محمد عساف.. «علّي الكوفية» في دبي

تحولت الليلة الأولى لاحتفالات العيد في دبي التي أقيمت في ختام الأسبوع الماضي إلى ليلة خاصة بالنسبة إلى نجم برنامج «أراب أيدول» في نسخته الأخيرة، الفلسطيني محمد عساف، الذي تألق خلال الحفل، وحظي بتفاعل كبير من الجمهور، إذ تلونت القاعة بالكوفية الفلسطينية، حينما غني عساف «علّي الكوفية».

واستضافت الحفل الذي ضم إلى جانب محمد عساف زميله اللبناني زياد خوري الذي نافسه في إحدى مراحل البرنامج، وكذلك المطرب اللبناني فارس كرم، قاعة الراشدية الكبرى في فندق البستان روتانا بدبي، بينما غاب عن الحفل الغنائي أحد وجوه «محبوب العرب» التي وصلت إلى المنافسة الثلاثية في البرنامج، وهي السورية فرح يوسف، دون أن تكون هناك ثمة أسباب مقنعة سواء للحضور أو الإعلام، سوى أنها «أسباب خارجة عن إرادتها وإرادة الجهة المنظمة».

«العلة»

تكررت كلمة «علة» في أكثر من ثلاث أغنيات مختلفة لفارس كرم، لدرجة أن أحد الحضور لاحظ ذلك، وعلق ممازحاً: «أين التفاؤل يا فارس».

وفي إحدى الأغنيات التي غناها كرم جاءت الكلمات «اللي ما يحب النسوان.. الله يصيبه بعلة»، وطغى عليها بشكل خاص الإيقاع الصاخب الذي يتميز به المطرب اللبناني. رغم ذلك داعب كرم مراراً الجمهور وقال «أنتم دفعتوا مصاري.. ومن حقكم أن تتبسطوا».

وربما كانت هذه المفاجأة كفيلة بإرباك احتفال جماهيري يحييه عدد من المطربين، ويفترض أن جانباً من الجمهور قد أتوا خصيصى لنجم بعينه، غير أن هذا الأمر لم يحدث إلى حد كبير، وتحمل جانباً غير يسير منه بصفة خاصة عساف الذي أطال في فقرته ليعوض غياب زميلته، وسط مطالبة الجمهور له بمزيد من مواصلة الغناء.

وبعد تألق داخل استوديو البرنامج وأمام شاشات التلفزيون، وكذلك في بعض الحفلات التي أقيمت في موطنه، ما بين رام الله والضفة، وغيرهما، جاء عساف ليختبر على أرض الواقع جماهيريته لدى الجمهور العربي، بعيداً عن توصيات الرسائل النصية القصيرة، إلى احتفال جماهيري يبلغ متوسط سعر التذكرة فيه نحو 1000 درهم، حسب موقع الطاولة، وقربها من المسرح.

وما بين الأغنية الفسطينية والإيقاع اللبناني راح عساف ينوع في اختياراته، لكن بمجرد أن أشارت موسيقى الفرقة الموسيقية التي يقودها إيلي العاليا إلى أن الأغنية المقبلة هي «علّي الكوفية»، تغير شكل القاعة بالكامل، لتعلو الكوفية الفلسطينية التقليدية في أيدي الشباب، يتقدم الجالسون في صفوف الطاولات الخلفية، ليتعايشوا مع الأغنية ومغنيها.

واستبق زياد خوري فقرة صعود عساف بمجموعة من الأغاني اللبنانية المتنوعة، بحضور جيد أيضاً على المسرح، فيما كان الختام مع فارس كرم، الذي نوع في اختياراته ما بين الأغاني القديمة والجديدة، قبل أن يعلن عند الثانية بعد منتصف الليل تقريباً ختام الحفل الذي جاء ضمن احتفالات «العيد في دبي - عيد الأضحى»، بتنظيم مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، وتستمر حتى 19 الجاري.

وتعد هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها نجما «أراب أيدول» الفلسطيني محمد عساف حامل اللقب، واللبناني زياد خوري في حفل واحد مع فارس كرم.

وكانت احتفالات «العيد في دبي - عيد الأضحى» قد انطلقت بمجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات الموجهة لكل أفراد العائلة من مختلف الجنسيات تحت شعار «عيد الأضحى.. احتفال يجمعنا». وتتنوع فعاليات «العيد في دبي»، الذي يهدف إلى ترسيخ مكانة دبي وجهة مفضلة لقضاء إجازة العيد، بين عروض التسوق، والجوائز، والفعاليات الرئيسة، والحفلات الغنائية، وفعاليات مراكز التسوق.

لماذا غابت؟

لم يكن جمهور حفل أولى ليالي العيد في دبي مشاكساً، ولم يلوح بأنه سيطالب برد جزء من قيمة التذاكر، أو أنه غاضب من غياب أحد محييه وهي السورية فرح يوسف، دون أن يخبره أحد بسبب ذلك، لكن البعض أعرب عن رغبته في معرفة سبب غيابها.

ويعد غياب موهبة لاتزال في أول طريقها عن حفل جماهيري في دبي، من المفترض أنه يمثل بالنسبة لها الحدث الأهم في هذه المرحلة، موقفاً استثنائياً، يندر أن يقع فيه نجوم كبار ويغفر لهم جماهيرياً وإعلامياً، لكن حتى اللحظة لم يصدر أي تبرير لهذا الغياب، رغم أن وجوهاً من شركة «بلاتينيوم ريكوردز» التي ترعى المواهب في مجموعة «إم بي سي» الإعلامية تابعت الحفل، واهتمت بإطلالة محمد عساف وزياد خوري.

 

ليس خروجاً عن «النص»

 

لم يخرج نجم «محبوب العرب» محمد عساف عن نص الاحتفال، حينما استثمر ثواني بين فواصل الأغنيات، مؤشراً إلى أهمية «لمّ الشمل»، وهو ما فسره في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» أكد فيها أن أحد أمانيه الكبرى في هذه المرحلة هو «لم الشمل الفلسطيني» على المستوى السياسي بين «فتح» و«حماس».

 

الأكثر مشاركة