مجلس رمضاني يؤكد ضرورة استلهام حكــمة الشيخ زايد والاستمرار على منهجه
استعاد مشاركون في مجلس رمضاني تحت عنوان «زايد الإنسان: منهج رجل.. وسيرة وطن» فصولا من عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لافتين الى أنه قدم للشعوب المنكوبة والمحتاجين داخل الدولة وخارجها، ما يزيد على 26 مليار درهم خلال فترة حكمه. وتطرقوا الى دوره البيئي، وحرصه على سلامة المحيط الذي نعيش فيه، منوهين بأنه زرع في أبوظبي وحدها ما يزيد على 280 مليون شجرة.
وأكد مشاركون في المجلس، الذي نظمه نادي دبي للصحافة استجابة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم، بتخصيص ذكرى رحيل الشيخ زايد مناسبة للعطاء، أن الشيخ زايد قاد مسيرة بناء الدولة، وانتقل بها من نجاح إلى آخر بفضل إدارته الحكيمة والعادلة.
وأضافوا أن آثار عمله الإنساني موجودة في أنحاء الوطن العربي والإسلامي، لافتين إلى أن مسيرته الحافلة شهدت كثيرا من محطات العمل الخيري، والمساهمات الكبيرة والجليلة في الميادين الحياتية كافة.
وتفصيلا، قال مدير قناة أبوظبي الرياضية محمد نجيب، الذي ادار الجلسة النقاشية، إن وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحزنت الامة العربية والاسلامية، حيث كان اسمه مقرونا بالخير الذي لا يتوقف ولا ينتهي ولا ينضب. وأضاف أن زايد أراد الخير لشعبه وأمته، ولم يدخر جهدا في سبيل تحقيق هذه الغاية، مشيرا إلى ان زايد كان يسعى دائما إلى تطوير الإمارات وتوفير كل الراحة لشعبها والرقي في حياتهم المعيشية ورحل زايد منذ تسع سنوات وما زال شعب الإمارات يذكره بكل خير، مشيرا إلى انه كان من أشد المهتمين بالحفاظ على تراث الإمارات وعادات وتقاليد شعبه.
من أقوال زايد - «لا فائدة للمال إذا لم يسخر لمصلحة الشعب، ونحن نؤمن بأن ثروة المنطقة لأبنائها. وكل مواطن في أي إمارة له كل الحقوق». - «نحن نستخدم الثروة النفطية لخدمة الإنسان وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق والتشجير، وإقامة المزارع والمصانع التي أصبحت تنتج الكثير مما يحتاج إليه الشعب من غذاء». - «إن البترول والإمكانات التي وهبنا الله إياها نعمة من عند الله، وعلينا أن نحافظ على هذه النعمة، ونستغلها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن». - «إنني أنادي بضرورة إقامة حوار بناء وهادف بين الدول الصناعية ودول العالم الثالث، التي تشكل الدول النفطية جزءاً لا يتجزأ منها، لدراسة مجمل القضايا الاقتصادية التي تتعــلق بالتضخم العالمي وأسعار المواد الأولية ومشـــاريع التنمية والتعاون التكنولوجي، بهدف الوصول إلى إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد وعادل ومتكافئ». - «نحن نعتقد أن كل ما حدث في البلاد من تغييرات هو أولاً من صنع أبنائنا الذين أحسنوا استغلال الثروة التي وهبها الله لهم». |
وأضاف: «رحل زايد بجسده، لكن فكره ما زال يقيم في هذا الوطن، واسمه لا يزال يتردد بين الناس مقرونا بالخير، فقد سكن قلوب هذا الشعب، بفضل مواقفه وحكمته وإنجازاته وأعماله. ومنذ توليه مقاليد الحكم في الدولة، شهدت الإمارات تطورا هائلا، وضعها في مصاف الدول المتطورة، حتى أصبحت اليوم مركزاً مالياً واقتصادياً عالمياً مرموقاً.
كما أسهمت خطط التنمية، التي كان الراحل الكبير يشرف عليها بنفسه، في تحسين وضع المواطن الإماراتي، بفضل التخطيط السليم، والرغبة الصادقة، وإصرار الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على عدم الرضوخ للمعوقات أيا كان شكلها أو حجمها أو نوعها.
وأكد المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة زكي نسيبة، أن زايد كان مدرسة ومؤسسة وأسلوب عمل، وحياة، فقد سخر الإمكانات كلها للمواطنين وللوطن، بعدما قاد الاتحاد، وبنى أساسها وركيزته، مع اخيه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم. ولفت إلى أن الامة العربية والإسلامية تشهد لزايد بالخير، وهي تتذكر أنه لم يدخر جهدا لمساعدة كل محتاج جاء له، إضافة إلى أنه قدم مساعدات كبيرة إلى مختلف دول العالم، وبنى فيها مدنا، وقرى، وساهم في رقيها.
