داوود حسين: دبي قدمت بديلاً مهماً بمواقع تصوير بكر تضاهي مثيلاتها في لندن ونيويورك. تصوير: باتريك كاستيلو

داوود حسين: لا تصدقـــوا «الكاميرا الخفية»

رغم أنه ليس الفنان الخليجي الأشهر أو الأكثر عطاء بالقطع بوجود فنانين قادوا الحركة الفنية سواء في التلفزيون أو المسرح، إلا أنه ليس ثمة خلاف بأن شهرة الفنان الكويتي داوود حسين قد تجاوزت محيطه الخليجي، إلى نطاق عربي أوسع، حتى قبل تجربته الشهيرة مع الفنان المصري محمد هنيدي في فيلم «عندليب الدقي» الذي صور قبل نحو خمس سنوات في دبي، وهو أمر ربما تكون قد رسخته كوميديته الساخرة في العديد من الأعمال التي انتشرت بشكل خاص في الفضائيات الكويتية، أبرزها «فنون» و«الوطن».

الجانب الآخر المسرحي لدى حسين يقود أيضاً إلى مشاركة نشطة في الحركة المسرحية، عبر أعمال ثنائية وصل فيها إلى الخشبة عبر ثنائيات مع الفنانة هيا الشعيبي وانتصار الشراح وغيرهما، لكن حسين يبقى غير راض عن واقع المسرح الخليجي خصوصاً، في الوقت الذي بات يتحفظ كثيراً على مستوى الأعمال الدرامية المقدمة.

أزمة نص

«استوديو كبير»

وصف الفنان الكويتي داوود حسين دبي من حيث ثراء وتنوع مواقع التصوير التلفزيوني والسينمائي المحتملة فيها بما يشبه «استوديو كبير»، مضيفاً «أينما توجهت في دبي فإنك لا تعدم أن يصادفك موقع لم تصل إليه كاميرات التصوير بعد، يصلح لأن يستضيف بعض مشاهد عمل قد لايزال حتى في مخيلة كاتبه».

ورأى صاحب «باي باي لندن»، أن دبي تقدم في هذا الإطار حلولاً نموذجية للدراما العربية والخليجية في ظل استهلاك الكثير من مواقع التصوير التقليدية، خصوصاً في الكويت ومصر، مضيفاً «المتتبع لحركة المنتمين إلى الوسط التمثيلي وارتباطهم بأعمال يتم تصويرها سواء للتلفزيون أو السينما، سيجد أن دبي أضحت محطة حاضرة بقوة كجهة مرشحة لاستضافة مراحل ما من التصوير، وبدرجة إجادة وإبهار تضاهي تلك التي يتم تقصد وجهات سفر عريقة مثل نيويورك ولندن لإتمامها».

لم نعد ضيوف شرف

حول تكرار تجربته في السينما المصرية ممثلة بفيلم «عندليب الدقي» الذي تم تصويره في دبي أيضاً، ولعب بطولته محمد هنيدي، فضلاً عن تجربة أخرى له أقل أهمية مع الفنان المصري أشرف عبدالباقي، أكد الفنان الكويتي داوود حسين أنه بات يشترط بشكل أكبر نوعية الدور الذي يرشح له في هذا الإطار، مضيفاً «تجاوزت مرحلة تعريف المشاهد العربي بإطلالتي، وبت أكثر وعياً لأهمية أن يتم ذلك بشكل أكثر عمقاً من دبلوماسية عبارة (ضيوف الشرف من الدراما الخليجية)» .

حسين كشف في حوار لـ«الإمارات اليوم» أن الموسم الرمضاني المقبل سيشهد غياباً تاماً له عن المشاركة في أية أعمال تلفزيونية، معللاًذلك بأنه اضطر خلال المرحلة السابقة لإيلاء مزيد من العناية بالأسرة، خصوصاً أبناءه، مضيفاً «رغم أنه يعني لي الكثير، فإن الفن وحده ليس هو كل شيء في حياة الفنان، الإطار الاجتماعي، خصوصاً الأبناء يتم ظلمهم كثيراً في ظل زحمة الحياة، والتفاصيل الكثيرة في حياة الإنسان، وبالنسبة لي فإن وصول الأبناء إلى مرحلة الدراسة الجامعية يعني جرس إنذار لمحاولة أخيرة لتعويض التقصير الأبوي».

