استراتيجي للمهرجان، بطباعة ونشر الدليل والبرامج والنشرات الإعلامية الصحافية اليومية الخاصة بالمهرجان.

وقال مستشار مهرجان الخليج السينمائي صلاح سرميني، إن «الفيلم القصير نمط إبداعي قائم بذاته، له عالمه وأدواته وأساليبه، وليست الأفلام التي تشارك في المسابقة الدولية لهذا العام إلا فرصة للجمهور للاطلاع على أحدث تلك الأساليب التي تعبّر عن أفكار وعوالم في مساحة زمنية قصيرة، خصوصا أنها اختيرت بحرص كبير على القيمة الإبداعية لكل فيلم، ومن بين مجموعة كبيرة جداً من الأفلام التي تقدمت إلى هذه المسابقة من حول العالم».

«صانع النعش»

من ألمانيا يشارك هذا العام المخرج إلمار إمانوف بفيلم «تحوّل صانع النعش» الذي حصد جائزة «أوسكار» الطلبة عام ‬2012 والذي تدور أحداثه حول يعقوب الذي يعيش مع ابنه موسى المصاب بإعاقة ذهنيّة في أذربيجان، هو الذي لا يصبر عليه كثيراً، إلى أن يصله من الطبيب خبر مرعب يؤدي إلى إحداث تغيير مفاجئ.

وفي إنتاج ثلاثي كرواتي بلغاري ألماني يشارك كل من إيفان باغدانوف، وموريتز مايرهوفير، وأسباروه بيتروف، وفيلجكو بوبوفيك، وروسيتسا راليفا، وديمتري ياغودين في إخراج فيلم «أب»، وتقديم قصص مبنية على تجارب مجموعة من الشباب، وذلك من خلال خلق حوار وهميّ لم يحدث بين طفل وأب. وكان فيلم «أب» قد فاز بعدد من الجوائز العالمية مثل جائزة الحمامة الذهبية من «مهرجان لايبزغ الدولي للأفلام الوثائقية وأفلام التحريك».

ويشارك المخرج الفرنسي توماس ريو بفيلم «هسو جي خلف الشاشة»، الذي يتناول قصة هسو جي الطفلة الوحيدة البالغة السادسة من عمرها، والتي تتحايل على الملل بمشاهدة فيلم تهريجيّ، لينتهي الأمر بخروج أبطال هذا الفيلم إلى العالم الحقيقي، وهم لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع هسو جي، ولكنهم أيضاً لا يملكون بطاقات إقامة في فرنسا.

ويقدم المخرج التونسي مهدي برصاوي فيلم «بوبي»، الذي يروي قصة فارس الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره وذهابه لأول مرة بمفرده إلى المدرسة، ليعترض سبيله كلب متشرد، فتنشأ صداقة بينهما ويسميه «بوبي»، بعدئذٍ سيقرر فارس أخذ «بوبي» إلى بيته.

«عظام مهجورة»

ومن أميركا الجنوبية ومن فنزويلا تحديداً يشارك كل من مارتين ديوس وجوان شابا وعمر زمبرانو بفيلم «السجين» الذي شارك في «مهرجان كليرمون فيران» أكبر مهرجانات الفيلم القصير في العالم. وفي الفيلم تلعب مجموعة من فتية الكشافة لعبة استراتيجيّة في الجبال، وفجأة يقرّر اثنان من الفريق الأصفر أن يسجنا أحد أعضاء الفريق الأحمر.

ويطل على المهرجان صانع الأفلام والفنان الهولندي روستو المرتبط بمهرجان «كليرمون فيران» أيضاً من خلال فيلمه «عظام مهجورة»، وهو فيلم يتمركز حول خلق الحلم وتقديم التضحية، وعلى إيقاع كهذا عبارات شعرية: انهمري أيتها الأرواح ولتتغمدك الأرض المتعفنة، قليلاً مما يعلمون سيقومون بتحقيقه اليوم.

في فيلم «آنا» للمخرجة المولدوفية نتاليا ستوفيرت الذي شارك في مسابقة «كليرمون فيران»، تدور الأحداث حول آنا التي تعيش وحيدة في القرية، حين يحاول صبيان مخموران سرقة إحدى أغنامها، تمنعهما وتتصدى لهما، إلا أنّ أحدهما يعتدي عليها، وليمضي الفيلم بعد ذلك يتتبع العواقب التي تترتب على رد فعل الصبيّ وأسرته.

