مدن مظلومة سياحياً
تعاني بعض أفضل المدن في العالم من انحسار أضواء الشهرة عنها وقلة ما لديها من حظ عند مقارنتها بأشهر المدن الأخرى المعروفة عالمياً، وهذا يعد ظلماً كبيراً، فهذه المدن لديها الكثير لتقدمه للمسافرين والسياح، بما لا يقل عن أي مدينة مشهورة أخرى. ولذا، وعملا على إحلال العدل والمساواة في هذه الدنيا الظالمة، جعلنا إبراز أهم المدن المنسية التي تستحق الحديث عنها وزيارتها مهتمنا. بناء على السكان المحليين الودودين، والمزارات السياحية الابداعية، والإطلالات المبهرة، نقدم لكم اختيارنا لعدد من هذه المدن في العالم قليلة الشهرة رغم استحقاقها لها.
كوينز، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية
حسنا، من حيث الحدود الجغرافية، حي كوينز هو جزء من نيويورك الشهيرة، وهو إيضاً أكبر أحيائها ويبلغ عدد قاطنيه 2.3 مليون نسمة. هذا يجعل منه مدينة داخل المدينة! بينما حصلت أحياء مانهاتن وبروكلين على نصيب الأسد من الاهتمام والشهرة، إلا أن كوينز هو أحد أكثر الأماكن في العالم من حيث تعدد الثقافات، بأكثر من 170 لغة مستخدمة بين سكان هذا الحي (أو بالأحرى البلدة!). هناك العديد من الاماكن التي تستحق الزيارة في كوينز، مثل جاكسون هايتس (أو مرتفعات جاكسون) والتي تعج بعدد هائل من المطاعم المتنوعة من جنوب آسيا، حي فلاشينغ والذي يحتضن ثاني أكبر حي صيني في نيويورك، وأما حي جامايكا فهو نقطة تجمع الأفارقة والكاريبيين في القديم، وأما حالياً فهو نقطة تجمع الهنود والعرب والفلبينيين، وهو حي مشهور بتراثه من موسيقى الجاز.
سان خوان، بورتوريكو
شواطئ مذهلة وسواحل خلابة، تتضمن الخلجان المضيئة (الضيائية الحيوية أو الضوء البارد) وغابات يونك المطيرة! هل نحن بحاجة لإعطاء المزيد من الأسباب الوجيهة لتكون سان خوان وجهتك المقبلة؟ إذا أجبت بنعم، دعنا نضيف قلعة مورو والتي تقع على ارتفاع كبير فوق سطح البحر، وسان خوان القديمة مع مبانيها الإسبانية الاستعمارية التي تعود للقرن السادس عشر والسابع عشر، والشوارع التي بقيت على حالها منذ عهد بعيد – وكلها معالم ومزارات مبهرة يجب زيارتها. سائرة على نهج في مزج القديم بالجديد، ستجد الكثير من المحلات والمتاجر والأسواق، وأماكن موسيقى السالسا الشهيرة، والمعارض الفنية والمطاعم الفاخرة. نصيحتنا لك هي تناول الطعام في تانترا، مطعم يمزج الغذاء اللاتيني والهندي، والجلوس في مقهى نيوريكن حيث تعزف موسيقى السالسا الحية، ومتحف الفن لحصة من الثقافة.
لشبونة، البرتغال
يميل أولئك الباحثين عن وجهة في أوروبا يهربون إليها من صخب الحياة وبحثا عن الرومانسية، للذهاب إلى
باريس أو ربما
البندقية – فينسيا العائمة. لكن كان يجب على هؤلاء التوجه إلى
لشبونة، والاهتمام بها، فهي مدينة كثيرة الألوان، شديدة الجمال. تتميز لشبونة بشواطئها السهلة، ومتحف كولبنكيان (أحد متاحف العالم التي لم تحصل على حقها من الشهرة)، وبرج بيليم الذي يعتبر أيقونة المدينة ورمزها.
غلاسكو، اسكتلندا
قد تكون أدنبره المدينة التي تجذب الأضواء وتحصد الشهرة في اسكتلندا، ولكن مدينة جلاسكو الواعدة توفر العديد من مظاهر الثقافة وأسباب السياحة، ما يجعلها الحصان الأسود الذي يتوقع له أن يفوز في سباق أشهر المدن السياحية قريباً جداً. يعود الفضل في ذلك جزئيا إلى الفعاليات الموسيقية في المدينة، إذ تجد فيها الكثير من قاعات الحفلات الموسيقية، والأماكن التي يعزفون فيها بعضاً من أفضل الأنغام الموسيقية، الأمر الذي اجتذب أشهر الأسماء في هذه الصناعة. على الجهة الأخرى من الثقافة، مركز العلوم مزار مهم للعائلات، في حين أن متحف ريفرسايد وجهة أساسية لعشاق الثقافة. يجب علينا كذلك أن نشير إلى أن المصممة المعمارية العراقية زها حديد هي من صممت مبنى متحف ريفرسايد في غلاسكو!
غلاسكو هي أيضا وجهة ذات أهمية كبرى للمتسوقين، خاصة ساحة الأمير (برينس سكوير) حيث تجد منتجات أشهر المصممين العالميين، بينما وجدنا مقاهي ويلو تي رووم هي الوجهة المثالية لتذوق الشاي الانجليزي والاستمتاع باستراحة قصيرة. تأكد كذلك من تذوق الحلوى الاسكتلندية – شورتبريد – بينما تجلس هناك، لكن احذر لأنها مليئة بالدهون.