«نصي الحلو».. حياة حقيقية في واقــع افتراضي
جمع المسلسل الإلكتروني «نصي الحلو» الذي عرض خلال شهر رمضان على موقع «ياهو مكتوب» بين الدراما وتلفزيون الواقع، إذ اعتمد على تجارب الأزواج وأحاديثهم العفوية، ليقدم من خلال خمسة أزواج تجارب حياتية مختلفة وتفاصيل ثقافية متنوعة في إطار الدراما الواقعية. وشكل المسلسل محطة مهمة بالنسبة للمشاركين لاسيما أنهم ليسوا ممثلين، بل تم اختيارهم للمشاركة في المسلسل ليمنحوه سمة الحياة الحقيقية في واقع افتراضي. وشارك من الإمارات كل من سمير شيراز داد وهنيدة علوي، اللذين تحدثا لـ«الإمارات اليوم» عن تجربتهما التي خولتهما تمثيل شريحة من الازواج الإماراتيين والتعبير عن ثقافتهما في هذا العمل.
وقال سمير شيراز داد عن المسلسل «التجربة كانت غريبة بالنسبة لنا، وحاولنا أن نوضح بعض الجوانب التي تتعلق بتجربتنا الخاصة دون أن نتناول الأمور الشخصية أو التي تنتقص من الخصوصية». ونوه بأن المرأة بطبيعتها تعبر أكثر من الرجل، وقد يكون من اليسير عليها التحدث عن حياتها. ولكنهما حرصاً على ان يتكلم كل منهما بالقدر نفسه ليختزلا تجربة عمرها سنوات وكذلك خبرات حياتية للمشاهدين. واعتبر أن المشاركة في هذا العمل حملته شعوراً بالمسؤولية، إذ إن «الكلام العفوي يجب ان يحسب امام الناس كونه يبث عبر الإنترنت»، لا سيما انه تم اختيارهما ليكونا الزوجين اللذين يمثلان جانباً من الحياة الاجتماعية في الإمارات، وبالتالي كل ما يقدمانه هو تجربة تعبر عن شريحة في الإمارات تتبع العادات والتقاليد ونمط الحياة نفسعا، مشدداً على أنهما لا يمثلان كل الإمارات.
قواسم مشتركة
5 أزواج
|
رأى داد أن المقارنة بين الثقافات أوجدت الاختلافات وفي الوقت عينه القواسم المشتركة بين الشعوب وأظهرت مدى الاقتراب في التقاليد والقيم، مؤكداً ان الحديث عن رمضان على سبيل المثال كان جامعاً على الكثير من التشابهات بين مختلف الثقافات وغيرها من القضايا التي تدخل اطار العادات الاجتماعية.
أما همه الأساسي من العمل فكان متمثلاً في اعطاء الصورة الحقيقية الجميلة عن الشعب الإماراتي، فهذا النوع من الاعمال يمتاز بحساسيته لجهة الصورة التي يعكسها عن البلد، فبعض المشاهدين قد يعممون الأفكار التي تطرح ويعتبرونها ثقافة شعب كامل. أما في ما لو كان من الممكن ان يعيد تجربة كهذه، اكد أنه من الممكن ان يعيدها شرط أن تكون في الإطار نفسه، اي تحترم الخصوصية في الحياة الزوجية، مشيراً الى انه موظف ولديه أولاد وهو يضع في الحسبان الصورة التي يظهر بها، خصوصاً ان المسلسل يعرض الكترونياً ويمكن مشاهدة الحلقات عبر الانترنت الذي بات جمهوره واسعاً.
عفوية
قالت هنيدة علوي زوجة سمير عن مشاركتها في المسلسل الواقعي الجديد بفكرته، «لم يكن لي تجربة في التمثيل، كما أن فكرة المسلسل لم تكن منطلقة من التمثيل بحد ذاته، حيث كان يطرح علينا أسئلة وموضوعات وكنا نتحدث بها ونعرض آراءنا». ولفتت الى أن هذه التجربة جديدة بالنسبة اليها، ولكن التلقائية كانت الأساس في وقت التصوير، والحديث بعفوية أمام الكاميرا دون الحاجة الى التمثيل بل الاعتماد على العفوية والآراء الشخصية في موضوعات عامة تهم الجميع ومناسبة لمختلف الأعمار.
وأوضحت أن التصوير كان في منزلهما، بينما عرض المسلسل في شهر رمضان على شكل حلقات، وكان لكل ثنائي مقطعه الخاص في كل حلقة. وشددت على ان التعاطي مع القضايا المطروحة ابتعد عن الخصوصية، مبينة أنها قرأت بعض التعليقات الناقدة في اول حلقة حول اخراج الحياة الزوجية على الملأ. وأوضحت عدم عرض المسلسل للحياة الشخصية.
وقالت إن «المسلسل الإلكتروني تطرق الى الأمور العامة فقط، ومنها حفل الزفاف، وطبيعة الزواج في ما لو كان عن قصة حب أو تقليدياً، وهي تعد أموراً عامة». واعتبرت هنيدة الحديث عن هذه القضايا، من الأمور التي تفيد المقبلين على الزواج كونها توضح من خلال التجربة صحة بعض الخطوات في الشراكة الزوجية وخطأ بعضها الآخر. وأكدت ان «المسلسل لا يحمل جانباً ترفيهياً فحسب، بل يحمل رسالة اجتماعية، فكل موضوع يقدم الى الناس يتضمن تجارب وخبرات ومن بلدان وثقافات مختلفة». واعتبرت أن المقارنة بين ثقافات البلدان كان يتم بشكل جميل ومحبب من خلال حديث كل ثنائي، مشيرة الى ان فكرة استثمار التجربة مستقبلاً ليست محددة، ومن الممكن تركها للتجربة، منوهة بأن مشاركتها في المسلسل الذي عرضه موقع «ياهو مكتوب» كانت جميلة ويمكن ان تعاد إن كانت في الإطار الهادف نفسه.