بلاكويل: أعمالي تعكس حالة الهشاشة في حياتنا. من المصدر

فنانة بريطانية تجسد معالم أبوظبي العمرانية بنمــــاذج ورقية

تزور أبوظبي الفنانة البريطانية سو بلاكويل، ضمن برنامج «الفنان المقيم» في الفترة ما بين ‬28 الجاري إلى ‬11 مايو المقبل. وتشتهر بلاكويل بأسلوبها الفني المميز واهتمامها بكل التفاصيل الدقيقة، فضلاً عن أسلوب العرض الذي يقوم على احتواء العمل الفني ضمن إطار زجاجي شفاف، وتنطلق فعاليات برنامج «الفنان المقيم»، الذي ينظمه فندق «فيرمونت باب البحر» بورشة عمل فنية ميدانية ستقام في بهو الفندق، وتقوم خلالها الفنانة بلاكويل على إعادة بناء وتجسيد أشهر المعالم العمرانية في العاصمة الإماراتية، وهي جامع الشيخ زايد الكبير، عبر تصميم نموذج ورقي فني متكامل له.

وتفتح الفعالية أبوابها أمام الجمهور والزوار والنزلاء الذين بإمكانهم متابعة جميع مراحل العمل المختلفة الخاصة بإعادة تجسيد الجامع، التي ستجري في أستوديو أعد خصيصاً لهذا العمل في بهو الفندق، إذ ستعمل بلاكويل من موقع يطل على مشهد جامع الشيخ زايد الكبير الحقيقي، الذي يمتاز بتصميمه الفريد عالمياً، وفنون العمارة المغولية والمغربية، فضلاً عن التأثر الكبير والمباشر بأسلوب تصميم جامع بادشاهي في مدينة لاهور بالباكستان، ومسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. ومن الجدير بالذكر أن العديد من الحرفيين المهرة، القادمين من إيطاليا وألمانيا وماليزيا والباكستان والمملكة المتحدة وغيرها من الدول، قد ساهموا في إنجاز هذه التحفة الثقافية والروحية، والتي ستعمل الفنانة بلاكويل على إعادة تجسيدها من خلال المتابعة التصويرية، وقطع الرسوم التوضيحية، واستعمال مختلف أنواع الورق للخروج بمجسم حجمه ‬50 في ‬75 سنتيمتراً.

وتقوم أعمال الفنانة بلاكويل باستكشاف العادات الشعبية والطقوس الروحية والثقافات المتنوعة للشعوب من خلال التعامل مع أحد أقدم الوسائل المعروفة وأكثرها تبجيلاً - ألا وهو الورق، إضافة إلى براعتها في التعامل مع المنسوجات وغيرها من المواد.

بعد تخرجها من الكلية الملكية للفنون في لندن، تمّ عرض مجسماتها الورقية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ يقع الأستوديو الدائم الخاص بها، وخارجها من خلال القيام بحملات ترويجية متنوعة، بما فيها بناء مجسم لدعم حملة السفر مسافات قصيرة مع الخطوط الجوية البريطانية، وبناء مجسم على شكل كتاب حكايات الشتاء في أرض العجائب. وتجد الفنانة بلاكويل الإلهام من «عالم الحكايات الخيالية والشعبية»، وتقول «استخدم الورق من أجل التواصل منذ اختراعه، وأنا أستعين بهذه المادة الرقيقة والمتوافرة لصياغة وتجسيد مجسمات مرهفة تعكس حالة عدم الاستقرار التي نعيشها في هذا العالم، ومدى هشاشة حياتنا وأحلامنا وطموحاتنا».

الأكثر مشاركة