جواهر القاسمي: حــان الـوقـــــت لنثـبـــت أننا عالم واحد
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والمناصرة البارزة للاجئين الأطفال، من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الحاجة لاتزال تستدعي المزيد من العمل المشترك لمساعدة اللاجئين السوريين الذين يزداد عددهم يوميا.
وقالت سموها خلال زيارتها للاجئين السوريين في جمهورية لبنان، منذ أيام، «لم تعد هذه المشكلة سورية ولا لبنانية ولا حتى عربية، رغم أن العالم العربي يجب أن يأخذ زمام المبادرة في مساعدة جيرانه، إذ إن حجم الإشكاليات التي نشهدها الآن لا يمكن معالجته إلا من خلال الجهود الجماعية للمجتمع الدولي قاطبة، وقد حان الوقت لنثبت أننا عالم واحد، وقلوبنا عامرة بالخير لمساعدة كل طفل لاجئ، وربما يكون هؤلاء الأطفال الأبرياء دون مأوى، وربما فقدوا الأم، ولكن بمساهمتنا الجماعية سنعيد لهم الأمل».
وفي حديث مع نساء لاجئات في أحد المراكز المجتمعية خارج بيروت، أعربت سمو الشيخة جواهر عن تقديرها لمختلف الشركاء، على تعاونهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين، مؤكدة أن الحاجة لاتزال تستدعي المزيد من العمل المشترك. وقالت سموها «يُظهر عزم بعض اللاجئين بالوصول إلى لبنان وسط النيران والحروب؛ مدى إصرارهم على توفير حياة أفضل لأطفالهم، ويزداد الأمر سوءاً عندما نشهد وصول أطفال يلجأون إلى هنا دون رفقة أحد من عائلاتهم، ولا يعرفون أصلاً ما إذا كانت عائلاتهم على قيد الحياة أم في عداد الموتى»، مؤكدة ضرورة تسجيل كل لاجئ حتى تقوم المفوضية بجمع شمله مع أي فرد من أفراد الأسرة الناجين من آثار الدمار. وأضافت سموها أن «عملية تسجيل اللاجئين تسهم أيضاً في تعزيز حرية حركتهم، وتمكينهم من الحصول على الخدمات الأساسية، وتعمل المفوضية من جانبها على تسهيل انخراط الأطفال اللاجئين في المدارس، كي يتعلموا ويطوروا مهاراتهم لأن التعليم يعتبر حقاً لكل طفل».
ولفتت سمو الشيخة جواهر إلى أن هناك تحديا كبيرا آخر يواجه الأطفال اللاجئين يتمثل في الحصول على العلاج الطبي، إذ أكدت أن بعض المنظمات غير الحكومية تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئين المسجلين وغير المسجلين، والذين تصل نسبتهم إلى 88٪ و12٪ من اللاجئين على التوالي، موضحة أن هذه الخدمات متاحة فقط لبعض اللاجئين، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في حصولهم على خدمات الرعاية الصحية الأشمل. وفي إطار تشديدها على الحاجة الملحة والعاجلة للتمويل، قدرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن توافر مستوى 75٪ فقط من التمويل يؤدي إلى انخفاض عدد اللاجئين المستفيدين من المساهمات والدعم المجتمعي، بشكل كبير من 750 ألفاً إلى 200 ألف لاجئ.
وكانت سمو الشيخة جواهر زارت لاجئين سوريين في لبنان. وتعد هذه الزيارة الأولى عقب اختيار سموها مناصرة بارزة للاجئين الأطفال من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين. وكانت سموها تفقدت وسفير النوايا الحسنة الفنان الإماراتي حسين الجسمي، سفير محرك «يا عربي»، فصولاً دراسية لأطفال سوريين لاجئين.
وتأتي الزيارة على خلفية التدفق المستمر للاجئين السوريين، منذ انطلاق الثورة السورية قبل عامين.
وتتوقع المفوضية زيادة عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى المليون نهاية العام الجاري. وكانت المفوضية قامت، وبالتعاون مع شركائها، بمساعدة 463 ألف لاجئ، في حين ينتظر 102 ألف لاجئ سوري تسجيل أسمائهم في قوائم اللاجئين في لبنان.
ونظراً لجهود سمو الشيخة جواهر القاسمي الإنسانية على الصعيد العربي والعالمي، أطلق عليها المنتفعون من مبادراتها لقب «القلب الكبير». يشار إلى أن هذه الزيارة ليست الأولى لسموها، بل هي امتداد للمبادرات الإنسانية التي أطلقتها في لبنان ومن أبرزها «بحبك يا لبنان»، إذ نجحت من خلال هذه المبادرة في جمع أكثر من 23 مليون درهم إماراتي (6.3 ملايين دولار أميركي)، إلى جانب حملة «يترجع بحرك أزرق»، التي جمعت ما يزيد على مليون درهم إماراتي (274 ألف دولار) لمصلحة تنظيف الشاطئ اللبناني. وفي السياق ذاته، شهد لبنان تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين؛ وتعزيزاً لجهودها الإنسانية، أطلقت سمو الشيخة جواهر مبادرة «سلام يا صغار»، التي نجحت في جمع 83 مليون درهم (22.7 مليون دولار)، لمساعدة الأطفال المنكوبين، جراء الحروب في قطاع غزة.
وقامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبالتعاون مع شركائها ومن أبرزهم «اليونسيف»، «دي.آر.سي»، «كليمث»، مؤسسة المخزومي، «شيلد»، «ورلد فيجين»، بمساعدة 50 ألف لاجئ سوري، من خلال تزويدهم بالبطانيات والملابس والأغطية، ومستلزمات الطبخ ومفارش السرائر والألعاب للأطفال، إضافة إلى أن برنامج الغذاء العالمي قام بتوزيع 9300 قسيمة طعام، لتخفيف الجوع والمعاناة التي يلاقيها اللاجئون، من خلال استهداف نحو 10 آلاف لاجئ، على المدى القصير، وذلك بالتعاون مع «دي.آر.سي».