إياد‭ ‬نصار‭ ‬فنان‭ ‬أردني‭ ‬لمع‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬معقل‭ ‬الدراما‭ ‬العربية‭. ‬ أرشيفية

إياد‭ ‬نصار‭ ‬و«موجة‭ ‬حارة‮»‬‭.. ‬وجهان‭ ‬لنجومية‭ ‬واحدة

الإضاءة‭ ‬الشديدة‭ ‬تحجب‭ ‬ملامح‭ ‬الممثل،‭ ‬حتى‭ ‬يعتقد‭ ‬المشاهد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الساطع‭ ‬هو‭ ‬خطأ‭ ‬من‭ ‬المخرج‭ ‬في‭ ‬إدارته‭ ‬للكاميرا،‭ ‬لكن‭ ‬السطوع‭ ‬وحجب‭ ‬الرؤية‭ ‬يتكرر،‭ ‬وكأنه‭ ‬يريد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬عنوان‭ ‬العمل‭ ‬‮«‬موجة‭ ‬حارة‮»‬‭ ‬المأخوذ‭ ‬عن‭ ‬رواية‭  ‬للكاتب‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة،‭ ‬وكان‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬منخفض‭ ‬الهند‭ ‬الموسمي‮»‬‭. ‬يعرض‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬فضائية‭ ‬عدة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬الأردني‭ ‬إياد‭ ‬نصار‭ ‬ورانيا‭ ‬يوسف‭ ‬ومعالي‭ ‬زايد‭ ‬وغيرهم،‭ ‬ومن‭ ‬اخراج‭ ‬محمد‭ ‬ياسين‭.‬
تحفة‭ ‬درامية‭

لم‭ ‬ينته‭ ‬العمل‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬أحداثه‭ ‬وطريقة‭ ‬سرده‭ ‬للمجريات‭ ‬بدت‭ ‬واضحة‭ ‬الملامح،‭ ‬خصوصاً‭ ‬لمن‭ ‬قرأ‭ ‬الرواية،‭ ‬الحديث‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬عن‭ ‬تحفة‭ ‬درامية‭ ‬تقدم‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬تتحد‭ ‬فيه‭ ‬العناصر‭ ‬الفنية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬وإخراج‭ ‬وأداء،‭ ‬الحديث‭ ‬هنا‭ ‬سيختصر‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬بطل‭ ‬العمل‭ ‬إياد‭ ‬نصار،‭ ‬وهو‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬فنان‭ ‬أردني‭ ‬عانى‭ ‬الأمرين‭: ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الأردنية‭ ‬إبان‭ ‬حرب‭ ‬الخليج،‭ ‬وشح‭ ‬الانتاج‭ ‬المحلي‭ ‬
وتراجع‭ ‬دعم‭ ‬الأردن‭  ‬للثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬فقضى‭ ‬نصار‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الدوبلاج‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬فيه‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأردني،‭ ‬واحتكرت‭ ‬بالتالي‭ ‬معظم‭ ‬الأعمال‭ ‬المدبلجة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬اللهجات‭ ‬المحلية‭ ‬لتحويل‭ ‬اللغات‭ ‬التركية‭ ‬والمكسيكية‭ ‬وحتى‭ ‬مسلسلات‭ ‬كرتون‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬لهجات‭ ‬سورية‭ ‬
مصرية‭ ‬وخليجية‭ ‬
فالمتتبع‭ ‬للأعمال‭ ‬المدبلجة‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تهجينها‭ ‬باللهجات،‭ ‬سيصادف‭ ‬اسم‭ ‬الفنان‭ ‬إياد‭ ‬نصار‭ ‬على‭ ‬مقدمات‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال،‭ ‬التي‭ ‬أنقذته‭ ‬
من‭ ‬الغياب‭ ‬ومن‭ ‬العوز،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬بأعمال‭ ‬مسرحية‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬
والقليل‭ ‬بل‭ ‬الشحيح‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬الأردنية‭. ‬
مفاتيح‭ ‬النجاح‭ ‬
كان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬إياد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مخرجي‭ ‬ومنتجي‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬
وتاريخية‭ ‬أردنية،‭ ‬نالت‭ ‬اعجاباً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬وتقديراً‭ ‬عظيماً‭ ‬من‭ ‬مهرجانات‭ ‬عربية‭ ‬ودولية،‭ ‬وكان‭ ‬نصار‭ ‬أحد‭ ‬مفاتيح‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬فرصته‭ ‬التي‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬مفتاحه‭ ‬هو‭ ‬للنجاح‭ ‬كانت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ ‬أعمال‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الأمين‭  ‬
والمأمون‮»‬‭ ‬و«الاجتياح‮»‬،‭ ‬وتحديداً‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬ايمي‮»‬‭ ‬العالمية‭ ‬كأفضل‭ ‬إنتاج‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬المسلسلات‭ ‬الطويلة‭. ‬
الحال‭ ‬المتقلبة
لكن‭ ‬شهر‭ ‬العسل‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬طويلاً‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬الأردني‭ ‬والسوق‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬نهمة‭ ‬جداً‭ ‬للإنتاج‭ ‬السوري‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬المصرية‭ ‬منها،‭ ‬والتي‭ ‬احتلت‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬طلبات‭ ‬الشراء‭.  ‬هذه‭ ‬الحال‭ ‬المتقلبة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬عانها‭ ‬ولايزال‭ ‬الفنان‭ ‬الأردني،‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬معروفة،‭ ‬لم‭ ‬يرفع‭ ‬الخناق‭ ‬ولو‭ ‬سنتميترات‭ ‬عدة‭ ‬عن‭ ‬أعناق‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬حقوقهم‭ ‬المهنية‭ ‬وأحلامهم‭ ‬الفتية،‭ ‬وراحت‭ ‬أدراج‭ ‬رياح‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭. ‬لهذا‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬نصار‭ ‬سريعاً‭ ‬وخاطفاً،‭ ‬حين‭ ‬وقف‭ ‬وسط‭ ‬‮«‬المعمعمة‮»‬‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭!  ‬
في‭ ‬مصر‭ ‬
ترك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تقريباً‭ ‬وراءه،‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وأن‭ ‬يخوض‭ ‬تجربة‭ ‬التغيير‭ ‬بالكامل،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭  ‬يملك‭ ‬في‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬تميزاً‭ ‬وتفوقاً‭ ‬ملوحظين‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬التي‭ ‬شارك‭ ‬فيها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬انتاجها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني‭. ‬تلك‭ ‬الأدوار‭ ‬لمن‭ ‬تابعها‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والمنتجين‭ ‬المصريين‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬جداً‭ ‬لمنحه‭ ‬الكارت‭ ‬الأخضر‭ ‬للمرور‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬وسط‭ ‬عاصمة‭ ‬الفنون‭ ‬العربية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬إشارة‭ ‬ضوئية‭!‬
وصفه‭ ‬مثقفون‭ ‬بأنه‭ ‬خليفة‭ ‬أحمد‭ ‬زكي،‭ ‬وآخرون‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له،‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬واجبه‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭. ‬نصار‭ ‬ومسلسل‭ ‬‮«‬موجة‭ ‬حارة‮»‬،‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تشعر‭ ‬متابعي‭ ‬العمل‭ ‬بكيف‭ ‬يكون‭ ‬الممثل‭ ‬نجماً‭ ‬والعمل‭ ‬متكاملاً‭.‬

 

الأكثر مشاركة