الفضائيات المحلية.. 29 ساعة دراما يـومياً في رمضان
تبدأ القنوات الفضائية العربية، اليوم، عرض ما تعتبره أفضل خياراتها ومشروعاتها الإنتاجية عموماً، وفي مجال الدراما وبرامج المسابقات، والأخرى الحوارية القائمة على استهداف الجمهور، في الوقت الذي تواصل فيه القنوات المحلية في الإمارات تنافسها البيني، في إطار المنافسة العربية الأشمل.
تنسيق «محال»
يعد التنسيق بين المعروض الدرامي في القنوات المحلية، حالة محال تطبيقها في الواقع، خصوصاً مع الزخم الشديد في العرض، حتى على افتراض أن المشاهد المحلي ستقتصر متابعته على الفضائيات المحلية. وكثافة المعروض الدرامي، تلقي بالإشكالية ذاتها حتى على القنوات التابعة للمؤسسة الواحدة، لاسيما ان التوقيت الأمثل الذي يمثل ذروة المتابعة الجماهيرية يبقى محدوداً في المساء الرمضاني، وممتداً على فترتين، هما ما بين أذاني المغرب والعشاء،وهي المساحة الأدنى، وما بعد صلاة التراويح إلى ما بعد منتصف الليل، حيث تتمتع الإذاعات بفرص متابعة اكبر في نهار رمضان. ورأى مدير إذاعة وتلفزيون عجمان، عمر الأمين، أن «التلفزيون يجب ألا يراهن على التميز الدرامي في رمضان، نظراً للكثافة الشديدة في المعروض»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن «بعض الأعمال تشترى بميزانيات طائلة، لكنها لا تشاهد حقيقية إلا في وقت إعادتها عقب رمضان». الإعداد لدورة ما بعد رمضان ايضاً كان خيار تلفزيون الفجيرة الذي يستعد لإطلالة جديدة عقبه يعكف عليها المدير الجديد له الإعلامي غسان الحبال، في الوقت الذي تبقى فيه كعكة عقود الدعاية والإعلانات عملياً منحصرة في الفضائيات التي قامت بشراء أعمال جديدة، وتحديداً في تلفزيوني دبي وأبوظبي، في الوقت الذي يعود فيه تلفزيون الشارقة للمرة الأولى منذ سنوات إلى المنافسة نسبياً من بوابة شراء أعمال درامية جديدة. |
وتحتل القنوات التابعة لمؤسسة دبي للإعلام وشركة أبوظبي للإعلام، موقعاً متميزاً في هذا السباق السنوي بوتيرة أعلى هذا العام، إذ تشارك المؤسستان بالنسبة الكبرى في عدد المسلسلات المعروضة على شاشات القنوات المحلية الرسمية خصوصاً.
ورصدت «الإمارات اليوم»، عبر إحصاء لعدد المسلسلات المعلن عن بثها على شاشة القنوات المحلية الرسمية في الدولة، ارتفاع عدد الساعات الدرامية التي تخصصها سبع قنوات فقط، لا يتخصص أي منها في عرض المسلسلات، إلى 29 ساعة يومياً، دون احتساب أن معظم تلك القنوات تقوم بإعادة الأعمال نفسها في توقيت آخر أثناء اليوم نفسه، ما يعني أن هذا الرقم يتضاعف فعلياً.
وتتشارك قنوات «دبي»، و«سما دبي»، و«أبوظبي الأولى»، الإمارات، «عجمان»، و«الفجيرة»، في بث 43 مسلسلاً ما بين المحلي والخليجي والمصري والسوري والأردني، متوسط معظمها 40 دقيقة، بخلاف الفواصل الإعلانية التي تمتد بزمن متابعة كل عمل إلى ما يقارب ضعف مساحته الزمنية الأصلية.
وفي ظل اعتماد متوسط المدة الزمنية للمسلسل وهي 40 دقيقة يبقى مشاهد القنوات المحلية المذكورة في حاجة إلى 29 ساعة يومياً لمتابعة جميع الأعمال، ما يعني أن الفاتورة النهائية لساعات الدراما المحلية في شهر رمضان هي 860 ساعة (على اعتبار الشهر الفضيل 30 يوماً).
ميزانيات خاصة
رصدت مختلف القنوات الفضائية ميزانيات خاصة، تبقى الأكثر كلفة دائماً على مدار العام بين نظيرتها، نظراً لارتباطها بمشروعات إنتاجية جديدة، فضلاً عن التعاقد مع وجوه من مشاهير الفن والإعلام للإطلالة عبر برامج حوارية، لكن إطار تنافس يدفع بإدارات تلك القنوات للتحفظ على الأرقام الحقيقية، مشيرين إلى ان ذلك يستفيد منه منافسوها، وشركات إنتاج لتحقيق مكاسب إضافية.
رغم ذلك يمكن الجزم بأن الميزانية الأكبر عادة في المؤسسات الإعلامية المحلية تذهب للقنوات الفضائية التي تتطلع دائماً للفوز بحصة جيدة من صفقات الدعاية والإعلان تعوض ما يتم إنفاقه على هذه الدورة، في كل مؤسسة على حدة، وتتشارك مؤسستا دبي للإعلام، وشركة أبوظبي للإعلام في كونهما صاحبتي المشاركة الأكبر في هذا المجال.
