86 عملاً في مزاد «أيام غاليري» في دورته الـ 15
المقتنون الصغار يشترون أعمال الرواد
يواصل أيام غاليري إقامة المزادات للمقتنين الشباب، مقدماً مزاده الـ15، الذي يضم 86 عملاً فنياً من الشرق الأوسط. وتحمل المجموعة المطروحة للمزاد الذي سيقام في 30 أبريل، أعمالاً لرواد الحركة الفنية في الدول العربية أمثال فاتح مدرس، وأسعد عربي، وسامية حلبي، الى جانب مجموعة من الأعمال الإيرانية التي تحتل مكانة مهمة في السوق الفنية المحلية. بالإضافة الى الأعمال التشكيلية، يضم المزاد مجموعة من الأعمال التركيبية والتصويرية، وكذلك النحتية الى جانب الفيديو آرت، ليجمع من خلال المزاد كل الأنماط الفنية التي يبحث عنها المقتنون.
رواد
عوائد خيرية يضم المزاد إلى جانب الأعمال ال 86 التي ستطرح في المزاد، 32 عملا سيطرحون في المزاد لأهداف خيرية، حيث ستذهب عوائد بيع الأعمال إلى جمعية «فٌّفْم». وتضم الأعمال الفنية، عملا للفنان الاماراتي عبد القادر الريس، الذي بيعت له في أكثر من مزاد أعمال لأهداف خيرية، ووائل درويش، وحسين محجوبي، وفريدة لاشاي. وبالاضافة إلى اللوحات تدخل هذه الفئة مجموعة من المنحوتات للمصري أحمد عسقلاني، والايراني ريزا لافساني، إلى جانب الاعمال التصويرية ومنهم مروى عادل، ونيكول فاريداني. |
ثلاث لوحات للفنان السوري فاتح مدرس تنتمي الى أوقات متباينة، اثنتان منهما تعودان لعام 1974، وهما «معلولة»، و«ابتسم كي يمر الحصان»، بينما الثالثة تعود لعام 1987. وتحمل اللوحات الأنماط الفنية التي عمل عليها الفنان في مسيرته وهي الوجوه المختزلة الملامح، إلى جانب الأبنية التي يصور من خلالها معلولة بالألوان الترابية والأبيض عدا الألوان الطبيعية الخضراء والزرقاء التي استخدمها في لوحة أخرى.
بينما في المقابل تحضر لوحتان للفنانة سامية حلبي ضمن أعمال الرواد، إحداها تحمل عنوان «الزهري يطير على الزهري»، حيث تقوم من خلال التجريد بعرض الطبيعة بدرجات الزهري عبر ضربات متقاطعة أو متطايرة فوق بعضها بعضاً، بينما تعمل في عملها «الليل المفزع» على تجسيد الظلام والأضواء من خلال التعاكس بين ألوان النور والظلمة. من الجهة الأخرى تحضر أعمال أسعد عربي، ومنها العمل الذي يوجد فيه ثلاثة رجال يعزفون على آلات موسيقية، بينما العازف الذي يجلس في الوسط، مقلوب القامة، ويعود هذا العمل إلى عام 1990، ويقدم من خلاله عربي نظرته إلى العالم، والتناقضات التي تحكم الحياة والعيش، وكيف يمكن أن يواجه المرء هذه التناقضات.
الوجوه حاضرة بامتياز ضمن الأعمال، بدءاً مع أسماء فيومي، التي تطرح من خلال عملها مفهوم التغيير في المجتمع وحقوق المرأة في تبديل القوانين التي تفرض عليها من العالم الخارجي، بينما يضع الفنان السوري، غسان السباعي، الوجوه من خلال التركيب الذي يختزل بعض الملامح ضمن تكوين متداخل وموزع على أطراف اللوحة. أما وجوه السوري صفوان داحول عبر اللوحتين الحديثتين (2013)، فأتت بالأبيض والأسود، حيث اعتمد الفنان على ابرازها مع أجنحة الملائكة، بينما أوجد العلاقة بين الكائنات البشرية والأماكن من خلال رسمه لشوارع سورية. الى جانب اللوحات التشكيلية تضم الأعمال العربية بعض الأعمال الفنية الأقرب لأعمال الديكور، ومنها عمل نديم كريم، المصنوع من الستانلس ستيل، والذي يصور فيها «فتاة الاحلام»، و«صبي الأحلام».
