فخامة وترف بـ «أناقة رثة»

يطل ورق الحائط هذا العام بتصاميم جذابة تنطق بالفخامة وتعكس الطابع الشخصي المتفرد، حيث تزدان بنقوش الزهور الحالمة، وتزهو بالألوان البرّاقة كالذهبي والنحاسي على غرار نمط الباروك المترف. ويقابل هذه الفخامة والترف اتجاه مضاد يحمل اسم «الأناقة الرثة»، الذي يمنح الجدار مظهر حائط خرساني قديم يحتاج إلى الترميم.

وتنتشر نماذج الزهور ذات الصياغة التخريمية على ورق الحائط حالياً، حيث تبدو هذه النماذج قريبة من بعضها بعضا أحياناً، وقد تكون مبعثرة على مساحة أكبر وبعيدة عن بعضها بعضا في أحيان أخرى. وأوضحت أولريكه رايخ، من المعهد الألماني لورق الحائط بمدينة دوسلدورف، «يزداد الإقبال منذ سنوات على ورق الحائط المصمم بزخارف نباتية ونماذج الزهور».

وشهدت السنوات الأخيرة بالفعل ظهور اتجاه يحمل تصاميم نباتية مثل أعشاب متأرجحة أو أوراق الأشجار الدقيقة أو نماذج أزهار بديعة. وأضافت الخبيرة الألمانية «يمتاز عام ‬2013 بظهور تصاميم نباتية ونماذج الأزهار بمظهر الألوان المائية بوضوح». وإلى جانب اللون الأخضر التفاحي والمرجاني يزداد الإقبال حالياً على التصاميم النباتية باللون الأزرق المائي.

وتتجلى مثل هذه التصاميم ذات اللون الأزرق في تشكيلة الأناقة الخالصة التي تقدمها شركة «إريسمان» لورق الحائط. وتبدو نماذج الأزهار الدقيقة المستوحاة من آسيا كأنها مرسومة باليد. وتشبه هذه التصاميم رسوم الخزف الأبيض والأزرق، الذي يعود إلى أسرة مينغ الصينية.

هدوء وراحة

أوضح ماركوس ماتيس، مدير الإنتاج بشركة إريسمان الألمانية، «يعمل ورق الحائط بمثل هذه التصاميم على إشاعة أجواء من الهدوء والراحة في المكان». ولا تقتصر تصاميم ورق الحائط على الزهور فقط، لكن يمكن دمجها وتنسيقها مع أشكال هندسية مثل أغصان الزهور ورسوم الكاروه الصغيرة. وأضاف الخبير الألماني «يمكن تنسيق الزهور مع الخطوط والتموجات بشكل جيد أيضاً».

وأصبح الأشخاص أكثر جرأة حالياً في اختيار تصاميم ورق الحائط، ولم يَعد هناك إقبال على تصاميم الألياف الخام المتماثلة. وأوضح المصمم لارس كونتازين «على الرغم من أن هذه التصاميم مفيدة، إلا أنها لا تتمتع بخصائص وسمات خاصة». ولكن في تلك الأثناء قد يبدو ورق الحائط كأنه مسرح براق، لذلك تزداد أهمية ورق الحائط حالياً.

وأضاف لارس كونتازين، الذي يعتبر رائداً في مجال تصميم ورق الحائط ذي الرسوم والنماذج الإبداعية، «لقد أصبح ورق الحائط بمثابة تعبير عن طابع التفرد، فبدلاً من استخدامه عنصراً زخرفياً فقط، أصبح عنصر التصميم الأساسي المُهيمن على الغرفة بأكملها». وتشتمل أحدث تشكيلاته من ورق الحائط على تصاميم من أوراق نبات البرسيم المنمنمة.

ويتمتع يورن كامبير من شركة أيه إس كريشين بالتجربة نفسها التي أوضحها المصمم لارس كونتازين، ويقول الخبير الألماني «لم يكن هناك اهتمام بورق الحائط قبل سنوات عدة، أما اليوم فإنه يشهد إقبالاً كبيراً». وكما هي الحال في عالم الأزياء والموضة لم يعد ورق الحائط وسيلة لتحقيق غاية معينة، لكنه أصبح تعبيراً عن تفرد الشخصية، لذلك تتعاون شركة ورق الحائط مع بيت الموضة الإيطالي الشهير فيرساتشي لطرح باقة من التصاميم الفاخرة من ورق الحائط، التي تحول الغرف البسيطة إلى مسارح براقة.

