«منارات مُشِعَّـة» في جامعة زايد
افتتح مدير جامعة زايد الدكتور سليمان الجاسم المعرض التشكيلي «منارات مُشِعَّة»، الذي تقيمه كلية الفنون والصناعات الإبداعية بالجامعة في مقرها بأبوظبي، وذلك بحضور بيلا فيليز السكرتير الثاني بسفارة المجر لدى الدولة وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وطالبات الجامعة.
وقام الدكتور الجاسم وكبار الضيوف بجولة في أنحاء المعرض، الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل، وتولى بعض الطالبات التقديم للأعمال التي أنجزتها زميلات سبقنهن إلى التخرج في فرعي الكلية بأبوظبي ودبي، إلى جانب بعض أعضاء الهيئة التدريسية. وقد تنوعت هذه الأعمال بين مجسمات تركيبية استُخدِمت فيها تقنيات الفيديو والصوت، وإبداعات في ميادين التصوير التشكيلي والفوتوغرافي والوسائط الفنية المختلَطَة.
ويستلهم المعرض عنوانه «منارات مُشِعَّة» من طواف فكرته الرئيسة بين المدن الثلاث أبوظبي ودبي وفينيسيا، التي تشكل منارات مشعة للثقافة والإبداع ويحدوها اهتمام كبير بتأصيل الثقافة وتطويرها وتعزيز المنتج الإبداعي في جميع المجالات. كما أن المعرض يستجيب للرؤية التي تطرحها تجربة بليسِّي الفنية، والتي تحيلنا إلى أصداء تتردد في أعماقنا وتيسر تَشَكُّل ذواتنا والتحامها مع بعضها بعضا في انسيابية وسهولة.
وشرعت الفنانات الشابات المشاركات في هذا المعرض في استكشاف أعمال بليسِّي الذي جسَّد من خلالها رؤيته لـ«الماء المضيء» والمحيطات، وانطلقن من هذه الرؤية، عبر أعمالهن التي ضمها المعرض، إلى استكشاف رؤاهن الفنية للصحراء والبحار الجافة في البيئة العربية.
الفنانتان هند بن دميثان، وميثاء بن دميثان، في مشروعهما المشترك «أندانتي» (وهو تعبير في الموسيقى الكلاسيكية يعني الحركة ببطء معتدل)، قد استوحتا مباشرة من تجربة «بليسِّي» استخدامه للشاشات لاستعراض مفهوم الانسيابية، وحاولَتا نقل الانسيابية التي تكسو المشهد البيئي والثقافي الإماراتي إلى فينيسيا. إذ إنهما تستخدمان سبع صور للجَمَل تم التقاطها بزاوية «عين الطائر»، وتتوزع هذه الصور بامتداد الفراغ كأنها قطع من السجاد.. بينما صوت الصحراء يتحرك ببطء (أندانتي) مشيعاً أجواء الهدوء والسكينة، وموحياً بحال الانسيابية التي يتسم بها الزخم الثقافي للإمارات.
الفنانات إيمان سليمان، أمل الخاجة، عائشة سالم المهيري وسارة المهيري استولدن من البحر عملهن المشترك «الشَّعر الكريستالي»، فمَشاهد صفوف الصيادين على شاطئ البحر تستدعي لديهن ذكريات الطفولة وتقاليدها، بل حتى الخوف من الاقتراب من البحر خشية أمواج مَدِّه وجَزره. وهذا الشَّعر الكريستالي تخالجه من بعيد انعكاسات ضوء القمر على الماء في خلفية تلفزيونية تم تصويرها من بحر دبي. وتمثل إقامة المعرض تحضيراً فنياً للملتقى الدولي للفنون الإلكترونية الذي تنظمه الكلية في دبي، ولأول مرة في الشرق الأوسط العام المقبل.