اتجاه شبابي لكسر احتكار النجم الأوحد
مسلسلات رمضان صراع درامي بين جيلين
المتابع للدراما الرمضانية المعروضة هذا العام يستشعر كأنه أمام نوعين مختلفين من الدراما، أو جيلين منفصلين لكل منهما فكر وشخصية درامية مستقلة، بما يشير إلى أن هناك تغييرات جوهرية بدأت تأخذ مكانها في صناعة الدراما التلفزيونية العربية، وتخلق ما يمكن اعتباره نقلة في مستوى الأعمال وتعيد ترتيب عناصرها بخلاف ما اصبح سائداً على الساحة في السنوات الماضية، هذه التغييرات تظهر بوضوح في الدراما المصرية، وبدرجة أقل في السورية بينما مازالت بعيدة عن الدراما الخليجية لأسباب مختلفة من بينها ان الشكل الجديد الذي ظهرت به بعض الأعمال الدرامية هذا العام، والعام الماضي بشكل أقل من حيث العدد، يعتمد على وجود كتاب سيناريو شباب يكتبون بروح شابة، وهو ما تفتقده الدراما الخليجية حتى الآن، حيث تعاني قلة كتاب السيناريو، ووجود عدد محدود من الكتاب تعتمد عليهم صناعة الدراما في الخليج، إلى جانب أن الوجوه الشابة من الممثلين مازال عدد كبير منها غير قادر على اقتناص بطولة عمل درامي رمضاني، فوجود اسم أو اسمين من نجوم الدراما الكبار شرط اساسي لنجاح العمل في نظر القائمين على الدراما. في سباق الدراما الرمضانية هذا العام مازالت بعض المسلسلات تعتمد على الشكل التقليدي من حيث سيطرة النجم بطل العمل على الأحداث، بينما يدور كل المشاركين في العمل في فلكه، ورغم محاولات التجديد في الفكرة وموضوع العمل إلا انها مازالت تدور في القضايا والموضوعات نفسها، التي تتركز في الغالب على مشكلات الزواج والطلاق أو العنوسة، من هذه الأعمال مسلسل «العراف» للفنان عادل إمام، وهو الأعلى انتاجاً بين الدراما العربية هذا العام، ويقدم فيه إمام دور النصاب الذي يحير الشرطة لسنوات طويلة بسبب تعدد الشخصيات التي ينتحلها، ثم يقرر البحث عن ابنائه وجمعهم حوله، ويكاد المتابع للعمل ان ما يحظى به من اهتمام وإقبال من الشركات المعلنة يعتمد إلى درجة كبيرة على شهرة ونجومية عادل إمام في المقام الأول، فالنص الذي كتبه يوسف معاطي، الذي شكل ثنائيا مع إمام في أعمال كثيرة منها «فرقة ناجي عطا الله»، به الكثير من المط والتطويل خصوصاً في الحلقة الأولى، كما تحمل بعض الشخصيات في العمل تشابها مع شخصيات ظهرت في أعمال سابقة قدمها الثنائي معاطي وإمام سواء في السينما أو التلفزيون، من أبرزها فيلم «مرجان أحمد مرجان»، مثل ثيمة الشاي بالياسمين التي استبدلها في المسلسل بالليمون بالنعناع، وكذلك الأبناء اليساريين الذين ينتمون إلى أسرة ثرية. هناك أيضاً مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» للفنانة يسرا، الذي تعيد فيه التعاون مع السيناريست تامر حبيب بعد ان قدما معاً العام الماضي «شربات لوز»، وتخرجه غادة سليم. حيث حاول فريق العمل اضفاء أجواء جديدة على العمل ولكنها ليست أصيلة. الأمر نفسه بالنسبة لمسلسل «فرح ليلى» للفنانة ليلى علوي من تأليف عمرو الدالي وإخراج خالد حجر، الذي حمل بعض ملامح التجديد مثل البطولة «شبة الجماعية»، والاستعانة بوجوه شابة وممثلين شباب، ولكن جزءا من ذلك تم بشكل مقحم ومبالغ فيه كما في المسار الدرامي لأعضاء الفرقة الموسيقية في الجامعة وتعدد الأغنيات التي تقدمها الفرقة دون ان تخدم السياق الدرامي ككل، في حين ظلت قصة المسلسل تقليدية وهي عن فتاة تهتم بأسرتها وترفض الزواج حتى يتقدم بها العمر.
