‬12 عملاً للفنانة ريما غاغلويفا في «ألف غاليري» بدبي

«الربيع يزهر».. طبيعة بألوان الأمــل

صورة

«الربيع يزهر».. هذا العنوان الذي أطلق على معرض الفنانة الأوزبكية ريما غاغلويفا، الذي افتتح أخيراً في ألف غاليري في دبي، يبين شغف الفنانة بالطبيعة، فنجدها شديدة الاتجاه إلى الألوان الحالمة لتبرز من خلالها بعض المظاهر المرتبطة ببيئتها، حيث تبحر هذه الفنانة التي تشبعت من ملامح حياة القرية في عالم الزهور لتقدم أعمالاً مفعمة بالأمل والحب من جهة، وتبرز قوتها وعشقها للحياة من جهة أخرى، لاسيما أن الأعمال مستمدة من الأماكن التي عاشت فيها طفولتها وشبابها، ما يجعل بعض اللوحات شديدة الالتصاق بالذاكرة الوجدانية الخاصة بالفنانة.

رومانسية

نبذة فنية

تعد الفنانة ريما غاغلويفا، إحدى أشهر سيدات الفن القديم المعروفة في الاتحاد السوفييتي سابقاً. ولدت ريما عام ‬1940 في تسخينفالي (شمال أوسيتيا) وترعرعت في أوسيتيا، وهي واحدة من القرى القبلية الصغيرة. تخرجت عام ‬1962 من مدرسة تسخينفالي للفنون، ثم في عام ‬1967 تخرّجت في معهد فنون ومسرح ولاية طشقند الذي يحمل اسم أ.ن. أوستروفسكي. أصبحت ريما غاغلويفا عضواً في اتحاد الفنانين في الاتحاد السوفييتي السابق عام ‬1971، كما أنها عضو في رابطة أكاديمية الفنون في أوزبكستان منذ عام ‬1997. تعيش الفنانة وتعمل في طشقند في أوزبكستان، وقد سميّت «فنانة فخرية» لأوزبكستان. وشاركت في معارض وطنية ودولية، بما في ذلك المعارض المنفردة في روسيا، وأوسيتيا، وبلغاريا، وسويسرا، كما شاركت في معارض جماعية في معارض الدولة الجمهورية في إنجلترا، والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا. اشترى أعمالها متحف الولاية للفنون الجميلة في أوزبكستان كما تعرض أعمالها أيضاً في متحف الولايات، وفي «معرض تريتياكوف للفنون» في روسيا.

تتجه غاغلويفا التي لم تتمكن من حضور افتتاح المعرض بسبب تقدمها في العمر الى الألوان الدافئة في أعمالها، فتنثر الأحمر الناري على الكانفاس لتكون من خلال تقاطعه مع الخلفيات الزيتية الداكنة انسجاماً بين الألوان القوية الوقع على المتلقي، هذا الانسجام الذي توجده الفنانة الآسيوية يعبر عن العلاقة الأزلية التي توجد بين الانسان والطبيعة، لذا نجدها تتعدى الحدود البسيطة للبيئة لتتجه إلى أنواع أخرى من العلاقات تبنى بين البشر، وتحديداً بين الرجل والمرأة. وتطغى على اللوحات النزعة الرومانسية، فهي أكثر ميلا نحو خلق جو مملوء بالأمل والأحلام ويسيطر عليه الدفء، إذ انها تبتعد عن قساوة المشاهد التي توجد في الطبيعة. وتتعمد الفنانة في أكثر من نصف لوحاتها التعبير عن وجدانها، وكذلك تقديم ذاكرتها من خلال المشاهد الطبيعية لجبال أوسيتيا التي ولدت وترعرت فيها، حيث نجد أن أكثر من نصف الأعمال على شكل ورود في مزهريات ضخمة، وهي تتباين بين الأبيض والأزرق مع طغيان اللون الأحمر على اللوحات. الورود ملونة والمزهريات متعددة الألوان، ومن خلالها تنطلق الفنانة لتأخذ من الطبيعة رموزاً أكبر من هيئتها، فالأحجار التي تصورها والجبال والغابات كلها تعبر عن اعتقاد غاغلويفا بأن الطبيعة هي مسكن الأول، وهي الأساس وليست مجرد أحجار أو صخور تستخدم للبناء.

خريف

تحمل بعض اللوحات أجواء خريفية، فيها القليل من الحزن، فاللوحة التي تقدم فيها الغابات ومجموعة من الأشجار، تحمل ألوان الجو الخريفي غير المحسوم التوجه، فعلى الرغم من كون الخريف قد يمثل النهاية باعتباره رمز التساقط، إلا أن غاغلويفا تبرزه كحالة طبيعية لا تحمل مظاهر الحزن ولا تنتمي إلى مراحل الانتهاء، فهي تفتح من خلال هذه المشاهد الأفق على بدايات مجهولة. الغابات تحمل عبر المشاهد المصورة، الطرقات المفتوحة وغير المحددة المعالم أو التوجه، وهذا كفيل بجعلها محفوفة بالمغامرة. هذا الاختزال لغابة من الأشجار يشكل في البعد العقلاني اختزالاً لوجوه الحياة التي تعتبر رحلة في طريق مفتوح ومجهول، فتارة يكون مزداناً بالورود وتارة يحمل أشواكاً تعيق السير أو توقفه في مراحل معينة. أما الأبنية والوجوه الذين هم من ركائز أو أساسيات الحياة، فإن الفنانة لم تلغ وجودهما من لوحاتها بشكل قاطع، فهي تضع في خلفية إحدى لوحاتها بعض البيوت التي يظهر شبابيك بيوتها من بين أغصان الأشجار، بينما في المقابل تترك للبشر مكانهم المخفي في هذا العالم. البشر موجودون حتماً في أعمال غاغلويفا، ولكنهم لا يسكنون البيوت، ولا يمشون في الغابات، ولا حتى يحملون الزهور، هم يتخفون وراء كل هذه المشاهد. وقد يكون ابتعاد الفنانة عن البشر ورصدهم بأسلوب غير مباشر، يمثل ابتعاداً عن كل ما قد يفتح الباب على الاحتمالات غير الحالمة، فالملامح الانسانية عبارة عن اجتماع للتناقض بين الفرح والامل، والألم والمعاناة، ولعل هذا الابتعاد المقصود عن ابراز ملامح البشر يبين إصرار الفنانة على ترك الأمل والفرح عنواناً لأعمالها.

«غاليري ألف»

تتميز صالة «ألف» للفنون بكونها الصالة الأولى في منطقة الخليج التي تهتم بالفنون البصرية المعاصرة لمنطقة آسيا الوسطى، والتي ستحتضن معارض تجارية وغير تجارية على السواء.

وتعتبر الصالة منبراً للتعريف بالفنانين الناشئين والمخضرمين من أوزبكستان وآسيا الوسطى، وقد تأسست حديثاً على يد ناتاليا آنداكولوفا، لذا ستشكل التجارب التي ستحضرها من آسيا الوسطى قيمة إضافية في السوق الفني في دبي.

تويتر