الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن «السحر الأغرب.. ليالي ألف ليلة وليلة»

مارينا وورنر: القوة عادت إلى الكلمة المكتوبة

مارينا وورنر: كم كان شعوراً جميلاً فوزي بجائزة انبثقت من العالم العربي. من المصدر

قالت الباحثة البريطانية مارينا وورنر، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب: «في عصر الإعلام الطاغي الذي نعيشه الآن، عادت القوّة إلى الكلمة المكتوبة»، معبرة عن شعورها بالفوز بالجائزة «كم كان شعوراً جميلاً فوزي بجائزة انبثقت من العالم العربي.. فوز رائع.. لقد عشقت (ألف ليلة وليلة) أثناء بحثي فيها والكتابة عنها، فقد منحتني أحلى سنوات بحث ودراسة في مسيرتي المهنية، وفوزي هذا دليل على وصول كلمتي المكتوبة إلى جمهور عالمي كبير وصل حتى موطن الليالي العربية. هو مدعاة فخر واعتزاز وتشجيع».

وقيل عن الباحثة إنها من أشهر باحثي نظريات الأساطير والقصص الشعبية، وعنصر مؤثر في الكتابة النسائية البريطانية منذ السبعينات، روائية وناقدة، محاضرة ومذيعة، باحثة ومؤرخة ثقافية. وقد فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع «الثقافة العربية في اللغات غير العربية» لهذا العام عن كتابها «السحر الأغرب.. ليالي ألف ليلة وليلة» باللغة الإنجليزية والصادر عن دار «فينتج» في المملكة المتحدة عام ‬2012.

كتابها رحلة ممتعة في موضوع شغل علماء الأنثروبولوجيا والنقد الأدبي من أمثال تايلر وفريزر وسْتِث تومبسن ونورثرب فراي وديمير وسواهم، أبدعته الكاتبة بأسلوب روائي أخّاذ، يبحر بالقارئ فصلاً فصلاً كأنّه مجموعة قصصيّة منسوجة باحتراف وليس عملاً من أعمال البحث العلمي الجادّ.

وأضافت وورنر إن «القصص ليست مجرّد مرآة تعكس الأحداث التي تدور من حولنا، بل إنها ترتقي لتكون محرّكاً لما حصل وقد يحصل في واقعنا مستقبلاً بكل احتمالاته. وهو ما تتميّز به القصّة الشرقيّة عن سواها، لما تتحلى به من غنى ابداعي وأسلوب روائي أثّر في أعمال كبار مفكّري الغرب أمثال فولتير وجوتّيه، فتبنوا هذا النهج الروائي لنقل أكثر نظرياتهم عمقاً».

ولعل كتابها هو تحقيق الهدف الذي تطمح إليه الجائزة من خلال هذا الفرع الجديد، الذي تم إطلاقه للمرّة الأولى في الدورة السابعة، وهو ما جعلها أحقّ من تفوز به في أولى دوراته.

فقد تصدّت الروائية والباحثة للبحث بأسلوب واضح ودقيق في موضوع يجمع ما بين الثقافة العربية الإسلامية من جهة، والثقافة الغربية من جهة أخرى، وتربطه بسلاسة فريدة بالتأثير الواسع الذي حظيت به حكايات «ألف ليلة وليلة» بعد ترجمتها إلى الفرنسية على يد أنطوان غالان في أوائل القرن الـ‬18، ومنها إلى اللغات الأوروبية وبقية لغات العالم.

وقالت الباحثة والروائية وورنر: «لقد كنت دائماً شغوفة بالأساطير وقصص الخيال، لما فيها من متعة وسحر وغموض، إلى جانب تصوير دقيق للمرحلة الزمنية التي وقعت فيها، وتفاصيل مهمّة عن الأفراد والمجتمعات المحيطة بها. فكتاب (ألف ليلة وليلة) نبع متجدد من الإبداع والهزل والدراما والمأساة والفرح». تقول ووارنر: «مع أن تلك الحكايات اتَّخذت شكلها الأهم باللغة العربية وعُرفت في الغرب باسم (الليالي العربية)، فإنها تجمع في طيّاتها آثاراً متعدِّدة من ثقافات إسلامية وهندية وفارسية وتركية ويونانية، ما جعلها تراثاً إنسانياً لا ينضب».

تويتر