في ظل اهتمام جماهيري وإعلامي
6 شعراء من 6 دول عربية في نهائي «أمير الشعراء»
تكثف لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي استعداداتها تمهيداً للإعلان عن الفائز بلقب «أمير الشعراء» في موسمه الخامس، مساء بعد غد، من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، ملتقى الشعر والشعراء، وذلك من بين ستة شعراء من كل من سورية وسلطنة عُمان والسعودية ومصر وموريتانيا واليمن.
وقد شهدت المسابقة على مدى الشهرين الماضيين اهتماماً كبيراً من الجمهور العربي، ومن كل وسائل الإعلام العربية من دون استثناء، التي أفردت للمنافسات مساحات واسعة، فضلاً عن اهتمام وكالات الأنباء الدولية كالفرنسية والألمانية والإيطالية وقناة «فرانس 24» وقناة «بي بي سي» وقناة «سي ان ان» وغيرها، بمواصلة أبوظبي جهود إحياء الاهتمام بالشعر العربي كمكون رئيس للهوية الوطنية.
وقال إعلاميون عرب إنّه «من الأجمل أن تكون بعض البرامج نابعة من صميم ثقافتنا العربية، كحال برنامج «أمير الشعراء» على قناة أبو ظبي ـ الإمارات»، مثمنين «الالتفات إلى الشعر العربي موضوعاً لبرنامج تلفزيوني جماهيري، وأن يُخصص جزء يسير من ميزانيات التلفزيونات العربية الضخمة للشعر والشعراء الذين تَفاخر بهما العرب على مر الزمان، كأروع ما أنتجته الثقافة العربية».
وبرأي الإعلامي د.فيصل القاسم فإنه «ليس صحيحاً أنّ الجمهور لا يقبل إلا على البرامج الغنائية والترفيهية غير المناسبة، فها هو برنامج «أمير الشعراء» أثبت عكس ذلك، مؤكداً عدم إمكانية اختراق الذوق العربي الأصيل، فقد استقطب برنامج أبوظبي اهتماماً شعبياً منقطع النظير، رغم أنه أدبي بامتياز. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن الجمهور العربي جمهور ذوّاق، لو توافر للفضائيات العربية بعض الذوق والتذوّق، كما يدل على أن هذا الفضاء التلفزيوني لا يتسع للغث فقط، بل للسمين أيضاً».
يذكر أنّه قد تقدّم آلاف الشعراء من 30 دولة عربية وأجنبية للموسم الخامس من المسابقة الفريدة من نوعها التي تُعنى بإبداعات شعر العربية الفصحى، في حين اختارت لجان الفرز 300 شاعر من 22 دولة لإجراءات المقابلات المباشرة مع لجنة التحكيم بأبوظبي في مارس الماضي، حيث جاء العديد من المشاركات من شعراء في دول إفريقية (بوركينا فاسو، غانا، نيجيريا، تشاد، مالي)، ودول أوروبية (بلجيكا، بريطانيا، وألمانيا)، إضافة إلى شعراء من معظم الدول العربية.
وقد اختارت لجنة التحكيم 50 شاعراً إلى المرحلة قبل النهائية مثلوا جنسيات 18 دولة عربية وغير عربية، لتعيد اللجنة مقابلاتهم واختباراتهم وفق معايير تحكيمية إضافية، ليتأهل منهم أخيراً 20 شاعراً يمثلون 13 دولة عربية وغير عربية، ابتدأوا مسيرة الموسم الخامس من مسابقة أمير الشعراء مطلع مايو الماضي، التي تمّ بث حلقاتها على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي ـ الإمارات مساء كل أربعاء.
وبعد منافسات قوية في ظل اهتمام وحماس جماهيري وإعلامي كبيرين على مدى أكثر من شهرين، فقد تمكن كل من الشاعرة ليندا إبراهيم من سورية، الشاعر هشام الصقري من سلطنة عُمان، الشاعر محمد أبوشرارة من السعودية، الشاعر علاء جانب من مصر، الشاعر الشيخ ولد بلّعمش من موريتانيا، والشاعر يحيى وهاس من اليمن، من الوصول إلى المرحلة الأخيرة التي تختتم بعد غد في تمام الساعة 10 ليلاً من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.
وقال مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عيسى سيف المزروعي «في المواسم السابقة، انتقل اللقب وبُردة إمارة الشعر وخاتم الإمارة، من دولة الإمارات، إلى موريتانيا، فسورية، وأخيراً اليمن، ومساء الأربعاء، ومن شُرفات قصر الحمراء في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، سيتم الإعلان عن الفائز باللقب الخامس من بين آلاف الشعراء الذين سبق أن تقدموا بالترشح للمسابقة».
مؤكداً أنّ جميع الشعراء الـ20 الذين شاركوا في الموسم الخامس من برنامج أمير الشعراء قد كسبوا التجربة، وكل منهم فاز بنصيبه من الاهتمام بإبداعه الشعري، فأمير الشعراء برنامج ثقافي إعلامي نجح منذ موسمه الأول، في تسويق المُنتج والإبداع الشعري العربي من خلال رؤية إعلامية مُتفرّدة استقطبت اهتمام المُشاهد واجتذبته لمتابعة نجوم في الأدب كانوا مُغيبين في المشهد الثقافي العربي والإعلامي.
وأضاف المزروعي أن «أبوظبي استطاعت أن تكشف عن 145 شاعراً، أمتعونا بمئات قصائد الفصحى المُبدعة بكل ألوانها وأطيافها، كشفت عنهم مسابقة أمير الشعراء في مواسمها الخمسة منذ عام 2007 وحتى عام 2013، وقدّمتهم لعشرات الملايين من عُشاق الشعر العربي الفصيح عبر قنوات أبوظبي و(شاعر المليون) الفضائية، حتى غدوا نجوماً في سماء الأدب، وفي المشهد الثقافي العربي». من جهته أكد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي، أنّ مسابقة أمير الشعراء، ومع مرور خمسة مواسم على انطلاقها، تفخر بأنها قدمت أسماء شعرية شابة وجديدة في عالم الشعر العربي الفصيح، حيث أثبت شعراء المسابقة خلال المواسم الخمسة، أن القصيدة العمودية لاتزال حاضرة وبقوة في المشهد الشعري العربي، وأنها تمضي إلى جانب التجديد في الشعر العربي شكلاً ومضموناً، من دون أن تفقد أصالتها وأسسها الفنية التي قامت عليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news