«لما شفتك» يعود إلى مــــوطنه الداعم
تبدأ سينما فوكس مارينا في أبوظبي، غداً، عرض فيلم «لما شفتك»، للمخرجة والكاتبة الفلسطينية آن ماري جاسر، الذي شارك في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية عدة، وحقق سلسلةً من النجاحات والجوائز.
وأُطلق فيلم «لما شوفتك» للمرة الأولى في مهرجان أبوظبي السينمائي لعام 2012، وحاز فيه جائزة أفضل فيلم عربي ضمن مسابقة آفاق جديدة.
ويعتبر عرض هذا الفيلم العربي الطويل في العاصمة الإماراتية إنجازاً لصناعة الأفلام المستقلة التي تعتمد على جهود المخرجين الذاتية، وتطرح نفسها بديلاً عن السينما التجارية، كما يعد الفيلم مثالاً عن جودة الإنتاجات المدعومة من صندوق «سند» التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي والهادف إلى مساعدة المشروعات السينمائية العربية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج.
بالإضافة إلى نجاحه في مهرجان أبوظبي السينمائي، حقق «لمّا شفتك»، الذي يستمر عرضه في أبوظبي حتى نهاية شهر رمضان الجاري، عدداً من الإنجازات، منها تمثيله فلسطين رسمياً في جوائز «الأوسكار» للعام الجاري عن فئة أفضل فيلم أجنبي، ومشاركته في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحصوله على جائزة شبكة تعزيز السينما الآسيوية عن فئة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برلين السينمائي العام الجاري، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم العربي، وجائزة دون كيشوت في مهرجان قرطاج السينمائي 2012. وقال مدير مهرجان أبوظبي السينمائي، علي الجابري، «يعكس نجاح (لمّا شفتك) جهود مهرجان أبوظبي السينمائي وصندوق (سند) الهادفة إلى دعم صناعة الأفلام العربية، ويسرّنا أن يحصل هواة السينما في أبوظبي على فرصة مشاهدة هذا الفيلم الرائع من جديد».
من جانبها، عبّرت المخرجة آن ماري جاسر، عن سعادتها لإطلاق فيلمها في سينما فوكس بالعاصمة الإماراتية التي تقدّم، على حد قولها، المزيد من الفرص المتميزة لصانعي الأفلام يوماً بعد يوم. وأضافت «أعتبر أنّ فيلمي يعود الآن إلى موطنه بعد الدعم التمويلي والمعنوي من مهرجان أبوظبي السينمائي وصندوق (سند)، وآمل أن يفتح هذا العرض في أبوظبي الباب أمام (لما شفتك) ليدخل الصالات السينمائية الأخرى في المنطقة». تدور أحداث الفيلم في عام 1967، وتسلّط الضوء على الصعوبات التي تواجه طارق، الطفل البالغ من العمر 11 سنة، وهو يحاول الهرب من فلسطين إلى الأردن برفقة والدته، وبعد انفصاله عن والده وانتقاله إلى مخيم للاجئين، يبحث طارق عن سبيل للعودة إلى حضن الوطن. يستعرض الفيلم أجواء معسكر سري قرب الحدود «الإسرائيلية»، تسوده أجواء الحيوية والحماسة عبر تدريبات مقاتلي التحرير الفلسطينيين الذين يستعدون لمعركة الثأر مع العدو الإسرائيلي لاستعادة شرف وحرية أرضهم المسلوبة. تتقاطع الدروب بطارق ووالدته مع أعضاء المقاتلين الفلسطينيين، فيختار طارق البقاء مع المقاتلين، ما يجبر والدته على اللحاق به والبقاء معه. يجسّد فيلم «لما شفتك» قصة مفعمة بالمغامرة والحب والفكاهة والرغبة في الحرية، كما أنه يبعث برسالة أنّ الإنسان قادر على تحقيق المستحيل على الرغم من كل العراقيل.
تم تصوير الفيلم في الأردن من خلال فريق عمل محلي. وهو من إنتاج أسامة بواردي، وبطولة الوجه الجديد على ساحة التمثيل، الطفل محمود عسفا، الذي يؤدي شخصية طارق، بالإضافة إلى عدد من الممثلين الذين سبق لهم أن شاركوا في أعمال جاسر، مثل صالح بكري وربى بلال.