احتفالات الشارقة بالمتاحف.. ذاكرة وإبـداع وتغيير اجتماعي
تستعد الشارقة غداً للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف بحزمة مميزة من الفعاليات التي ستغطي جميع المتاحف التابعة لإدارة متاحف الشارقة، وتستمر تلك الفعاليات على مدار ثلاثة أيام يكون الدخول خلالها مجانياً لجميع المتاحف.
وقالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف يعود لعام 1977، بعد أن اعتمد المجلس العالمي للمتاحف بموسكو تخصيص تاريخ 18 مايو من كل عام ليكون يوماً عالمياً للمتاحف، وذلك للتذكير بأهمية المؤسسات المتحفية، باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية، وتحتفل متاحف العالم بهذه المناسبة لإظهار أهميتها في تطوير المجتمع، باعتبار أن المتحف في العصر الحديث لم يعد مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية فقط، بل أصبح مركزاً علمياً مهماً يسهم في نشر وإبراز المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات».
شعار الاحتفال
«علياء وحمدان» في استقبال الأطفال تطلق اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم العالمي للمتاحف في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، شخصيتي (علياء) و(حمدان) بشكل رسمي ليكونا سفيرين لإدارة المتاحف في ربط الأطفال والجيل الجديد بالمتاحف والمقتنيات التي تضمها، عبر أسلوب ممتع وتعليمي في الوقت نفسه، كما تحرص على مد العائلات وطلاب المدارس بالمزيد من البرامج والأنشطة التي تسهم في تعزيز دور المتاحف في حياة النشء بأسلوب عصري جذاب وقريب من عالمهم واهتماماتهم المختلفة. هذا وبدأت فكرة الشخصيتين (حمدان) و(علياء) في 2008، عبرالاحتكاك المستمر بالزوار، إذ لوحظ أن قلة المعلومات لدى الأطفال عن الآثار بشكل عام وآثار الشارقة بشكل خاص، لذلك تم اختيار شريحة من الأطفال من عمر سبع إلى 12 سنة للتوجه اليهم بإصدار الشخصيتين اللتين ستساعداهم في الحصول على المعلومات حول المتاحف، خصوصاً أن الأطفال لا يحبذون قراءة الكتب التي تضم زخماً معلوماتياً، لذلك اختيرت الشخصيتان «حمدان وعلياء» لتقوما بزيارة للمتحف، وتتعرفان إلى تاريخ الشارقة العريق. |
عطايا أكدت أيضاً أن «إدارة متاحف الشارقة والمتاحف التابعة لها، تحرص على المشاركة في احتفالات اليوم العالمي للمتاحف في كل عام، وذلك بحسب الشعار الذي يرفعه المجلس العالمي للمتاحف سنوياً بهذه المناسبة، إذ اعتمدت شعاراً لهذا العام بعنوان (ذاكرة وإبداع- تغيير اجتماعي)، لذلك صممت جميع الفعاليات المقدمة من المتاحف المشاركة في الاحتفال، بطريقة تجمع بين مقتنيات المتاحف التاريخية المهمة، وبين الأساليب الحديثة المبتكرة التي تحث على الابداع والتطوير بشكل يفيد كل فئات المجتمع».
وحول الفعاليات التي يتضمنها اليوم العالمي للمتاحف، أوضحت عطايا أن «هناك عدداً من المعارض الصغيرة يقدمها كل من متحف الشارقة للفنون، ومدرسة الإصلاح، وبيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، ومتحف الشارقة للسيارات القديمة، ومتحف المحطة، كما تنظم المتاحف المشاركة، بالتعاون مع إدارة الخدمات التعليمية والتعريفية في إدارة متاحف الشارقة، حزمة من ورش العمل المتنوعة للأطفال والعائلات من مختلف الأعمار».
وتابعت أن «الإدارة حرصت على التجديد في الفعاليات والتنويع، لذلك ستقدم مسرحيات تتناسب مع شعار الاحتفال، منها مسرحية (تراثنا بين الماضي والحاضر)، ومسرحية (العصر الذهبي)، إضافة إلى تقديم عروض فنية مشوقة، منها عرض (فن الرمال) والعروض الموسيقية، مثل فقرة المعزوفات الموسيقية التي تسلط الضوء على الآلات الموسيقية الشعبية، كما تقام عروض علمية يحييها متحف الشارقة العلمي ومركز الاستكشاف لزوار المتحف، وهناك أيضاً حلقة نقاشية في اليوم الختامي تقام في تمام الساعة الخامسة مساءً بعنوان (المتاحف حلقة وصل بين الأجيال)، وستدير النقاش مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، نورة المغني».
أفلام قصيرة
الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف لن يكون احتفالاً تقليدياً، كما قالت عطايا، بل هناك أفكار جديدة تتخلل الاحتفال، منها على سبيل المثال مسابقة الافلام القصيرة، التي قالت بخصوصها إن «إدارة المتاحف تسعى دائماً لتقديم الأفضل والجديد في مجال المتاحف بما يتناسب مع المعايير العالمية في هذا المجال، والذي هو في تطور مستمر على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، إذ نقوم بطرح أفكار جديدة في اطار دمج أفراد المجتمع، وتشجيعهم على اتخاذ المتاحف منصة للحوار وتبادل الأفكار والابداع، لذلك تم استحداث مسابقة للأفلام القصيرة».
لافتة إلى أن «الهدف من هذه المسابقة هو تشجيع الزائر، خصوصاً فئة الشباب إلى النظر للمتاحف بعين مختلفة، كلها تجديد وتطور بحيث يبحث الزائر عن ما يجذبه في المتحف ويصوره بطريقة ابداعية في فيلم قصير، إذ إننا لا نهدف إلى استخدام الأفلام بأي طريقة، بل هي ملك لصانعها، ولكن هدفنا هو اعطاء الزائر هذه الفرصة لمشاركتنا والجمهور برؤيته الخاصة لمتاحف الشارقة، ما يتيح لنا جميعا الفرصة مرة أخرى للتحاور وتـبادل الأفكار».
وحول شروط المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة، أكدت عطايا أن «الشروط بسيطة، منها ألا يقل عمل المشارك عن 16 سنة، وأن يكون محتوى الفيلم المنتج مرتبطاً بأحد المتاحف أو ربما أكثر من متحف، بحسب فكرة المتسابق، ولأن المسابقة بعنوان الأفلام القصيرة يجب ألا تقل مدة الفيلم عن دقيقة واحدة، ولا تزيد على ثلاث دقائق من الابتكار والابداع وتصوير تلك المتاحف، بحسب رؤية المشارك».