وتبتعد قنوات المؤسستين عن بث أي أعمال معادة في هذا الشهر، خلافاً لسائر الدورات البرامجية، إذ يقدم تلفزيون دبي في هذه الدورة 10 مسلسلات جميعها جديدة، وتعرض قناة سما دبي تسع مسلسلات جديدة أيضاً، فيما يصل عدد المسلسلات المعروضة على قناتي أبوظبي الأولى والإمارات، التابعتين لشركة أبوظبي للإعلام إلى 12 مسلسلاً، وجميع تلك الأعمال تتنوع بين المحلية والخليجية والعربية.
وسارت قناة الشارقة الفضائية على التنوع ذاته، وأقدمت للمرة الأولى منذ سنوات عدة على شراء ثلاث مسلسلات جديدة لتنافس من بعيد نظيرتها في إمارتي أبوظبي ودبي، وهي المسلسل المحلي «القياضة»، والمصري «الصقر شاهين»، والسوري «قمر شام»، بعد ان ظلت القناة تراهن خلال دوراتها الرمضانية الأخيرة على البرامج الاجتماعية وبرامج المسابقات بشكل أكبر.
تقليص حجم ميزانيات بعض القنوات المحلية مقارنة ببعضها الآخر لا يعني بالنسبة لمجالس إداراتها الخروج من دائرة المنافسة، إذ فضلت بعض القنوات الذهاب بالمنافسة بعيداً عن سياقه الزمني وانتظار، الدورة التالية للشهر الكريم، والإعداد لها بطاقة مادية وفنية أكبر، بسبب عدم تكافؤ الفرص في المقدرة على حسم شراء أعمال درامية جديدة متميزة أو حتى وجود قناعة بأن رمضان لم يعد الساحة الأنسب لعرض نتاج درامي متميز في ظل الزخم الكبير الذي تشهده عشرات الفضائيات العربية، بعضها اصبح متخصصاً فقط في عرض المسلسلات.
أعمال منوعة
عبر خمسة أعمال غير جديدة تشارك قناة عجمان الفضائية في المعروض الدرامي المحلي، إذ تستدعي في بعضها اعمالاً ارتبطت في ذاكرة المشاهد بالعرض الرمضاني منها «شحمان ونحفان» محلياً، و«درب الزلج» و«بومرزوق» خليجياً، بالإضافة إلى مسلسلي «أصابع الزمن» و«امرأة أخرى» وفق قاعدة التنويع نفسها في المعروض الدرامي، فضلاً عن عدد من البرامج الاجتماعية والدينية وتلك القائمة على صيغة المسابقات.
وتدخل قناة الفجيرة الفضائية ايضاً السياق التنافسي وفق إطار الإمكانات المتاحة، إذ تبدي القناة اهتماماً أكبر بدورة ما بعد رمضان التي من المتوقع أن تشهد تغييراً جذرياً وربما طلة جديدة كلياً للقناة، في الوقت الذي لا تغيب فيها عن حصة الدراما الرمضانية، وإن بأعمال سبق عرضها، إذ تعرض «الفجيرة» خلال هذا الشهر أربعة أعمال مختلفة متنوعة بين المحلي والخليجي والعربي.
وتعرض قناة دبي الفضائية 10 أعمال جميعها إنتاج جديد تعرض للمرة الأولى وهي المسلسل التارخي «خيبر»، تأليف يسري الجندي، وإخراج محمد عزيزية، و«تحت الأرض»، قصة وسيناريو وحوار هشام هلال، واخراج حاتم علي، و«بدون ذكر أسماء»، تأليف وحيد حامد، وإخراج تامر محسن، و«الشك»، تأليف أحمد محمود أبوزيد، وإخراج محمد النقلي، وجميعها مسلسلات عربية، بالإضافة إلى المسلسلات الخليجية «سر الهوى»، تأليف إيمان سلطان، وإخراج محمد دحام الشمري، و«سوق الحريم»، تأليف أيمن الحبيل، وإخراج حسين أبل، و«ماي عيني»، تأليف ضيف الله زيد، وإخراج مناف عبدالله، و«مطلقات صغيرات»، تأليف د.خلود النجار، وإخراج سائد بشير هواري، بالإضافة إلى مسلسلي الكرتون «فريج»، لمحمد سعيد حارب، و«شعبية الكرتون»، لحيدر محمد في جزئيهما الجديدين.
وفضلاً عن عرضها ثلاثة مسلسلات كرتونية تعرض قناة «سما دبي» مسلسلات «يا من هواه»، و«القياضة»، و«قررمش»، و«قوم الغرة»، و«ديمة وحليمة»، و«أولاد وبنات»، ما يعني أن نسبة انشغال معظم القنوات المحلية في ساعات بثها على مدار اليوم ستبقى خلال شهر رمضان درامية بامتياز.