وأضاف أنه عمل مع زايد، رحمه الله، كمستشار إعلامي، ورأى أمورا لم يرها الناس، مؤكدا أنه لم يتأخر في مدّ يده لأي محتاج أو فقير، وأنه كان يعمل بلا توقف من أجل تأمين سبل العيش والحياة الكريمة لأبناء شعبه وأمته».
وأفاد نسيبة بأن هناك معالم كثيرة حددت ملامح عمل زايد، أولها قناعته بضرورة قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة، وجمع أبناء الإمارات كلهم تحت راية الدولة، مضيفا أنه كان يشعر بأن عليه ان يسعد شعب الإمارات وإعلاء شأن المواطن، من خلال بناء وطن مبنيّ على التماسك والوحدة.
وتابع أن «الإمارات تقدمت في المجالات كافة، خصوصا في الجانب الاقتصادي والإنساني»، مشيرا إلى أن «دول العالم توقعت عدم استمرار اتحاد الإمارات، بسبب تفكك كثير من الاتحادات بعدما نشبت فيها نزاعات كثيرة من اجل الحكم، وحروب داخلية، وكان الشيخ زايد يعمل ويسعى إلى الحفاظ على الاتحاد متماسكا، فواجه العقبات، وتغلب عليها، حتى اصبحت الإمارات ما هي علي الان».
وذكر المستشار الإعلامي محمد القدسي، إن زايد الخير كان حاكما عظيما وقائدا فذا، لكنه كان مواطنا في المقام الاول، يتلمس احتياجات المواطنين بشكل مستمر، ويسعى إلى حلّ الامور التي تزعجهم أو تضرّ بمصلحتهم، ويسهم في رسم البسمة على وجه كل صغير وكبير.
وأضاف أن زايد صنع دولة الإمارات العربية المتحدة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وباقي حكام الإمارات، مشيرا إلى أنه كان رجل المواقف، ورجل المهمات الصعبة، ورجل القرارات، وزعيم الأمة العربية والاسلامية. وقد اشتهر بمقولة «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي» التي أطلقها عام 1973 في حرب أكتوبر، وبادر بقطع النفط عن دول العالم المعادية لمصر، مما شكل ضغطا فاعلا على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب.
وتابع القدسي أن زايد حرص دائما على تقديم المساعدات للمحتاجين داخل الدولة وخارجها، فقدم خلال فترة حكمه 26 مليار درهم مساعدات للشعوب المنكوبة والمحتاجين.
واعتبر أن لغة الحوار كانت من أهم مميزات وسمات الشيخ زايد، إذ كان يناقش المعنيين في الأمور كافة، ويستمع الى آرائهم بهدوء. كما كان يهتم كثيرا بالبيئة، وقد حصل على 16 جائزة بيئية عالمية، وزرع ما يقارب 280 مليون شجرة في كل أنحاء إمارة أبوظبي، وتغلب زايد على الدراسة التي عملتها منظمات أجنبية وأكدت أن إمارة ابوظبي خصوصا، والامارات عموما، لا تصلح فيها الزراعة، لكن زايد أثبت لهم العكس، وزرع مساحات كبيرة في إمارة أبوظبي. كما حظي الشيخ زايد، رحمه الله، بمكانة رفيعة المستوى عند القادة العرب، وهو ما مكنه من أداء دور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة. كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.
واشاد القدسي بالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسمية يوم 19 رمضان يوما للعمل الانساني الاماراتي، ليكون مناسبة سنوية يحيي فيها شعب الإمارات والمقيمون على أرضها ذكرى القائد المؤسس عبر فعاليات توضح مآثر الفقيد الكبير في الجانب الانساني قبل أن يرتبط اسمه لدى القاصي والداني بعمل الخير والبذل والعطاء.
وقال نائب مدير عام الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة الأسبق أحمد محمد المنصوري إن زايد ليس مجرد زعيم نتغنى بأمجاده وإنجازاته، بل هو قصة حب نعيشها، فقد كان لنا الأب والدولة والقائد وشيخ العرب وأمير الفرسان، كما أنه الرجل الذي صنع المعجزة وبنى المستحيل، ووضع يديه المعطاء في الأرض اليابسة فجعلها جنة سندسية اللون تتباهى كعروس في يوم عرسها.