لكن صاحب «باي باي لندن»، و«فرحة أمه»، و«فرسان المنتخب» وغيرها من الأعمال التي تنبئ حتى من عناوينها بمحتواها الساخر، لم يخف أن أزمته الحقيقية ليست بعيدة عن الأزمة العامة التي تعيشها الساحة الفنية، وهي ندرة النصوص الدرامية الجيدة، مضيفاً «رحلة البحث عن نص جيد أضحت شديدة الصعوبة، ونادراً حتى ما تصل إلى نهاية سعيدة، على شاكلة النهايات التقليدية في الدراما السينمائية العربية، فربما تسعى عاماً كاملاً من أجل نص يرضي طموحك فنياً دون أن توفق في النهاية، وهذا ما حدث معي هذا العام».

تواطؤ وخدع

الفنان الكويتي الذي يغيب دائماً عن واحدة من أبرز أشكال البرامج شهرة في الفضائيات العربية وهي برامج الكاميرا الخفية التي ارتبط بثها بالدورات البرامجية الخاصة بشهر رمضان، كشف أن معظم تلك البرامج في صيغتها العربية تتم بالتواطؤ بين أسرتها والضيوف، خصوصاً حينما يكونون من الوسط الفني، وهو أمر متعارف عليه، ومنتشر بشكل مرضي في كواليس تلك الصناعة، لدرجة تتحول معها تلك البرامج إلى ما يشبه الدراما والتمثيل لسيناريو موضوع مسبقاً، لذلك أنا أترفع دائماً عن الاشتراك فيها، وأحذر المشاهد من أن تنطلي عليه تلك المقالب المصنوعة والمدبرة».

وشدد حسين على أن هناك فارقاً كبيراً بين صناعة برامج منوعات كوميدية، وبين الاستخفاف بالمشاهد وخداعه، مضيفاً أن «الضحك لا يمكن أن يكون غرضاً مستقلاً في حد ذاته في تلك البرامج التي أثبتت قدرتها على الاستمرار حتى في أجزاء عديدة، في الوقت الذي ظن البعض أنها بمثابة ظاهرة لن تلبث أن تخفت، لاسيما أنها تقترب من خلال السخرية الدالة من الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها، مما تجد فيه الدراما التقليدية صعوبة وحرجاً في معالجتها».

تقليد ومبالغة

حسين نفى أن يكون هناك تعمد على أن يعمق من شهرته كفنان على حساب أعمال فنية حملت اسمه بشكل متكرر منها «داووديات»، «داوود شو»، «قريقعان داوود»، مضيفاً «هذه الأسماء تطلق في الغالب بناء على توافق من أجل مصلحة العمل الفني نفسه، حيث يرى المخرج أو الكاتب أن هذه المسميات تخدم الأغراض الإنتاجية والتسويقية للعمل، وهذا أمر معروف في هذا الإطار، ليس على المستوى الخليجي أو العربي فقط، بل عالمياً أيضاً».

وحول لجوئـه إلى تقليد بعض المشاهير، في منوعاتـه، وما إذا كان ذلك يجر له مشكلات شخصية، أو حتى قانونية، أكد حسين أن معظم من يقوم بتقليدهم يتواصلون معه بعد بث الحلقة، ويقومون بشكره، مضيفاً «أن تقلد شخصاً ما فهو أمر بعيد تماماً عن فكرة النسخ، فحتى عندما تكون مقلداً، فإنه يجب أن تحتفظ ببصمتك الفنية، وحتماً فإنك لا تتحرى أن تنقل تفاصيل الشخصيـة كما هي في الواقع تماماً، وإلا فإنه لا جديد هنا، وستعتمد على الكثير من المبالغة التي تضيف للصورة النهائية، دون أن تعني تلك المبالغـة تسفيهاً، أو انتقاصاً من قدر الشخصية الأصلية، وهو أمر ليس يسيراً من الناحية الفنية، ويحتاج إلى رصد دقيق للشخصية، وتأمل أيضاً».

ورأى داوود أن الدراما الإماراتية الآن تعيش مرحلة ازدهار ملحوظة على الصعيد الخليجي، مضيفاً أن «هذه المنافسة الإيجابية التي صنعها دخول تلفزيونات ومنتجين إماراتيين ساحة الإنتاج الدرامي بقوة، من شأنها أن تفيد مجمل الدراما الخليجية، وليس الكويتية فحسب التي كانت تنفرد من دون منافس بكعكة الإنتاج الدرامي».

الأكثر مشاركة