الأمطار تهطل على سياتل الأميركية 150 يوماً في السنة
«البطة».. مركبة برمائية تستكشف روح «مدينة المطر»
تشتهر مدينة سياتل الأميركية بأنها مدينة المطر؛ إذ تهطل الأمطار على المدينة المطلة على المحيط الهادي نحو 150 يوماً سنوياً، حتى في ذروة فصل الصيف. وإلى جانب المتنزهات الخضراء وناطحات السحاب العملاقة يمكن للسياح القيام بجولة مميزة على متن مركبة برمائية على شكل بطة لاستكشاف روح المدينة الساحرة،
وتنتشر المسطحات الخضراء في سياتل بشكل لافت، بسبب غزارة الأمطار طوال العام، لذا ينبغي على السياح اصطحاب ملابس الحماية من الأمطار، حتى عند الرغبة في زيارة سياتل خلال فصل الصيف.
وقام الكابتن لو سكانون بإحكام غلق أزرار ملابس الحماية من الأمطار، إذ بدأت بعض القطرات البسيطة في التساقط على الأرض، وينعم السياح بمزيد من المتعة والمرح في ظل الأجواء الرطبة، إذ يتدلى من رقبة الكابتن لو سكانون بوق بلاستيكي باللون الأصفر يتخذ شكل منقار البطة، ويرتدي فوق رأسه خوذة الدراجات الهوائية. وتشتمل مركبته البرمائية المخصصة للرحلات السياحية على ست عجلات وكشافات على شكل عيون واسعة وكبيرة، وتعد هذه المركبة، التي تم تعديلها إلى بطة، أفضل وسيلة لاكتشاف روح مدينة سياتل،
وتتوقف هذه المركبة في محطتها الأولى عند برج سميث، الذي يعد بمثابة تحفة فنية رائعة، وتم تشييد هذا البرج عام 1914 من جرانيت فاتح اللون وقراميد التراكوتا. ووصل ارتفاع البرج آنذاك إلى 159 متراً، وكان يعد رابع أعلى مبنى في العالم. أما اليوم فيبدو هذا البرج مثل القزم إلى جانب برج كولومبيا سنتر بارتفاعه البالغ 286 متراً أو برج سبيس نيدل بارتفاع 184 متراً، الذي يبدو مثل طبق طائر مرتكزاً على دعائم متينة.
وإذا صعد السياح إلى الشرفة الموجودة في الطابق 35، فإنه يمكنهم الاستمتاع بإطلالة رائعة عندما يكون الطقس جميلاً، حيث يمتد بهم البصر، وتظهر في الأفق القمم الجبلية المغطاة بالثلوج بسلسلة جبال كاسكيد مع جبل رينييه.
متحف الفن
تتساقط الأمطار بغزارة على سقف البطة مثل قرع الطبول، وتمر المركبة أثناء رحلتها على متحف الفن في سياتل، إذ يبرز أحد الأعمال الفنية المشهورة أمام المدخل بارتفاع يصل إلى 15 متراً.
وأقام النحات الأميركي جوناثان بوروفسكي تمثالاً ليكون بمثابة تكريم للحركة العمالية. وفجأة صاح الكابتن لو سكانون قائلاً «ستاربكس على اليمين»، وأشار بيده اليمنى إلى أعلى. وتعتبر مدينة سياتل الموطن الأصلي لسلسلة المقاهي الشهيرة، وتنتشر آلاف الفروع التي تحمل العلامة التجارية في جميع أنحاء العالم، بل إن مدينة سياتل وحدها يوجد بها 80 فرعاً يحمل اسم ستاربكس، وبالمناسبة يشير اسم «Grande» هنا إلى كوب قهوة متوسط الحجم، أما الكوب الصغير فيعرف باسم «tall». وفي حالة هطول الأمطار بشكل مستمر يُنصح بتناول كوب «Venti»، الذي يشتمل على ثلاثة أرباع لتر من القهوة المميزة، ومن الأفكار التجارية المربحة في سياتل فكرة تقديم كوب من المشروبات الساخنة في أجواء مريحة في مثل هذه المنطقة غزيرة الأمطار. وتصدر مركبة البطة ضجيجاً عالياً أثناء سيرها على الطريق المرصوف بالحصى والأحجار في سوق بيك بلاس ماركت، الذي تم إنشاؤه عام 1907 ليكون سوقاً للمدينة. وتتوافر هنا أكـياس بلاستيكية طويلة للغايـة، لكنها رفيعـة لحفـظ المظـلات المبتلة في الردهـة. وينتشر بالسوق الكثير من المتاجر التي تقدم الفواكه الطازجة والمنتجات المُعلبة، إضافة إلى بائعي السمك، الذين يرمون الأسماك الزلقة لزملائهم في كفة الميزان، لسرعة إنجاز أعمالهم، لكن هذه الطريقة قد لا تنفع في بعض الأحيان.
ويمكن للسياح مشاهدة الكائنات البحرية الأخرى، مثل أسماك القرش والأخطبوط في أكواريوم سياتل على رصيف الميناء 59 أو عند بوابة سد قناة بالارد لوكس، إذ قام المهندسون ببناء حوض لأسماك السالمون المهاجرة، وتكافح الأسماك ذات العيون الجاحظة خلف النوافذ الزجاجية السميكة تيار الماء العكر باللون الأخضر.
بحيرة جليدية
بعد ذلك قام الكابتن لو سكانون بجولة على بحيرة لاك أونيون، وهي بحيرة جليدية داخل المدينة تقع ما بين خليج بوجيـه ساوند وبحيـرة واشـنطن. وهناك تعلق السياح بأمل أن تكون المركبة البطة صالحة للإبحار، قبل أن ينزل منحدر القارب في البحيرة، وقام لو سكانون باستبدال خوذة الدراجة بنوع من قبعة البحارة، وبالفعل تمكنت مركبته البرمائية من الطفو فوق الماء، وفي تلك الأثناء كانت قطرات الأمطار تتساقط على سطح الماء لتشكل دوائر جميلة للغاية. وكان هناك رجل مسن يلوح بقبعته من أحد القوارب المنزلية. ويوجد في مدينة سياتل نحو 500 من المنازل العائمة الأنيقة، وشهد أحد هذه المنازل، ذات الشكل الجملوني والمطلية باللون الرمادي مع شرفة وسلاسل بها زهور، تصوير أحداث فيلم الساهر في سياتل، بطولة توم هانكس وميغ رايان. ويتردد أنه تم بيع هذا المنزل أخيراً نظير 5ر2 مليون دولار.
وبعد الجولة في البحيرة تحسس الكابتن لو سكانون خوذة الدراجة مرة أخرى، وضغط بقوة على دواسة الوقود وقام برفع منحدر القارب، وانطلقت المركبة البطة على الطريق مرة أخرى في اتجاه برج سبيس نيدل، وأثناء مصافحة الوداع استشعر الجميع وجود الأيدي الرطبة بسبب كثرة هطول الأمطار، لكن المياه ليست سيئة على الإطلاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news