نهيان بن مبارك: الإمارات تولي اللغة العربية أولوية قصوى

نهيان بن مبارك يلقي كلمة في افتتاح المؤتمر . تصوير: أسامة أبوغانم

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الإمارات أصبحت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، دولة ناهضة ومتقدمة تمثل مشعلاً للحضارة ومنارة للمعرفة، ورمزاً حياً للتواصل مع الجميع في إطار يحفظ الهوية ويعتز باللغة العربية، ويتمسك بكل ما هو عربي وإسلامي أصيل.

وقال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الثاني للغة العربية الذي تستضيفه الإمارات تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اللغة العربية بالذات أولوية قصوى: لدينا ولله الحمد سياسات واضحة ونافذة في هذا المجال تقوم على أسس متينة تستمد منابعها من ديننا الإسلامي الحنيف، من تراث الدولة وتاريخها، من دستور الدولة وتشريعاتها، من واقعنا الاجتماعي والاقتصادي، من علاقاتنا الممتدة والمتنامية مع بلدان العالم كافة، من التطور الهائل الذي يشهده نظام التعليم بالدولة وحرصه على تنمية الاستخدام الصحيح والأمثل للغة العربية، وفوق ذلك كله يأتي اهتمامنا الكبير باللغة العربية من الرؤية الثاقبة لقادة الوطن في أن هذه اللغة ترتبط بحياتنا ارتباط الهواء الذي نتنفسه، وأن واجبنا ومسؤوليتنا التمكين لها في بلادنا وبشكل كامل، بل وإعطاؤها حقها الطبيعي التاريخي والاجتماعي والثقافي والتعليمي. ومما جاء في الكلمة: «إننا أيها الإخوة نتطلع إلى أن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً ناجحاً يعكس أهمية ما تسعون إلى تحقيقه من أهداف وغايات، بل وما سيصدر عنكم من وثائق وقرارات مهمة تعمق من قدراتنا في جعل اللغة العربية وثيقة الصلة بمسيرة الأمة وتطورها الصاعد في الحاضر والمستقبل، اللغة العربية أيها الإخوة والأخوات قبل كل شيء وبعد كل شيء هي لغة القرآن الكريم، اللغة العربية هي آداب وتقاليد وطرق تفكير ووسائل تواصل، اللغة العربية هي التعبير الحقيقي عن الوجدان الوطني والقومي، إنها دائماً الحامية له ضد الذوبان والانصهار، اللغة العربية لها سحرها وجلالها وقوتها الهائلة في تعزيز مسيرة المجتمع، بل وفي تشكيل مستقبل الأمة كلها، إنها مع كل ذلك وسيلة مهمة لتنمية الذوق وإرهاف الحس ودعم قيم الخير والحق والجمال، صحيح أن اللغة العربية مستخدمة على نحو واسع ولكن ربما بدرجة قد تقل عن طموحات الغيورين عليها والمحبين لها، ولعل هذا هو الدافع للقول بأنها فعلاً قد تكون في خطر. الخطر هنا لا يمس تاريخها ومجدها التليد كلغة حية وقوية لديها كل مقومات الحياة والتطور، الخطر لا يمس اللغة العربية كلغة للعلم والبحث والترجمة والتأليف، لكن الخطر ـ كما أراه ـ يكمن في إبعادها عن مواقعها الطبيعية في المدارس والمكاتب والإدارات والمصارف والمصانع ووسائل الإعلام، وكل ما له علاقة بالعلوم والتقنيات الحديثة. الخطر كل الخطر في إهمال التحدث بها في حياتنا اليومية بل وفي عدم الالتفات إلى أن تكون هي البداية والأساس في إعداد مواطن عربي يكون ثنائي اللغة بحق.

الخطر كل الخطر في القصور الناجم عن عدم استخدام اللغة العربية في مجالات العلوم الحديثة وما يرتبط بذلك من انخفاض حركة التأليف والنشر باللغة العربية، وفي انخفاض حركة الترجمة إليها من المؤلفات الأجنبية، بل وكذلك في عدم إقبال أفراد المجتمع على القراءة بها بشكل كاف. الخطر في غيابها عن سوق العمل والتوظف، الخطر في لافتات المحال وأسماء الفنادق والأطعمة والملابس وغيرها من المستلزمات، والأدهى من ذلك كتابة العربية أحياناً بالحروف اللاتينية. الخطر أيضاً في تنشئة الأجيال الجديدة على التمرس باللغات الأجنبية وإهمالهم اللغة القومية، وفي عدم وعيهم الكامل بمكانة اللغة العربية في حياتهم وفي حياة أوطانهم، بل ومكانتها كذلك بين اللغات الرئيسة في العالم. الخطر في ما تمثله ظاهرة العولمة من تهديد للغة العربية وتأثرها باللغات الأجنبية وبالذات ما نشهده الآن من آثار سلبية لوسائل الاتصال والتواصل المجتمعية الحديثة. الخطر كل الخطر في عدم الالتفات إلى نتائج البحوث والدراسات التي تهتم بمكانة اللغة الأم في تطور الفرد وتقدم الجماعة، الخطر في استمرارية الاعتماد على مناهج وطرق تدريس غير فعالة للغة العربية».

تويتر