قطع 450 كيلومتراً من «الراشدية» إلى «صحار» في ظروف جوية قاسية
السميطي يدعم «دبي إكسبو 2020» على دراجة هوائية
في دراجة حرارة جاوزت الـ42، مرتدياً قميصاً مزيّناً بالأمل في استضافة «دبي إكسبو 2020»، قطع المواطن خليفة إبراهيم السميطي (35 عاماً)، مسافة 450 كيلومتراً، من منطقة الراشدية في دبي، وصولاً إلى ولاية صحار العُمانية، في محاولة منه للترويج، دعماً لملف الدولة لاستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020».
انطلق السميطي، الموظف في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، ظهر الثلاثاء الماضي، من منطقة الراشدية قاصداً طريق العوير للاتجاه إلى الولاية العُمانية، في ظل ظروف جوية قاسية تمثلت في درجة حرارة عالية ورياح معاكسة، لكنها لم تثنه عن إكماله الرحلة، إذ نجح في الوصول إلى «صحار» بعد منتصف الليل، ليفاجئ فرحاً باستقبال جهات رسمية حكومية أثنت على جهوده وعرضت خدماتها لدعمه وتشجيعه بعد أن اطمأنت على سلامة صحته.
وقال السميطي لـ«الإمارات اليوم»، إن «حسي الوطني وتفاؤلي الكبير بفرصة ظفر ملف الدولة باستضافة (إكسبو 2020)، دفعاني إلى التفكير في القيام بمبادرة شخصية لدعم الملف والإسهام في تعزيزه، ما تمثل بعد عملية تفكير دقيقة في التخطيط بالقيام برحلة إلى دولة مجاورة على متن دراجتي الهوائية».
وأضاف: «نظراً إلى كون خبرتي متواضعة في مجال ركوب الدراجات الهوائية، لاسيما أنني توقفت عن ممارسة تلك الهواية منذ نحو ست سنوات، حرصت على أن أحط رحالي في دولة مجاورة قريبة، وتحديداً في منطقة تكون قريبة من الحدود، وعليه وقع اختياري على ولاية صحار العُمانية».
وعن الاستعدادات للرحلة، أشار السميطي إلى أنه حرص على أخذ قسط من الراحة يمنحه الحيوية والنشاط للقيام بالرحلة، وتأكد من سلامة الدراجة الهوائية سعياً لضمان أمن الرحلة، وذلك باستثناء الظروف الجوية، «إذ لم أكن أتوقع أن تواجهني ظروفاً جوية قاسية، فإلى جانب حرارة الجو كانت مرتفعة وصلت إلى 42، كانت هناك رياح معاكسة جاءت ضد حركت الدراجة واجهتها في منطقة محضة العُمانية».
لمس المواطن خليفة السميطي الدور الكبير الذي يستطيع أن يلعبه الفرد في عملية دعم هذا الحدث، الذي يعد الأكبر من نوعه في تاريخ المعارض العالمية، مضيفاً اصادفت خلال رحلتي مجموعة من المواطنين العُمانيين الذين سألوني عن سبب زيارة الولاية على دراجة هوائية، معتقدين أنني أشارك في مسابقة رياضية، إلا أنني أخبرتهم بأن السبب الحقيقي للزيارة وهو (إكسبو2020) الجواب الذي طرح بدوره أسئلة أخرى أجبت عنها بالتفصيل، مركزاً على ملف الدولة الذي يحمل عنوان (تواصل العقول.. وصنع المستقبل)ب. وأشار إلى أنه في حال حظيت الدولة بهذه الاستضافة سيكون إنجازاً، إذ إنها ستكون المرة الأولى التي ستتم فيها استضافة المعرض الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا). |
وتابع: «رغم قسوة الرياح التي بثت قلقاً كبيراً في نفسي، إلا أنني حرصت جاهداً على تعديها بسرعة تتلاءم وطبيعتها، وعدم جعلها حجر عثرة في طريق يحول دون إكمال مسير الرحلة، وكان لي ما أردت بتوازنٍ شديد وعزيمة وقوة، وروح ملؤها الأمل والتفاؤل. وانطلقت مكملاً طريقي الذي بدأته ظهراً قاطعاً مسافة 450 كيلومتراً، حتى تحقق مرادي بالوصول إلى صحار بعد منتصف الليل في نحو الساعة الواحدة صباحاً».
وأكمل: «ما أن وطأت قدماي الولاية حتى دبت في نفسي فرحة عارمة يصعب علي وصفها، إذ تحقق النصف الأول من الحلم الذي اكتمل لاحقاً بوصولي إلى الدولة سالماً، الأمر الذي شارك فيه مجموعة واسعة من أصدقائي، إلى جانب مسؤولين في مؤسسات حكومية قدموا دعماً كبيراً لنجاح الرحلة».
ولفت السميطي إلى أنه حظي بدعمٍ كبير لنجاح رحلته، ما تمثل في تجاوب مجموعة من المؤسسات الحكومية التي استقبلها موظفون منها على الحدود الإماراتية - العُمانية أثنت على جهوده، وعرضت خدماتها لدعمه وتشجيعه، ومن بين تلك المؤسسات الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، الذي يعد أحد أفرادها، وجمارك دبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، فضلاً عن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، التي استقبلت السميطي سيارة إسعاف خلال عودته من الرحلة على الحدود، وقامت بالكشف على سلامة صحته، وأوصلته حتى باب منزله.
ولم يقتصر الدعم الذي حظي به السميطي على المؤسسات فقط، بل شمل الأفراد متمثلين في الأهل والأصدقاء، ممن شجعوه بشكلٍ كبير على خوض غمار هذه التجربة ما أن طرح عليهم الفكرة، ما زاد من إصراره وحماسته، على حد تعبيره.
يشار إلى أن سلسلة «إكسبو الدولي» تعد إحدى أقدم الفعاليات العالمية، وتقام مرة كل خمس سنوات على مدى ستة أشهر. ومنذ 1851 قدمت «معارض إكسبو» فرصة مميزة يتعرف عن طريقها الناس إلى روعة التنوع والغنى الثقافي والحضاري للعالم وابتكارات التقنية الحديثة، فهي نافذة يشهدون من خلالها أعاجيب الصناعة.
أصدقاء
ذكر السميطي أن تشجيع أصدقائه شكل دافعاً قوياً له للقيام بالرحلة، لاسيما حين استقبلوه مجتمعين عند نادي دبي الثقافي الرياضي في منطقة العوير، أثناء بداية رحلته، ورافقوه مسافة بسيطة، ما بث في نفسه حماسة كبيرة شجعته على المضي قدماً نحو طريق رحلته، التي يأمل أن يرد من خلالها جزءاً يسيراً من جميل الوطن، كما صرح لـاالإمارات اليومب.
جندي مجهول
لعب المواطن حسن محمد حسن ــ صديق السميطي ــ دوراً كبيراً في نجاح الرحلة إلى عُمان، إذ أصرّ على أن يرافقه بسيارته التي ظلت تتبع السميطي طوال الرحلة، حرصاً على ضمان سلامتي وأمني، حصوصاً في ظل وجود سائقين متهورين، لاسيما في الطرق السريعة، كما كان يقوم بتزويده بشكل دائم بالماء حتى لا يفقد طاقته ونشاطه، ما قد يؤثر في عملية قيادته للدراجة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news