فن عربي
لا تتوقف الأعمال العربية عند أسماء الرواد، فيضم المزاد مجموعة من الأعمال للفنانين الذين حققوا مكانة في عالم التشكيل من خلال تجاربهم المميزة، ومنها اللبنانية ايما حركة، وثائر هلال، واللبناني وليد المصري من خلال أعماله التي يرصد من خلالها الكراسي. إلى جانب الأعمال الخطية والحروفية مع الفنان التونسي نجا المهداوي، وكذلك التونسي محمد بن سليمان، الذي لا يتبع المدارس الكلاسيكية في الحروف بخلاف لوحات المهداوي الكلاسيكية في الحرف والمعاصرة في الشكل والتركيب. اما التصوير في الأعمال العربية، فكان مأخوذاً من واقع الحياة، مركزاً على بعض الهموم اليومية، كعمل السعودي عبدالناصر غارم، وعنوان «الرجال في العمل»، بينما هم في حالة حرب يحملون الأسلحة ويقاتلون، وكذلك عمل الفنان السوري جابر العظمة، الذي يرصد فيه الدماء المراقة في سورية بالأحمر والأسود. الأعمال العراقية لها منحى مختلف يميزها عن أعمال بقية الدول العربية، فقد انعكست الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها فنانوه على أعمالهم، فالفن لا يمكن أن يخرج عن بيئته، لذا نجد بعض أعمالهم تحمل مفهوم الانتظار أو الألم، كعمل صادق الفراجي، الذي يصور فيها وجهين متقابلين في حالة ترقب وانتظار، بينما يقدم العراقي أنس الالوسي، من خلال منحوتته البرونزية «الكرسي»، مفهومه للكرسي ومن يجلس عليه، وكيف تتحول الكرسي في الاسفل الى قدمين ومن الاعلى تحمل رأساً بشرياً، في اشارة واضحة على ما يحدث في العالم العربي من ثورات تواجه أصحاب الحكم. هذه المشاهد السياسية لم تتوقف عند فناني العراق، فقد قدم الفنان السوري تمام عزام عملاً يرصد الدمار عبر الأبنية التي تحمل آثار الحرائق والتي عمد فيها الى حرق الكانفاس. بينما من جهته أبرز الفلسطيني أسامة دياب، موقفه من الأمور السياسية من خلال عمله الذي يكرس فيه الألوان لطرح مشاعر الكره والحب التي تسيطر على المجتمع من جراء الصراعات التي يدفع ثمنها البشر.
أعمال إيرانية
الأعمال الإيرانية بات لها سوقها الرائج في المنطقة، وذلك بفعل عوامل عدة أبرزها التقارب الحدودي الذي يسهل عملية التبادل الفني. ويقدم مزاد «أيام» غاليري مجموعة من الأعمال الإيرانية التي تتميز بكونها تتخطى اللون لتصل إلى الفيديو الذي وجد بطريقة مميزة، أولاً مع عمل قدرة الله أغلي، الذي عمل على تضمين عمله النحتي فيديو يُرى من خلال «الستانلس الستيل» عبر انعكاسه على الشاشة. بينما كان الفيديو الآخر عبر لوحتين توحيان بالهدوء والسكون وخلفهما الفيديو الذي يبرز مجازر وأموات، للفنان الإيراني سلمان ماتينافار، من ابرز الأعمال التصويرية في الفكرة والتنفيذ. كما برزت بعض الاعمال التركيبية المصنوعة من الخشب والمرايا، للإيراني مهدي نبافي.
الأعمال الإيرانية تتشعب في الطرح الذي تقدمه، ويشمل المزاد بعض الاعمال التصويرية، كالعمل الذي حمل عنوان «خذ راحة»، الذي يصور امرأة عبر اقسام أربعة، بينما الزجاج الذي يوضع ضمن اطار الصورة مكسور من مختلف الزوايا. هذا التكسير في الزجاج يميز مختلف أعمال المصورة التي وضعت في المعرض، والتي من خلالها توصل الفنانة رسالة حول امكانية ترميم ما يكسر، والجمع بين الجمال والتشويه. بينما في الأخير تبقى للأعمال النحتية أو التركيبية حصتها ضمن الاعمال الإيرانية، أبرزها عمل أوميد حلاج، الذي شكله الفنان من مادة «الفيبرغلاس»، ليعبر من خلاله عن الأحلام الطفولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news