في المقابل؛ هناك شكل جديد من الدراما بدأ في رمضان الماضي ويواصل هذا العام حضوره بشكل أقوى، ويبشر بتطور في الدراما في السنوات المقبلة. حيث تعتمد الدراما الجديدة على التمرد على سلطة النجم الأوحد الذي يتحكم في مسار العمل وأحيانا يكتب خصيصا له، ليستبدله ببطولة جماعية تتوزع على عدد من الفنانين قد يكونون من الشباب أو تتقاسم ادوار البطولة بين فنانين من أجيال مختلفة، كما منحت بعض الأعمال البطولة الأولى لفنانين شباب. السمة الأخرى التي يتميز بها هذا الشكل الدرامي هي اعادة الاعتبار إلى )الورق ( أو السيناريو الذي بات يلعب في الأعمال دور البطولة الأول، وتخلص من كثير من العيوب التي شابته في السنوات الأخيرة مثل الترهل والمط والتطويل وعدم التوازن في كتابة وتوزيع الأدوار، بالإضافة إلى الهروب من الموضوعات والقضايا التقليدية، وتناول أفكار مختلفة بأسلوب وفكر جديدين يحمل الكثير من التشويق وسرعة الإيقاع والقدرة على جذب انتباه المشاهد بسرعة تلاحق الأحداث، وحركة الكاميرات ونوع اللقطات في المشاهد. من هذه الأعمال مسلسل «نيران صديقة» للمؤلف محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي، وبطولة عدد من الفنانين من بينهم منة شلبي وكندة علوش ورانيا يوسف. ومسلسل «اسم مؤقت» بطولة يوسف الشريف، وإخراج أحمد نادر جلال بعد ان قدموا العام الماضي «رقم مجهول» في الاجواء البوليسية نفسها، ومسلسل «ذات» المأخوذ عن رواية الكاتب صنع الله إبراهيم وأعدت له السيناريو مريم نعوم وأخرجه محمد ياسين ومن بطولة نيللي كريم وباسم سمرة. كذلك قامت مريم نعوم بكتابة سيناريو مسلسل آخر من الأعمال المهمة التي تعرض هذا العام وهو «موجة حارة» المأخوذ عن رواية للكاتب الراحل أسامة انور عكاشة، ورغم جودة العمل إلا انه تحول إلى موضوع للجدل وتحفظ كثير من الجمهور والنقاد نظرا لما يتضمنه من مشاهد جريئة جعلت صناعه يشيرون في المقدمة إلى انه 18 ، حيث وجد المنتقدون انه لا يتناسب مع روح الشهر الفضيل، ومع طبيعة العمل الدرامي الذي تتابعه الأسرة بكل افرادها.
هناك أيضاً مسلسل «آسيا» الذي يقدم منى زكي بصورة جديدة ومغايرة وهو سيناريو عباس أبوالحسن وإخراج محمد بكير. ومسلسل «فرعون» الذي يعود فيه الفنان خالد صالح بقوة، والسيناريو مشترك بين ياسر عبدالمجيد الذي يقدم اول تجاربه، والسيناريست عمرو الشامي، ومن إخراج محمد علي. كما يمثل مسلسل «تحت الأرض» احد الأعمال الدرامية المميزة لرمضان 2013، وهو من بطولة أمير كرارة وتأليف هشام هلال وإخراج حاتم علي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news