«تراث» تحتفي بالشهر الفضيل بملف خاص

موضوعات منوعة يضمها الملف الرمضاني في «تراث». من المصدر

في عددها الجديد، تحتفي مجلة تراث التابعة لنادي تراث الإمارات في أبوظبي، بشهر رمضان الفضيل عبر ملف خاص يحتوي على موضوعات منوعة، إذ يحمل رمضان «تراثاً ضخماً من المعرفة، بداية من تاريخه اللغوي، مروراً بما شهده من عادات وتقاليد تنوعت وتبدلت على مر العصور»، كما ذكرت المجلة في افتتاحية عددها الجديد.

يشمل الملف الخاص بالشهر الفضيل موضوعات عدة، من بينها دراسة ثرية في التاريخ اللغوي للتعريف بدلالات الأسماء التي حملها شهر رمضان على مر التاريخ، وجولة مع «الفانوس» في الشعر العربي، وجولة أخرى بصحبة قصص «المسحراتي» وأغانيه الساحرة في صعيد مصر، بالإضافة إلى حكايات من ذاكرة المكان حول كيفية استقبال سوق العين للشهر الفضيل. كما تضمن العدد الحلقة الأولى من سلسلة تحقيقات عربية تجريها المجلة تحت عنوان «المقاومة بالحكاية»، تسعى إلى مناقشة إمكانية تحويل التراث الحكائي الشفهي إلى وسيلة تعليم تعمل على تعزيز مشاعر الانتماء لدى النشء، بما يحميهم من عمليات التنميط التي تريدها العولمة، وتتساءل عن كيفية القيام بذلك في إطار منهجي علمي سليم دون أن تفقد الحكاية سحرها الشفوي. بهدف الاستفادة من التراث الحكائي (الشفهي) في تعزيز وتنمية شخصيات الأجيال الجديدة وحمايتهم من الذوبان في طوفان العولمة الساعي إلى طمس هوياتهم وتفردهم.

وتضمن العدد الجديد حواراً مع العالم الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، وصاحب نظرية العلم الإسلامية، وقراءة قام بها الدكتور الزواوي بغوره في باب «ارتياد الآفاق» لكتابات الرحالة نايبور في القرن الـ‬18 لمناطق «الإحساء ونجد والحجاز». كما تضمن العدد الجديد من «تراث»، دراسة حول تاريخ «المونولوج المصحوب بمُصفِّقَاتِ البامبو»، وهو أحد أشهر الفنون الشعبية في الصين، إلا أنه كان وسيلة للتسول والشحادة من باب إلى باب قبل أن يتحول إلى فن ونوع من الأوبرا الصينية التقليدية واسعة الانتشار. وفي باب «دانات» المعني بالشعر النبطي في الإمارات، احتفى العدد الجديد من مجلة تراث بالشاعر الشعبي الكبير محمد بن علي الكوس، الذي غيبه الموت قبل شهور.

بينما استعرضت «تراث» في باب «وجه في المرآة» ملامح تجربة المسرحي المغربي أحمد الطيب العلج، الذي لُقب بـ«موليير المغرب».

كما تضمنت المجلة عدداً من الموضوعات الأخرى، بالإضافة إلى مقالات كتّاب «تراث» من الإمارات، سرور خليفة الكعبي، وفاطمة المزروعي، والدكتور راشد المزروعي، ومن المغرب الدكتور سعيد يقطين، ومن العراق الدكتور مقداد رحيم، ومن مصر الدكتور علاء الجابري والدكتور أيمن بكر والدكتورة سحر الموجي، ومن عمان الدكتورة عائشة الدرمكي.

كما صدر مع العدد ضمن سلسلة كتاب تراث الشهري، كتاب «رسالة حسن الحط على توهم الاحتجاج عندنا بالخط، لشيخ الإسلام محمد بيرم الثاني»، وهو تحقيق وتعريف الباحثة التونسية مبروكة المنيسي، والكتاب محاولة للإجابة عن الإشكالات التي طرحتها بعض الدراسات الحديثة حول مدى استفادة الباحثين خصوصاً باحثي التاريخ الحديث من المصنّفات الدينيّة، ثم مدى اعتبار هذه الكتب مصادر ذات جدوى وفاعليّة.

وترى الباحثة في كتابها الذي يقع في ‬105 صفحات أن النظرة إلى الكتب الدينيّة والفقهيّة كمصادر للبحوث التاريخيّة والاجتماعية قد تطورت تطوراً إيجابيّا، لافتة إلى أن بعض المفكرين يقصونها تماما كمصادر، ومنهم كلود كاهان، الذي تحدث عن الهوة بين الدراسات المتعلّقة بالعالم الغربي وتلك المتعلّقة بالإسلام والعالم الشرقي، وكذلك جون سوفاجي، الذي حذر في كتابه «مدخل لتاريخ المشرق الإسلامي» من الرجوع إلى هذه الكتب والاعتماد عليها كمصدر لدراسة الحياة الاجتماعية. وتقول الباحثة، إن «هذا الاحتراز تجاه هذا النوع من المؤلفات يعود إلى عدم الاطلاع عليها اطلاعاً كافياً وضافياً من قبل المؤرخين». وتؤكد أنه «ممّا لاشكّ فيه أنّ هذه المؤلفات بغضّ النظر عن جدوى المعلومات التي تقدّمها، هي تدوين للواقع، ولكن بأسلوب قضائي، ومن وجهة نظر شرعيّة ودينيّة، لأن كل أنواع هذه المؤلفات من فتاوى، وإجابات، وقوانين، ونوازل ووثائق شرعيّة، إنّما تُنتج بصفة مباشرة أو غير مباشرة خلال إثارة إشكال في مسألة من المسائل الاجتماعية والاقتصادية».

تويتر