موظفة «فوكس سينما» التقت فنانين عالميين ورفضت عروضاً للتمثيل
رجاء عواج.. اختارت أن تظل على باب الســــــينما
الكثيرون لا ينتبهون حين يذهبون إلى صالات السينما لمشاهدة الأفلام، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن هناك من يعمل على تلبية احتياجاتهم خلال تلك السهرة بلطف، وعليه أن يكون مبتسماً دائماً.
هذه هي حال موظفة استقبال «فوكس سينما» في مول الإمارات، المغربية رجاء عواج، التي باتت معروفة في السينما بصاحبة الابتسامة اللطيفة التي لا تفارقها طوال ساعات عملها الممتد لأكثر من ثماني ساعات بنظام المناوبات، ورغم المصاعب التي تواجهها في عملها القائم على التعامل المباشر مع زوار السينما، إلا أنها تحرص على القيام بواجباتها ومهامها الوظيفية على أكمل وجه.
رجاء تخلت عن الكثير من أحلامها الشابة وطموحاتها للوصول إلى الشهرة، من خلال عملها كعارضة أو دخولها لعالم التمثيل، رغم أنها تمتلك الكثير من الموهبة والقدرة على التمثيل، إضافة إلى جمالها العربي الذي جذب كثيراً من صانعي السينما الراغبين في الاستعانة بها في تجسيد أدوار في أفلامهم، إلا أنها تنحدر من أسرة محافظة تلتزم بعادات وتقاليد تعارض عملها في هذه المهن.
حسين الجسمي تعشق رجاء عواج، صوت الفنان الإماراتي حسين الجسمي، وتستمع إلى أغنياته باستمرار، كما أنها تحب الشعر، وتعتبر نفسها متذوقة للشعر، خصوصاً الشعر الخليجي، إذ منذ كانت في المغرب تستمع إلى كبار الشعراء الخليجيين، الأمر الذي أسهم في اتقانها اللهجة الخليجية. فرصتان أتيحت لرجاء فرصتان للسفر للخارج، فكانت بين خيار السفر إلى دبي والسفر إلى إيطاليا للعمل، إلا انها فضلت دبي، لأنها لن تشعر بالغربة في دبي، لاسيما بوجود أقارب لها، وكذلك اختها وزوجها اللذان يعيشان في دبي. «ماجيك بلانيت» رغم أن عمرها تجاوز 25 عاماً، إلا أن رجاء، لا تتوقف عن قضاء معظم وقتها في مناطق الألعاب المخصصة للأطفال في مراكز التسوق، إذ إن لديها شغف اللعب مع الأطفال في «ماجيك بلانيت»، كذلك تحب عواج مشاهدة المسلسلات الدرامية الخليجية والمحلية. |
يبدأ يوم رجاء في الساعة التاسعة صباحاً وينتهي في الساعة الخامسة والنصف، إذ تقوم رجاء بتجهيز تذاكر الأفلام التي ستعرض مع تحديد مواعيد العرض، لحين استقبال الزوار عند الساعة العاشرة، ولأن عملها قائم على نظام المناوبات أو ما يعرف بـ«الورديات» فإنها تفضل العمل المسائي دائماً على الدوام الصباحي، خصوصاً أنها تحب ممارسة الرياضة الصباحية والاستمتاع بتناول وجبة الإفطار مع القهوة الصباحية، وهذا لا يتحقق عندما يكون لديها عمل صباحي.
غالباً ما يكون العمل المسائي مضاعفاً، خصوصاً أن الكثيرين من الزوار يفضلون مشاهدة الأفلام في المساء، الأمر الذي يشكّل ضغطاً على رجاء وزملائها في العمل، لاسيما أنهم يقابلون المئات من الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات، وعليهم تقديم الخدمة بالجودة ذاتها للجميع، إذ يفترض أن يختار العميل الفيلم ويحدد موعد العرض والمقعد، بعد أن يستعين بمساعدة رجاء باختيار الفيلم، ومن ثم الحصول على تذكرة السينما.
