عفراء الظاهري تدير مشروعاً هو الأول من نوعه في أبوظبي
«كلاود 9».. فندق «5 نجوم» للحيوانـات الأليفة
لم يتوقف طموح المواطنة الشابة عفراء الظاهري عند حدود الوظيفة الحكومية أو العمل في المجالات المعتادة، فاتجهت إلى افتتاح مشروعها الخاص الذي ابتعدت فيه عن الانشطة المعروفة والشائعة في مجال الأعمال والمشروعات الخاصة، لتفتتح فندقاً للحيوانات الاليفة في منطقة مدينة خليفة في أبوظبي باسم «كلاود 9»، الذي يعد الفندق الأول من نوعه في العاصمة الإماراتية، ويقدم خدامات خمس نجوم للحيوانات الأليفة. يتكون من فيلتين تضمان 38 غرفة للكلاب، و20 غرفة عادية للقطط، بالإضافة إلى 14 غرفة «في آي بي» للقطط أيضاً، إلى جانب غرفة للألعاب ومشاهدة التلفزيون للقطط، وقسم لاستضافة الحيوانات خلال النهار مثل الحضانة، ويجرى العمل لافتتاح مركز لتدريب الكلاب.
بينما يتكون فريق العمل في الفندق من 15 شخصاً، بينهم مدربة للحيوانات الأليفة للتعامل مع الحيوانات التي تحتاج إلى معاملة خاصة، وطبيبة بيطرية قدمت حديثاً من إيطاليا، إلى جانب فريق الرعاية بالحيوانات والاهتمام بها وتنظيف المكان. كما يضم الفندق قسماً للحلاقة للحيوانات والاهتمام بها، وهو لا يقتصر على نزلاء الفندق فقط، ومحلاً للاكسسوارات الخاصة بها.
وأشارت عفراء الظاهري إلى أن حبها للحيوانات كان الدافع وراء افتتاح مشروعها الذي حصل على دعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وبدأت العمل به في فبراير 2011، فقد اعتادت تربية الحيوانات الأليفة منذ طفولتها، وكانت البداية مع القطط والطيور، ثم اتجهت لتربية الكلاب حتى بات لديها ثمانية كلاب من أنواع وأحجام مختلفة تربيها في منزلها بمساعدة أختها ووالدتها اللتين تحبان الحيوانات بالدرجة نفسها، كما أشارت.
وقالت الظاهري ان العرب يمثلون جزءاً غير قليل من الزبائن، وتصل نسبتهم إلى 40% تقريباً، بينما يمثل الأجانب 60%، وهي نسب متقاربة، لأن هناك الكثير من الأسر العربية التي باتت تهتم باقتناء الحيوانات الأليفة. بينما يصل موسم الأشغال في الفندق إلى ذروته خلال فصل الصيف بسبب الإجازات وسفر العديد من الأسر خارج الدولة، وكذلك في رأس السنة والكريسماس، كما تشهد عطلة نهاية الأسبوع إقبالاً يفوق بقية الايام. أما الضيافة في الفندق فتتم بالحجز المسبق لضمان توافر مكان، وتتدرج كلفة الليلة بين 90 و110 و150 درهماً، وفقاً لمساحة الغرفة، وفي حالة حجز 10 أيام يحصل الزبون على يوم مجاني، كما يوفر الفندق نظام استضافة بالساعة، وكلفة الساعة 20 درهماً، ونصف اليوم بـ45 درهماً، في حين تبلغ كلفة اليوم الكامل 60 درهماً.
أما كلفة الحلاقة فتختلف حسب فصيلة الكلب وحجمه، لتراوح بين 200 و300 و380 درهما، و250 درهماً للقط، وهي تشمل قص الشعر وتقليم الأظافر وتنظيف الأسنان والأذنين، بما يجعلها (سبا) أكثر منها حلاقة عادية، لافتة إلى انه يتم تقديم الطعام ثلاث مرات في اليوم للنزلاء من الحيوانات، كما يتوافر في الغرف أسرّة صغيرة أو سجاد بالنسبة للكلاب، أما القطط فغرفها مجهزة بمكان للنوم ومكان للطعام وحمام ملحق بها، وإذا رغب صاحب الحيوان في أن يحضر معه تجهيزات خاصة كالألعاب أو غيرها فلا مانع، لافتة إلى انه من الضروري ان يكون الحيوان الأليف قد حصل على التطعيمات اللازمة قبل قبوله في المكان، ويفضل الحجز المسبق وهو أمر يحرص عليه الأجانب الذين يحجزون قبل الموعد بثلاثة شهور وأحياناً بعام كامل على عكس العرب الذين يحضرون في اللحظات الأخيرة قبل سفرهم.
وقالت الظاهري ان افتتاح مشروعها لم يكن سهلاً، نظراً لحداثة الفكرة، فكانت بحاجة إلى مجهود لإقناع الجهات الحكومية بالفكرة وأهميتها، كما احتاج تجهيز المكان إلى مجهود كبير، مشيرة إلى أنها كانت ترغب في البداية في دراسة البيطرة لكنها لم تتمكن من ذلك لعدم وجود هذا التخصص في الدولة، فاتجهت إلى دراسة إدارة الفنادق والسياحة في الكلية الأوروبية الدولية للدراسات الإدارية في أبوظبي، التي أفادتها كثيراً في تنفيذ مشروعها، حيث تعلمت خلال الدراسة الامور المالية المرتبطة بالضيافة، مثل الحجوزات وخدمة العملاء وغيرهما، إلى جانب دروس الطبخ والضيافة التي تلقتها، والتي جعلتها على دراية بالكثير من التفاصيل الصغيرة في عملها. وأضافت: «كان هناك قلق من جانب الأهل قبل بداية المشروع من المخاطرة، وكذلك لأني أعاني حساسية من الحيوانات، لكني أؤمن بأن الإنسان عندما يحب شيئاً بصدق يجب ألا يترك الصعوبات تعوقه عن تحقيق هذا الشيء، خصوصاً في مجال العمل، فالأمر يستحق أن نصرّ على العمل في مكان ومجال نحبهما، ويصبح الأمر اكثر أهمية إذا كان مشروع الشخص الخاص به».
وذكرت عفراء الظاهري أن أكثر الحيوانات التي ترد إلى الفندق من القطط والكلاب، إلى جانب بعض الطيور والأرانب والسلاحف. ومن الطريف أن الفندق أحياناً يتلقى طلبات لاستضافة حيوانات غير أليفة مثل نمر أو قرود وغيرها، لكن يتم الاعتذار عن استقبالها، لأن طبيعة هذه الحيوانات تختلف تماماً عن الحيوانات الاليفة والمنزلية، مشيرة إلى أنه يُحضر أحياناً أشخاص حيواناتهم الأليفة ولا يعودون لأخذها مرة أخرى، فتظل في الفندق فترة محددة ثم تعرض للتبني للراغبين في ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news