أيضاً يأتي الفيلم اليوناني «مخرج ك‬1» لمخرجه جانيس رافيليد ولتتبع شارة على طريق تقود إلى ضواحي أثينا، ولها أن تمضي بالسائقين من الطريق السريع إلى التضاريس الوعرة، حيث يقطن المهاجرون على حواف المناطق الحضرية العصرية، إنه فيلم يرصد اليونان من خلال «مواطنيها» المؤقتين.

بينما يقدم المخرج الإيطالي أندريا لانيتا فيلماً بعنوان «الله أكبر» حيث يتعقب خطى المهندس الدنماركيّ فرانك أسماس، الذي يلتقي سائق التاكسي سالم، وذلك أثناء توجّهه من إحدى القرى الهنديّة النائية إلى نيروبي، كلاهما قادمان من عوالم ثقافيّة مختلفة، ورحلتهما معاً ستقودهما إلى التشاجر.

وفي استعادة للحرب العراقية الإيرانية يقدم المخرج الإيراني بابك أميني من خلال فيلمه «ليست الأرض لأحد» قصة فتاة ألمانية ضلّت طريقها أثناء محاولتها زيارة بغداد إبّان الحرب الإيرانية العراقية، وذلك بغرض رؤية خطيبها الذي يخدم جندياً في صفوف «الناتو»، إلى أن عثرت عليها عائلة كردية تعيش على الحدود العراقية الإيرانية.

«ظلّ الرمادي»

يتناول فيلم «ظلّ الرمادي» لمخرجه هيرفي ديميرس، حياة هادئة في مزرعة عائلية، إنه يوم شتوي بارد وصافٍ، بينما نعومي ذات السنوات التسع على وشك أن تترك عالم الطفولة وراءها. بينما يروي فيلم «حالة مؤقتة» لدييغو مودينو حياة أليسا التي تعيش مع جدتها في طاحونة يسودها الدفء والراحة، وتحلم بأن تصبح راقصة بالية، وهي بانتظار اللحظة المناسبة لتحقيق حلمها، لكنها سرعان ما تدرك أنّ العالم الخارجيّ ليس بتلك المثاليّة التي تصوّرتها.

وفي سياق موضوع مشابه فإن فيلم «فوغا» لخوان أنطونيو اسبيغاريس يسلط الضوء على قصة سارة التي وصلت لتوّها إلى معهد سانت سيسيليا الموسيقيّ، لتكتشف أنّ هناك أساليب مختلفة لتفسير الواقع. وفي فيلم «نكرة» يبدع المخرج مارك فوشارد في التلاعب بعوامل الجوانب العقلانية والجنونية وما بينهما من عوالم، حيث يتابع الجمهور في الفيلم فرانسوا، الذي لم يكن إلا نكرة كما هي حال الكثيرين ممن يمتهنون العمل، وزملاؤه لا يعيرونه أدنى اهتمام ورئيسه متعالٍ، وعليه فإن سيفقد اتصاله تدريجياً مع الواقع، وينفصل عنه نحو عالمٍ ليس البشر فيه سوى أشياء.

«الحبلة»

من لبنان تقدم الممثلة والمغنية والمخرجة هبة طواجي فيلم «الحبلة» الذي يروي قصة المعلم يوسف الذي يعثر على حبل متدلٍ بشكل غريب أمام دكانه في بيروت، كما لو أنه نازل من السماء، وهكذا يبدأ الناس بالتوافد إلى دكانه بعد أن كان يعاني الفقر جراء قلة زبائنه، وتصبح هذه الظاهرة مصدر اهتمام السلطات الروحية والبلدية، وصولاً إلى وسائل الإعلام التي تستغلها في سياقات سياسية واجتماعية مختلفة، لكن المعلم يوسف الذي يجد نفسه حديث وسائل الإعلام يصبح مهملاً من عائلته التي لم تعد تهتم إلا بالشهرة والمال، وتنقلب السعادة التي سببها الحبل إلى تعاسة.

تويتر