«فيرساتشي»

تضم تشكيلة ورق الحائط التي تحمل اسم «فيرساتشي» العديد من العناصر الزخرفية على غرار نمط الباروك باللون الأسود والذهبي على خلفيات بدرجات اللون الأحمر القاني أو الأزرق الملكي. كما تختلط بعض الزخارف الفاخرة مع أشرطة الديكور المصنوعة من الساتان، وكذلك الأسطح المخملية والتأثيرات المعدنية. وتعول شركة ماربورغ على درجات اللون النحاسي في تشكيلتها «لا فينيزيانا»، التي تضم مقعداً مريحاً أمام الحائط. ومع ذلك ليس بالضروري أن يغطي ورق الحائط جميع جدران الغرفة بالكامل، لكن يمكن التركيز على «الحائط المميز» فقط، وتقول الخبيرة الألمانية أولريكه رايخ «بدلاً من تغطية كل جدران الغرفة، يمكن وضع ورق الحائط على جدار واحد فقط ليكون محط الأنظار». وبذلك يتم تسليط الأضواء على الغرفة بشكل مثالي. ومن الأفضل وضع ورق الحائط على جدار لا يوجد فيه نوافذ ولا تقف بجواره خزائن مرتفعة.

وأضافت رايخ «وبالنسبة للجدران الباقية يوجد ورق حائط مناسب وبالألوان العادية». وتبدو بعض التصاميم بمظهر جيد عند دمجها مع النماذج الأخرى، وأوضحت الخبيرة الألمانية «يمكن توليف ديكورات الزهور مع ورق حائط بتصميم الخطوط التقليدية وبدرجات الألوان الهادئة».

وإذا لم يرغب المرء في استعمال ورق الحائط بتصاميم الزهور أو نماذج الباروك، يمكنه اختيار بديل عصري خلال العامين الجاري والمقبل، حيث يعتمد نمط الرث الأنيق على نقل سحر المباني الصناعية القديمة إلى غرف المعيشة. وأوضحت الخبيرة الألمانية رايخ أن هناك إقبالاً متزايداً حالياً على ورق الحائط الذي يبدو مثل حائط خرساني قديم، مثلاً من تشكيلة «فاكتوري» من شركة راش.

ويعول المصمم لويجي كولاني في تشكيلته «فيشنز» على خطوط منحنية تبدو بمظهر تقني على خلفية تشبه النحاس. وهناك بدائل أخرى مثل الأصواف التي تبدو بمظهر الكسوات المعدنية أو أنسجة من الحجر، وأضافت رايخ «لا يتناسب المظهر الصناعي مع المنازل ذات الجدران العالية فحسب، بل إنه يتناغم مع المباني الحديثة أيضاً».

وبالإضافة إلى ذلك يشهد عالم الديكورات والتجهيزات الداخلية حالياً عودة تصاميم ورق الحائط من حقبة الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، وتقول رايخ «بعد ظهور إصدارات عصرية من التصاميم القديمة خلال السنوات الماضية في الأماكن العامة، فإنها بدأت تجد طريقها إلى المنازل والنطاقات الخاصة»، مثل تشكيلة «فانتازيا» التي تقدمها شركة إريسمان، وتتضمن هذه التشكيلة رسوما لزهور وفراشات على خلفية باللون البرتقالي الزاهي.

وأضافت رايخ أن تنوع الخيارات لا يتوقف على النماذج والأنماط فقط، بل إن الأشخاص يشعرون بالتصاميم الحديثة لورق الحائط بشكل متباين، وهو ما يجب مراعاته عند الشراء.

وأوضحت خبيرة ورق الحائط الألمانية «قد لا يُعجب المرء بجمال ورق الحائط إلا بعد الإحساس بالتصميم ثلاثي الأبعاد عن طريق تلمسه بالأصابع».

الأكثر مشاركة