بريطاني يبيع كاشفات ألغام مزيفة للعراق
كشفت السلطات البريطانية أن رجل الأعمال البريطاني، جيمس ماكورميك، صنع وباع أجهزة مزيفة لكشف الألغام، إلى دول عدة تعاني الحروب، حيث يقتل مئات من الأشخاص نتيجة انفجار الألغام، لكن بدلاً من كاشفات الألغام، كان رجل الأعمال يبيع أجهزة للكشف عن كرات الغولف بمبالغ تراوح بين 20 و40 ألف دولار للقطعة الواحدة.
وحقق هذا الرجل معظم أرباحه من الحرب العبثية في العراق، وقام ماكورميك، البالغ من العمر 57 عاماً، وهو شرطي متقاعد، ببيع هذه الأجهزة على أنها كاشفات ألغام إلى الحكومة العراقية على مدى سنوات عدة، وحقق مبالغ قدرها 75 مليون دولار. وادعى ماكورميك أن هذه الآلات التي يصنعها يمكنها أن «تكشف كل شيء بدءاً من المتفجرات حتى الفيلة»، بما فيها المخدرات أيضاً، ومختلف أنواع السوائل، والأحجار الكريمة، والعاج، والأشخاص المخفيون. وأكد أنها يمكن أن تعمل عبر الجدران، وتحت الماء، وتحت الارض.
وفي واقع الأمر فإن هذه الأجهزة التي من المفروض أن تحمي البشر من المتفجرات كانت عديمة الفائدة، وكان الهوائي المثبت عليها، المفروض أن يستشعر المواد، غير موصول بأي شيء، إضافة إلى عدم وجود مصادر للطاقة تزودها. ولم يجد العلماء، الذين فحصوا جميع النماذج التي يصنعها، أي شيء يبرر الادعاءات الصادرة عن ماكورميك حول قدرات أجهزته التي يروجها في العالم أجمع.
وكانت دول مثل باكستان، ولبنان، والمكسيك، وتايلاند، التي عانت العنف السياسي والجنائي، من بين أهم زبائن ماكورميك. وثمة مزاعم تفيد بأن العراق كان السوق الوحيدة التي استخدمت الرشى لعقد الصفقات معه. ولايزال العميد جيهاد الجابري، مدير إدارة مكافحة المتفجرات في وزارة الداخلية العراقية، يقبع في السجن حتى الآن بتهم الرشى. وقال في دفاعه عن كاشفات الألغام «لا أكترث لما يقوله الآخرون، فأنا أعرف عن المتفجرات أكثر من الأميركيين، وفي الحقيقة أنا أعرف عن المتفجرات أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم».
وحذر مدير التحقيق في شرطة مدينة افون نيجل روك، الذي قام بالتحقيق الناجح، وأدى الى كشف حقيقة هذه الأجهزة، من أن مثل هذه الأجهزة لاتزال تستخدم في عدد من البلاد لكشف الألغام.
ويمتلك ماكورميك منزلاً قيمته 3.5 ملايين جنيه إسترليني في سيركس باث، حيث كان جاراً للممثل نيكولاس كيج، ويختاً بقيمة 600 ألف جنيه، ومنزلاً ريفياً بقيمة مليوني جنيه. ووضعت الحكومة يدها على ممتلكات لماكورميك قيمتها سبعة ملايين جنيه إسترليني، في حين أن البحث جارٍ عن الممتلكات الأخرى.