وذكر أن زايد كان يسعى إلى إسعاد أهل وطنه، والاوطان العربية، وكان شامخا، محبا للسلام والخير، مادا يده للمحتاجين في كل مكان من العالم. وقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ زايد بأنه كان رجلا عظيما، يسعى لبناء الانسانية. وقال خلال لقائه مجموعة من المسؤولين الاعلاميين أخيرا، إنه كان زعيما للإنسانية كلها.
وأضاف المنصوري أن المغفور له الشيخ زايد كان قائدا كبيرا، مؤمنا بوطنه وشعبه. وقد عمل مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في رسم مستقبل شعبهما وأمتهما، ورافقهما حلم الوحدة العربية حتى اللحظات الأخيرة من حياتهما، من دون أن تتزلزل ثقتهما في قدرة أمتهما على تجديد شبابها.
وأوضح أن زايد كان يحب في شعبه التفاني والإخلاص في العمل، وحماية ما تحقق من المنجزات، والمحافظة عليها وعلى التراث، وبناء الوطن، لافتا الى ضرورة الاستمرار في السير على منهجه، واستلهام حكمته في تخطي ما يواجهنا من عقبات، فضلا عن مساعدة المحتاجين، وتقديم أسباب الطمأنينة للمحرومين منها.
وقال مدير عام برنامج وطني ضرار بالهول الفلاسي، إن كل من يعيش على أرض الوطن يعشق زايد الخير، لأن حرص الشيخ زايد على العمل الانساني كان كبيرا، منوها بأن أبناء الإمارات يصفون أنفسهم بعيال زايد، ويطلقون على زايد «بابا زايد» لما قدم من خير لشعبه ولأمته.
ومن أقواله الشهيرة التي اشتهر بها «لا فائدة للمال إذا لم يسخر لمصلحة الشعب، ونحن نؤمن بأن ثروة المنطقة لأبنائها. وكل مواطن في أي إمارة له كل الحقوق».
ولفت إلى أن الشيخ زايد أصبح رمزا إنسانيا للشموخ والرخاء والسعادة، وصديقا لشعوب الأرض، وأبا لشعبه، فقد أدرك مبكرا ضرورة نسج الثقة من أجل تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني، فعمد الى تحقيق ذلك من خلال التفاعل الشخصي مع المواطنين. كما كلف حكومته بتعزيز قدرات الدولة في مجالات الصحة والتعليم والعدالة والرعاية الاجتماعية، وتوفير الفرص لمواطني الدولة حتى يكون لهم دور فعّال في نجاح الأمة، ولا تزال هذه الفلسفة واضحة في الدولة حتى اليوم.
وقال بالهول ان زايد الخير والعطاء تميز بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة القضايا كافة، ومنها الاحتلال الايراني للجزر الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وابو موسى) حيث انه كان في كل اجتماع ومحفل دولي خارجي يسعى إلى الحوار من أجل استعادة الجزر الثلاث المحتلة.
أما على صعيد العمل الإنساني، فقد أكسب الدولة سمعة دولية في البذل الخيري، من خلال دعمه عددا من القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهو النهج الذي لا يزال قادة الدولة يسيرون عليه حتى يومنا هذا.
وأكد أن ذكرى الشيخ زايد سوف تبقى في ذاكرة كل مواطن، سواء عاصر زمان الشيخ زايد أم لم يعاصره، لأن زايد لا يزال موجودا في قلوب الناس، وانجازاته وذكرياته تتحدث عنه، فهو قدم لدولة الامارات اتحادا سوف نحافظ عليه، وسوف نسعى إلى التعلم والرقي في جميع الميادين لرفعة الوطن، سائرين على خطا والدنا زايد. ومن جانبها، أشادت الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي الملقبة بـ «نخلة العراق» في مداخلةٍ لها، بالدور الرائد الذي لعبه الشيخ زايد في إيصال المرأة الإماراتية إلى المكانة الاجتماعية والسياسية والعلمية التي باتت تحظى بها اليوم، فقد أخذ بيدها وغرس البذرة في مجتمعٍ لم يعهد تمكين المرأة، مؤكدة أن معايير قياس القائد الناجح ترتكز على احترامه للمرأة.
وأكدّ المدير التنفيذي لشركة (أدرينالين) مختار رستم، أن زايد كان محل إجماع في كل الدول العربية، على اختلاف الانتماءات السياسية والأعراق والأديان، فقد كان في أوقات الشدة يرسل إلى إخوته العرب من يبني لا من يقتل، مضيفاً بأن زايد العروبي ترك للإمارات والعرب فكرا ووعيا مستداما، يمكن العودة إليه والنهل منه والاسترشاد به في أحلك الظروف وأشدها سوادا.