قد يبدو العمل بسيطاً من وجهة نظر الكثيرين، ولكن التعامل مع أمزجة الزبائن أمر غاية في الصعوبة، خصوصاً مع القاعدة الشهيرة التي ترى دائماً أن «العميل على حق وإن كان على خطأ»، لذلك يتعرض الكثير من موظفي خدمة العملاء إلى مضايقات قد تصل في بعض الأحيان إلى التمادي في التعامل، وبحسب رجاء، فإنها تعرّضت لنوع من التمييز العنصري من قبل أحد العملاء غير المقيمين في الإمارات الذي كان في زيارة لدبي، ولم يعرف الكثير عن ثقافة البلد والتنوع في الجنسيات والأديان، فقد استنكر كونها ترتدي العباءة والشيلة وتعمل في خدمة زوار السينما.
وتؤكد رجاء أنها كسبت صداقات كثيرة مع عملاء يترددون بشكل دائم على السينما من داخل الدولة وخارجها، إذ باتت لديها علاقات مع صديقات من السعودية وبريطانيا والإمارات والفضل يعود للسينما، كما أن عملها أعطاها فرصة جيدة للقاء الفنانين والممثلين بشكل خاص والشخصيات المعروفة وصانعي القرار، والذين يأتون خلال أوقات فراغهم لمشاهدة أفلام في السينما، كما أن وجودها في المهرجانات السينمائية، التي تقام في دبي، ساعدها على تكوين صداقات مع بعض الفنانين العرب.
وقد أتيحت فرص كثيرة لـرجاء للمشاركة في أحد الأفلام، منها عندما عُرض عليها أحد ضيوف مهرجان دبي السينمائي، وهو مخرج إيطالي الموافقة على تجسيد دور امرأة عربية في أحد أفلامه التي يصورها بين دبي وإيطاليا، إلا أن أسرتها قابلت هذا العرض بكثير من الرفض، خصوصاً أن أسرتها لا تشجع المرأة على دخول عالم الشهرة، إذ قبل ذلك حاولت عواج احتراف عرض الأزياء المغربية والماكياج، وخضعت لجلسات تصوير كانت ناجحة، إلا أن والدها رفض استمرارها وخيرت بين دراسة الطب النفسي والإخراج، ولكنها لم تتمكن من إنهاء دراستها.
بعد انتهاء دوامها، تتوجه رجاء إلى لقاء صديقاتها والتجمع شبه اليومي في منطقة النخلة أو المارينا، خصوصاً إذا كان عملها صباحياً، وتفضل رجاء ذلك الموقع لما يمتاز به من هدوء وروعة، إذ تشعر وكأنها في دولة أجنبية بروح عربية، وتقول رجاء إنها «تعشق دبي، وعند سفرها خلال إجازتها السنوية لبلدها تشعر بغربة وحنين للعودة إلى دبي». أما في يوم إجازتها تفضل الذهاب في رحلات والقيام بمغامرات حتى تشعر بالتجدد والنشاط والرغبة في القيام بعملها بعد عودتها من الإجازة، لاسيما أن الموظف يصبح خلال أيام الأسبوع «مثل الآلة التي تؤدي المهام المطلوبة منها»، وفي الإجازة يعود إلى طبيعته البشرية، كما تعتبر نفسها مدمنة على مشاهدة الأفلام التي تُعرض في السينما، لذلك صارت بمثابة مرجع للزوار تقدم لهم نصائح بأفضل الأفلام المعروضة.
مشكلات بسيطة
تؤكد رجاء أن المشكلات التي تصادفها في عملها في السينما بسيطة ويمكن تجاوزها ببعض الحكمة والصبر، وهذا مؤشر جيد يدل على أنها لا تعاني كثيراً أثناء أداء مهامها الوظيفية، مشيرة إلى أن ما تتعرض له من تمييز غالباً ما يكون صادراً عن أجانب وليس عن عرب، لأن السينما مركز تجمع عالمي لمختلف الجنسيات والأديان، لذلك ترى الأشخاص الجيدين والودودين، إضافة إلى الأشخاص الذين يجهلون أساسيات التعامل مع موظف الاستقبال بشكل خاص، القائمة على الاحترام المتبادل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news