شموع تضيء حكايات من الحياة
يفرض الدخول إلى معرض «هوف» المتخصص بالشموع جواً من الرومانسية من خلال الإضاءة الخاصة بالشموع عبر الألوان والعطورالمتعددة، وكذلك يصاحبه التعرف إلى فن الحفر على الشموع من خلال الشموع المتباينة التصاميم، التي بعضها مأخوذ من الحضارة الرومانية. تتباين أنواع الشموع التي يقدمها المعرض، ومنها التي ترتبط بالديكور المنزلي، ومنها التي قد تصلح للأماكن العامة كالفنادق أو المنتجعات، ولكنها جميعها تتميز بخصائصها المختلفة عن الشموع العادية وبكونها كلها مصنعة يدوياً ولا تدخلها الآلات.
شمعة «إكسبو دبي»
يشتمل المعرض على شمعة خاصة لـ«اكسبو دبي» وأكد سعيد الهنائي، أن هذه الشمعة أقل ما يمكن تقديمه لدبي في هذا الخصوص، شارحاً خصائص هذه الشمعة، حيث انها تتميز بكونها توضع بداخل الشمعة الكبيرة شمعة صغيرة يمكن أن تكون من أي لون او تحمل أي رائحة. وأشار الى انها الشمعة الوحيدة في الغاليري التي يدخلها مادة أخرى غير الشمع وهي الستانلس ستيل، وميزتها أنها حين تضاء تعكس كلمة دبي اكسبو على الطاولة. |
حضارات
افتتح هذا المشروع في الإمارات، كل من الصديقين سعيد جمعة الهنائي، ومحمد المرزوقي، وأتى المشروع بعد مشروعات مشتركة عدة جمعتهما في صداقة بدأت منذ أيام الدراسة. وقال الهنائي عن افتتاح الغاليري، إن «غاليري (هوف) ليس البداية، بل هو استكمال لمجموعة من المشروعات، حيث إننا اخترنا الشموع للتوجه الى كل الجنسيات، بينما أتت التسمية من خلال الحركة التي يقوم بها المرء لإطفاء الشمعة وهي (هوف)». وأضاف «جمعنا في الغاليري أنواعا متباينة من الشموع، تنتمي إلى بلدان مختلفة ومنها ايطاليا واسبانيا وفرنسا، التي هي المصدر الأساسي للمواد الأولية التي نعمل عليها، بينما يتم تصنيعها في مصر». وحول التصاميم المتنوعة، أكد الهنائي أن الغاليري يضم مجموعة كبيرة من الأعمال التي تعكس حضارات مختلفة، ولكن هذا لا يمنع تقديم ما يرتبط بالثقافة الإماراتية من خلال المناسبات ومنها عيد الاتحاد، أو حتى التراث الإماراتي. تتميز الشموع الموجودة بخصائص متعددة، منها الشموع المصممة لطرد الدخان، ومنها التي تكون صديقة للبيئة ولا ينبعث منها السواد في الدخان، أو حتى التي يدخلها الروائح والعطور العشبية، وشدد الهنائي على أن هذه الخصائص ترفع من سعر الشموع. الى جانب هذه الخصائص، من الممكن تصميم الشموع وتقسيم نوعية العطور داخلها، بحيث انها في كل أسبوع ينبعث منها عطر مختلف، الى جانب المصنعة من عطور الفواكه وتأخذ شكلها أو التي يدخلها الأعشاب او البن الطبيعي أو القمح الطبيعي. ولفت الهنائي الى وجود صعوبات في هذا النوع من العمل، مشيراً الى انها تكمن وبشكل اساسي في الفترة التي تفصل بين ذوبان الشمع وتجميده، بينما يعتبر الحفر بعد التجميد أسهل من الجمع الخاص بالألوان خلال التجميد. واعتبر ان الشموع تجذب النساء أكثر من الرجال، مشدداً على الأثر النفسي العميق الذي يتركه الشمع على الانسان، فكل المنتجعات التي تقدم الراحة والرخاء تتميز بكونها تعتمد على الشموع بشكل أساسي. أما خطط التوسعة فهي مطروحة وغير مستبعدة، حيث إنه وفقا للهنائي، فإن الخطة الموضوعة تتضمن التوسع في الخليج خلال العامين المقبلين، بالإضافة الى افتتاح «غاليري» في «غاليريا مول» الذي سيفتتح في أبوظبي، الذي يعد من المراكز المميزة كون نصفه في البحر.
حفر
أكد المرزوقي، أن الشمع الموجود في «الغاليري» يتميز بكونه مصنوعاً يدوياً وهو فريد من نوعه وراقٍ، ويتميز بكونه يتوجه لفئة معينة من الناس الذين يقدرونه، فالشمع كالذهب لا يمكن أن يختفي أو يزول. أما اختيار التصاميم، فشدد المرزوقي على أنها تحتاج الى وقت كي يتم تحضيرها، لاسيما أن بعضها يتطلب أسابيع عدة من التنفيذ، في حين أن هناك مجموعة من الشموع تتطلب تقريباً السنة كي يتم الوصول إلى اللون المراد، خصوصاً في التصاميم المتمازجة الألوان، لاسيما أن الشموع لا تصبغ بل إنها مصممة من شموع بألوان طبيعية.
واعتبر المرزوقي، أن «الغاليري» يتميز بالقطع المميزة التي تبدو كأنها تخرج من المتحف، سواء لجهة التفاصيل، أو حتى اللون وطريقة الحفر، مشدداً على أنه من الممكن تصميم بعض الطلبات الخاصة. أما ايجاد الحرفيين لهذه المهنة، فشدد المرزوقي على انهم موجودون وبكثرة، لأن الوطن العربي غني بالمواهب التي لم تكتشف بعد، بالإضافة إلى أن هذا النوع من المهن يورث. ولفت المرزوقي إلى أن هذه الشموع ولو أنها مرتفعة الثمن الا انها متاحة للجميع، خصوصاً أن الشمع المصمم لا يخسر شكل الشمعة حتى بعد استخدامها، حيث ان القالب الخارجي لا يذوب، وبالتالي من الممكن ان تملأ الشمعة من الداخل مجدداً بناء على الطلب. وشدد على أنهم لا يقومون ببيع الشموع فقط، بل ينظمون بعض الفعاليات أو الحفلات إلى جانب ديكور المنازل، مؤكداً أن الشمع يناسب كل الحفلات، ومن الممكن الابتكار من خلاله. واعتبر المرزوقي أن دبي مدينة مميزة، وقد أصبحت تحمل الكثير من العلامات المميزة، كما ان الذين يعيشون في دبي ليسوا بسطاء بل يتابعون كل ما يحدث في العالم، ولهذا فإن العمل سيقدر من قبل مختلف الجنسيات الموجودة. ورأى المرزوقي ان دبي بيئة تجارية صعبة، والعمل فيها يتطلب الكثير من الجهد ويحمل الكثير من التحديات على مستوى التسويق وكذلك الثبات في السوق، مشيراً الى ان الخطة الاساسية الترويج للفنادق التي تستورد الشموع من الخارج، حيث يمكننا التصميم لكل الفنادق.