«مركز الخط» يدرب منتسبين على زخارفها

فنون تيمورية.. من سمرقند إلى الشارقة

الورشة شملت محاولات تدريبية للمنتسبين في الكتابات والزخرفة الإسلامية بواسطة دواة الحبر والقصبة بألوان مختلفة تتناسب مع الزخارف التيمورية. تصوير: عبدالله حسن

شكلت «الفنون التيمورية»، التي انطلقت من مدينة سمرقند الأوزبكية، أحد المصادر الفنية التقليدية التي أثرت في كثير من الفنون، بزخارفها وصورها ومنمنماتها شديدة الاتقان، والتي تعود إلى فترة ازدهارها في القرن الـ15 الميلادي. 

وتطرقت ورشة نظمها مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة التابع لإدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، أخيراً، بعنوان «دراسات على خطى الزخارف التيمورية» بإشراف أستاذ الخط في المركز الفنان محمد نوري، إلى أهم الزخارف التيمورية وخصائص هذه الفنون التيمورية، إضافة إلى تطبيق بعض الجوانب في الزخارف من العهد التيموري مع التوضيح ببعض الصور لهذا النوع من الفن. كما شملت الورشة محاولات تدريبية للمنتسبين في الكتابات والزخرفة الإسلامية بواسطة دواة الحبر والقصبة بألوان مختلفة تتناسب مع الزخارف التيمورية مثل الأسود والأحمر.

وعلى هامش الورشة قال نوري لـ«الإمارات اليوم» إن «فنون التيموريين انطلقت من مدينة سمرقند التي كانت عاصمة لهم في القرن الـ15 الميلادي، وهي الفترة الذهبية لتطور فن الزخرفة والتذهيب، ويعد شاه روح ابن تيمورلنك أحد أهم الحكام التيموريين الذين اهتموا بالفن والفكر والثقافة»، مشيراً إلى أن «ذلك الاهتمام أسهم بشكل كبير في اتساع رقعة الفنون الزخرفية والمنمنمات، التي اشتهر بها أهل سمرقند، وقد أخذ التيموريون من الفن الصيني الكثير وتأثروا به، ويعتبر الفنان الكبير بهزاد من أعظم الفنانين في العالم الإسلامي في فترة الفن التيموري، إذ اشتهر بفن المنمنمات متأثراً بمدرسة يحيى ابن محمود الواسطي».

وازدهر الفن التيموري في القرنين الـ14 والـ15 الميلاديين، وكان من أعظم مراكز مدرسة العصر التيموري في التصوير في عهد تيمورلنك مدينة سمرقند التي كانت مركزاً للحكم، إلا أن شيراز وبغداد وتبريز كانت مراكز فنية كبيرة أيضاً، بحسب نوري الذي أفاد بأن «الزخارف النباتية امتزجت في ذلك العهد مع فن التصوير (الرسم) على طريقة مدرسة أواسط آسيا، ومن هنا أصبحت الزخارف التيمورية من أهم المصادر التي تأثرت بها المدرستان العثمانية والفارسية في ما بعد، وأيضاً مدرسة بغداد».

ووصف  فنون الزخرفة التيمورية بالفنون التقليدية الكلاسيكية التي ليس لها علاقة بفنون التصميم المعاصر، لكن مدارسها اشتهرت بدقة فنونها وتفاصيلها الاحترافية، كما ظهرت في مدن شهيرة، كشيراز وبغداد وتبريز مدارس فنية تحاكي سمرقند التي لم يرد الكثير من رسومها إلا بعض المنقول عن نماذج صينية مرسومة بالحبر، من بينها مخطوطات لموضوعات فلكية.

وذكر نوري أن فن التصوير التيموري وصل إلى ذروته في عهد الفنان الشهير بهزاد، الذي يعتبر من كبار المصورين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، لافتاً إلى أنه لم يتبق إلا القليل من الأدوات الخزفية التي استخدمها الخزافون في ذلك العصر، إذ امتازت الأدوات الخزفية في تلك الفترة باللون الأسود على خلفية بيضاء كما هو حال البرسلين الصيني أو نقوش وزخارف سوداء وتزجيج فيروزي لمّاع.

يشار إلى أن استاذ الخط في مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة الفنان محمد نوري، يعد أحد المشرفين الفنيين في بيوت الخطاطين بالإمارة، وهو حاصل على شهادة أكاديمية في فن التصميم الغرافيكي، وعضو اللجنة التحضيرية لملتقى الشارقة الدولي لفن الخط العربي، ونال شرف المشاركة في كتابة الخطوط بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وجامع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في دبي، وله دراسات فنية وبحوث في مجالات الفنون الإسلامية.

وعرض نوري خلال الورشة مجموعة من الصور لزخارف تيمورية، ضمت زخارف إسلامية وأشكالاً هندسية اسلامية غاية في الدقة من ناحية الزوايا والأضلاع والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة داخل كل شكل هندسي، كما شملت تلك الصور زخارف نباتات وزهور بألوان باهتة كانت دارجة في تلك الفترة مثل الوردي والأخضر المائل للأصفر ودرجة الفيروزي.

تويتر