تأهل باكرية وخروج بيلا
الأساطير تفرض سطوتها على «أمير الشعراء»
انضم الشاعر الجزائري ناصرالدين باكرية إلى قائمة الشعراء المتأهلين للمرحلة التالية من مسابقة «أمير الشعراء»، بعد ان حصل على بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة، التي تضم د. عبدالملك مرتاض، ود. صلاح فضل، ود. علي بن تميم، خلال الحلقة التي اذيعت مساء أول من أمس من البرنامج على قناة أبوظبي الإمارات من مسرح شاطئ الراحة مباشرة. كما شهدت الحلقة تأهل الشاعرين عبدالمنعم الأمير من العراق، وليندا إبراهيم من سورية، بعد حصولهما على أعلى نسب من تصويت الجمهور بين شعراء الحلقة الماضية، بينما خرج الشاعر عبدالله بيلّا من بوركينا فاسو من المسابقة.
وجمعت الحلقة بين أربعة شعراء هم أحمد الأخرس من الأردن، ورشا زقيزق من مصر، ومحمد أبوشرارة من السعودية، وناصرالدين باكرية من الجزائر، قدموا قصائد استلهمت التاريخ ودارت في أجواء الاساطير والحكايات، وحفلت بالدلالات والاشارات. فقدم أحمد الأخرس الذي يعد أصغر المشاركين في المسابقة، ويبلغ 20 عاما، قصيدة بعنوان «الماشطة»، علق عليها د. علي بن تميم، مشيراً إلى أن القصيدة تتكئ على حكاية ابنة فرعون، وقد نجحت في توليد بنية درامية وتصويرية، وفي القصيدة أيضاً أجزاء من حكاية يوسف، ومن قصة موسى، لكنها تتأرجح بين بنية تعلو، وأخرى تهبط، لكنها لم تتمكن من بعث القضية. واتفق معه د. مرتاض، معتبراً أن الفكرة في الحكاية رمزية جميلة هادفة، تنقصها المعالجة الفنية المحترفة. في حين خاطب د. صلاح فضل الشاعر قائلاً: «أنت لست مجرد مشروع، أنت شاعر بليغ ورائع، ومع أن موضوع النص مستهلكاً، إلا أنك اتخذت له مدخلاً أسطورياً، وأعطيته أبعاداً كونية كثيفة».
من وحي الأساطير
الشاعرة رشا زقيزق ألقت قصيدة «دَرويشَةُ البَحْر»، وجد د. علي بن تميم أنها لا ترسم ملامح درويشة البحر، إنما تقدم ملامح متناثرة جداً. ورأى د. مرتاض أن رشا قدمت نصاً شعرياً حديثاً وجميلاً، حاول ملامسة سقف الشعرية الرفيعة. واشار د. صلاح فضل إلى ان الشاعرة كانت حريصة على التأنيث، وهذا موقف شعري، كما الحال بالنسبة للدروشة، كما حاولت تخفيف النزعة الذاتية، لكن الصور مضغوطة نتيجة استحضار ألف ليلة وليلة مع وجود ملمح درامي بين البحر والآخر، والغيرة بينهما، لكن لفتات رشا جيدة، ونصها جميل وشائق، وفق رأي د. فضل.
وقدم الشاعر محمد أبوشرارة نص «ولَكِّنَّــهُ الزَّعفَــرَان»، افتقد فيه د. علي بن تميم غياب الدلالة ما يجعل التقبل لها صعباً، حيث كانت تقوده إلى تشتت تام سعياً إلى فهمها وإدراكها، وقد اختلطت المسائل التاريخية والدينية، فكيف حرّم الزعفران على الأنبياء، وما دلالة ذلك.
ورأى د. مرتاض أن العنوان لا يوحي بالشعرية، على الرغم من أن النص جميل ورفيع، ويمتلئ بالصور الفنية الجميلة. ولمس د. فضل في القصيدة نغماً غنائياً بديعاً، يشف عن شعرية وأذن مترعة بالموسيقى، وروح مليئة بالمواجد.
وجاء نص الشاعر ناصرالدين باكرية بعنوان «صمت بحضرة الزرقاء»، وهو العنوان الذي اعتبره د. علي بن تميم، يحيل إلى أمل دنقل. ووجد د. مرتاض أن الشاعر حاول تطويع اللغة الشعرية فحمّلها بعض الشطط، كما أدرج ناصر قصيدته في ثلاثة مستويات طغت عليها لغة الغيب، ما يتشاكل مع الصمت، وبشكل عام قدم شعراً بديعاً وجميلاً. وذكر د. فضل أن الشاعر يعتمد على التكرار، ويتكئ عليه، لكن في الحالة الشعرية الحقيقية يلجأ إلى الترميز والتجسيد، فالإطار الخارجي للقصيدة كان خادعاً، أما القصيدة ذاتها فهي مفعمة بروح أدونيس، وبالتصوف، لكن هناك افتعال للغموض، أما فهم معنى «الزرقاء» فإنه يتطلب العودة إلى بودلير، وإلى دلالات الألوان عنده.
صيد اللؤلؤ
الحلقة شهدت أيضاً عرض تقرير مصور حول اللؤلؤ، حيث استضاف سفير البيئة، علي بن سلوم، على متن قارب خشبي شعراء الحلقة الأربعة، وتحدث لهم عن أصل اللؤلؤ، وشرح لهم كيفية صيده، واستخراجه من المحارة، قبل اعلان تأهل ناصرالدين باكرية بقرار التحكيم، على ان ينتظر الشعراء الثلاثة الباقون نتائج التصويت عبر الرسائل الإلكترونية. كما اشار مقدم البرنامج باسم ياخور إلى ان الحلقة المقبلة ستجمع بين الشعراء: الشيخ ولد بلّعمش من موريتانيا، وباسم الكيلاني من فلسطين، ومنى حسن الحاج من السودان، وهزبر محمود من العراق.
يذكر أن الموسم الخامس من «أمير الشعراء» يضم مشاركات من معظم الدول العربية، ومن إفريقيا، وأوروبا كذلك، وقد شهدت دورات البرنامج الأربع الماضية اهتمام آلاف الشعراء العرب والناطقين بالعربية أيضاً، وهو الذي نجح في الكشف عن 125 موهبة شعرية تنافست من خلال المسابقة التي تعرض على قناتي أبوظبي-الإمارات، وشاعر المليون، والتي بات يتابعها ملايين المشاهدين من عشاق الشعر العربي الفصيح في أي مكان من العالم.
ويعد «أمير الشعراء» البرنامج الذي انطلق منذ عام 2007 المسابقة الثقافيّة الأولى والأكثر جماهيرية المختصة بالشعر الفصيح، والتي باتت تخدم أهداف النهوض بالشعر العربي وإعادة إحياء الاهتمام به وإعادة الاعتبار له، وهو الذي تألق خلال فترات زمنية طويلة من تاريخ العرب، ويحسب لأبوظبي أنها تبذل جهداً متميزاً في هذا المجال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news