موريشيوس.. غـولـف وجمـال وسـلاحـف عملاقة
تجمع جزيرة موريشيوس بين مظاهر السحر والجمال، وتزخر بالعديد من ملاعب الغولف البديعة التي تقع في واحدة من البقاع الجميلة. وتُعد هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بمثابة جنة لعشاق لعبة الغولف، إذ تتيح لهم الاستمتاع بهوايتهم المفضلة في أحضان الطبيعة الخلابة.
ولا تخلو المشاهد الخلابة في ملاعب الغولف من ظهور بعض الحيوانات، مثل السلحفاة العملاقة لابوردونياس، التي يبلغ عمرها 100 عام تقريباً، وتتمتع بظهر مدرع لحمايتها من كرات الغولف المتطايرة. وتعيش هذه السلحفاة، التي يبلغ ارتفاعها متراً تقريباً وسط منتجع الغولف أناهيتا على الشاطئ الجنوبي الشرقي لجزيرة موريشيوس، إذ تصطف ستة ملاعب رائعة للغولف بجوار بعضها بعضاً.
وتعيش السلحفاة لابوردونياس في سياج مؤمن بالصخور البركانية خلف ملعب غولف يشتمل على تسع حفر. وتعد هذه السلحفاة العملاقة تميمة منتجع الغولف أناهيتا، ومحط أنظار عشاق الغولف من جميع أنحاء العالم.
مواسم
أيقونة تاريخية يعد ملعبا الغولف ذا ليجيند ولا توسروك من العلامات المميزة، وأشهر ملاعب الغولف في جزيرة موريشيوس، لكن ملعب لا موريشيوس غيمخانا كلوب يعد الأيقونة التاريخية للعب الغولف بالجزيرة، ويبعد عن العاصمة بورت لويس مسافة 25 دقيقة بالسيارة، حيث تم تأسيس أقدم ملاعب الغولف بالجزيرة عام 1844، عندما كان الغولف هو اللعبة الأشهر لدى المستعمر البريطاني في الجزيرة. وباستثناء عشق رياضة الغولف وقيادة السيارة على الجانب الأيسر للطريق، لم تؤثر فترة الاستعمار البريطاني كثيراً في جزيرة موريشيوس، حيث كانت هذه الجزيرة بمثابة بوتقة انصهرت بها كل الثقافات التي مرت عليها مثل الهولندية والإنجليزية والفرنسية. ولذلك تتنوع مظاهر الحياة بجزيرة موريشيوس، نظراً لاختلاف الأعراق واللغات والأديان، وكذلك اختلاف فنون الطهي، وهو ما يضفي طابعاً خاصاً على لعبة الغولف بالجزيرة.
|
يسود جزيرة موريشيوس طقس مثالي للعبة الغولف طوال العام. وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في الفترة ما بين نوفمبر وأبريل إلى 33 درجة مئوية، إلا أن النسيم العليل الذي يهب على الجزيرة باستمرار يجعل درجة الحرارة مقبولة في ملاعب الغولف التي يصل عددها إلى 11 ملعباً بالجزيرة.
وبدءاً من شهر مايو حتى أكتوبر تراوح درجات الحرارة بين 17 و23 درجة مئوية، وبالتالي تتمتع جزيرة موريشيوس بطقس مثالي لممارسة رياضة الغولف.
وعندما يصل لاعبو الغولف إلى الحفرة تسعة في ملعب أناهيتا، يكون لديهم متسع من الوقت لإطعام السلحفاة العملاقة بالتفاح والموز، والاستمتاع بمشاهد جميلة.
ويمكن لعشاق الغولف الاستمتاع بهذه الرياضة خارج الموسم السياحي في الفترة من يونيو إلى أغسطس، نظراً لوجود أعداد قليلة من اللاعبين، ويشعر المرء في تلك الفترة أن ملعب الغولف، الذي تم إنشاؤه بين حقول قصب السكر، مُخصص له وحده. وتعد هذه الفترة مثالية للمبتدئين في ممارسة الغولف.
وقام إرني إلكس، أشهر لاعبي الغولف بجنوب إفريقيا، بتصميم ملعب أناهيتا بالإضافة إلى مبني النادي الكبير، لذلك فإن هذا الملعب يعد أفضل اختيار لهواة ممارسة الغولف في أوقات الفراغ.
وتتيح المسارات الواسعة لهذا الملعب، الذي ينتمي إلى منتجع فورسيزونز السياحي فرصة الاستمتاع بإطلالة رائعة على المياه الفيروزية للمحيط الهندي.
كما قام نجم الغولف الألماني برنارد لانجر، بتصميم ملعب الغولف لا توسروك، الذي يمتاز بمسارات ضيقة تتطلب درجة عالية من الدقة.
إطلالة رائعة
يرى كثير من عشاق الغولف أن أجمل الملاعب في العالم هي التي يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب فقط، خصوصاً الحفرة 11 التي توفر إطلالة رائعة على البحيرة والمراكب الشراعية الراسية ومخروط البركان، الذي يعد من القمم الغريبة بجزيرة موريشيوس، والذي يصل ارتفاعه حتى 828 متراً ويزخر بالعديد من الغابات الكثيفة.
ويمتاز ملعب منتجع وان آند أونلي لا سانت غران بأشجار النخيل الضخمة، ويشتمل على تسع حفر، لكنه يعد صغيراً جداً بالنسبة لمحترفي الغولف الطموحين.
وإضافة إلى ذلك تعد منتجعات كونستانس هي الوحيدة في الجزيرة التي تضم اثنين من ملاعب البطولات 18 حفرة. وعلى الجانب المقابل لمنتجع بيلا ماري بيلاج مباشرة يوجد ملعب ذا ليجيند، الذي أقيمت به العديد من البطولات الدولية، ما منح جزيرة موريشيوس سمعة طيبة باعتبارها وجهة لعشاق الغولف من الدرجة الأولى. ويتخلل هذا الملعب المشتمل على 18 حفرة بحيرة كبيرة، كما يمكن للاعبي الغولف مشاهدة قطعان الغزلان وهي ترعى في الممرات الواسعة قبل أن تودع الشمس هذه البقعة الساحرة من العالم. وفي السابق كانت هذه المنطقة مُخصصة للصيد، أما حالياً فالحيوانات تعيش هنا في أمان تام، باستثناء بعض كرات الغولف التي تتطاير عليها بين الحين والآخر.